اليسار في كوستاريكا يفوز مرشحه (سوليس) برئاسة الجمهورية بنسبة فاقت ال 77% من الأصوات.. ومرشح اليمين ينسحب من المعركة.. لما رأى أن المعركة ليست في صالحه.. فالشعب في كوستاريكا.. ضد أمريكا التي تمثل اليمين.. وكذلك الشارع في فنزويلا والبرازيل وبرجواي.. وكوبا.. واليسار السوداني.. يقف مع الخط الأمريكي الامبريالي.. اليسار السوداني الذي في طليعته الحزب الشيوعي السوداني.. يصطف خلف القوى التي تركب على ظهر السفينة الأمريكية يخلع منها مناهضته الامبريالية الأمريكية الرأس مالية ويلبس ثوب اليسار الأمريكي.. فمواقفه تؤكد انحيازه لليمين الأمريكي.. فالجبهة الثورية هي صناعة أمريكية.. تم تصنيعها في يوغندا تحت رعاية وإشراف أمريكا وإسرائيل.. ولا يخفى على أحد الدور الذي تقوم به يوغندا في المنطقة الإفريقية.. فهي الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة البحيرات وشرق إفريقيا وهي أكبر محطة للاستخبارات الإسرائيلية.. فالحزب الشيوعي السوداني.. هو واحد من أحزاب المعارضة السودانية.. الذي وقع على وثيقة (الفجر الصادق) وثيقة تأسيس الجبهة الثورية.. كحركة مسلحة.. تستعمل القوة العسكرية في تحقيق أهدافها..فالحزب الشيوعي حليف الجبهة.. هو بالتالي حليف أمريكا وأما حزب البعث (البغل المبارية الخيل) حزب دون أن يدري ينفذ المخطط اليميني الامريكي.. يساند ويناصر من هم مع أمريكا والغرب.. العدو الأول للفكر العروبي القومي.. فالفكر البعثي يتقاطع مع أفكار وتوجهات الجبهة الثورية والحزب الشيوعي.. فرفضه وامتناعه عن المشاركة في المائدة المستديرة للحوار الوطني خصماً عليه.. والحزب الشيوعي على لسان صديق يوسف القيادي بالحزب.. يحدث أن ما طرحه الرئيس لا يلبي الاحتياجات.. لأنه قيد حرية العمل السياسي بالقانون وإطلاق سراح المعتقلين تستند إلى عبارة وفق القانون فلهذا يرفضون المشاركة في مائدة الحوار.. وهنا نسأل الرفيق أليس هذا القانون الذي ذكره الرئيس البشير.. هي مجموعة القوانين التي أجازها المجلس الوطني الانتقالي الذي كان فيه الحزب الشيوعي مشاركاً.. فجل القوانين الموجودة الآن.. هي قوانين شاركت فيها القوى السياسية.. وتمت إجازتها وإن طرأت بعض التعديلات على هذه القوانين.. بعد انفصال الجنوب.. فقانون الأمن.. وقانون الصحافة وغيرها.. هي قوانين تم التوافق عليها.. وأصبحت قوانين سارية المفعول.. فعبارة وفق القانون تشير إلى أن الرئيس يحترم القانون.. فالقوانين هي السياج الذي يحمي الدولة من الفوضى.. والأرضية التي عليها تقوم الدولة.. فماذا يريد القيادي الشيوعي من الرئيس هل يريده أن يعطل القانون؟ أعتقد أن الحزب الشيوعي يرفضه للمشاركة لن يؤثر على مسيرة الوفاق الوطني.. لأنه لو كان يقدم مصلحة البلاد العليا.. ليشارك في الحوار.. فالانعزال والرفض غير المؤسس على الموضوعية.. لن يحقق أهداف الحزب العجوز المتآكل.. فالشواهد تبين أن الحزب الشيوعي وجوده عبر الصحافة.. فلا وجود له في الساحة.. فلولا وجود حريات صحفية.. لما كان له صوت وكذلك البعث.. فمن مصلحة اليسار بحزبه الشيوعي وبعثه وتوابعه.. المشاركة في الحوار.. الوطني.. إن كانوا فعلاً يقدمون مصلحة الوطن.. على مصالحهم الحزبية والذاتية.. ولئن تأتي خير من أن لا تأتي.. وإن كانت الحكومة غير جادة وغير صادقة فيما تقول.. فها هي فرصة لليسار وقالوا الكضاب وصلو الباب.. فما أظن أن اليسار سيفقد شيئاً في مشاركته.. وإلا كما قلت إن يسارنا السوداني عنده فوبيا.. إسقاط النظام.. لا يرى شيئاً غير سقوط النظام.. ولايهمه ماذا سيحدث بعد سقوطه.. يفكر بعقلية شمشون الجبار (علي وعلى أعدائي) لا يهمه أن يتحالف مع اليمين الأمريكي والامبريالية العالمية والصهيونية.. لإسقاط النظام.. وتعطيل الشرعية الإسلامية.. ولا شيء يشغله غير قمع الشرعية.. ولو دعى الداعي.. بإنزال قوات المارينز وعلى ظهرها نتنياهو.. وأخيراً: يظل اليسار السوداني في غيبوبته وتوهانه وجموده الفكري.. لأنه في الأصل تيار عقيدته قائمة على الشمولية والتحجر.