حوار: هادية قاسم المهدي تصوير: متوكل البجاوي ربما لم تزل مشكلات الفن التشكيلي قائمة، فعدم توفير صالات العرض وارتفاع أسعار المواد الخام والتسويق، جميعها تعد من تحديات الفن التشكيلي. وبرغم ذلك نجد اللوحة التشكيلية السودانية حاضرة وبقوة حتى على مستوى المشاركات الخارجية. (نجوع) التقت الفنان التشكيلي عوض صديق في قاليري (فل آرت) بالخرطوم وأدارت معه حوارًا عن ملامح الفن التشكيلي الحاضرة اليوم بمشكلاتها المتعددة فخرجت بالمحاور التالية: ٭ بداية نريد أن نتعرف على الفنان عوض صديق عن قرب؟ نشأت في أرض رفاعة ودرست فيها المتوسطة والثانوية، وتخرجت في جامعة السودان كلية الفنون الجميلة، عملت فيها مدرساً للغتي العربية والإنجليزية بمدارس رفاعة ثم سافرت المملكة العربية السعودية في العام 1997م 2001م لتدريس مادة الفنون بجدة، وأصبحت عضوًا في اتحاد التشكيليين السعوديين والآن أدرس مادة الفنون بمدارس القبس. استخدم في لوحاتي جميع الخامات المتاحة وفي موضوعات مختلفة. كما أجيد كتابة الشعر. ٭ صف لنا سير الحركة التشكيلية اليوم؟ توجد مآخذ واضحة جدًا على وزارة الثقافة واتحاد التشكيليين وكلية الفنون الجميلة في بطء سير الحركة التشكيلية في السودان، هذه الجهات هي التي منوط بها مسؤولية العمل التشكيلي. ٭ معرض شارع النيل كان نافذة لعرض الأعمال الفنية وتم تحويله هل يتناسب معكم الموقع الجديد؟ شارع النيل كان نافذة لعرض الأعمال الفنية وشهد الجميع بنجاح التجربة أيام الدكتور محمد عوض بارودي والسموأل خلف الله حيث كان هناك حراك حثيث للفنانيين التشكيليين والموسيقيين والمسرحيين في مساحة عريضة قبالة مكتب الولاية بشارع النيل. الآن موقع العرض الجديد بالمتحف القومي لا يتناسب مع أساس الفكرة (معرض شارع النيل) كأنما حلّت لعنة إذ تدهورت الحالة العامة للتشكيليين وبعض الخاصة. ٭ هل يساعد الاتحاد بشكل أو بآخر في إتاحة فرص جيدة لمنسوبيه؟ اتحاد التشكيليين وبوضعه الحالي يساعد في ضياع الفرص والمنح بالنسبة لمنسوبيه. ٭ كيف؟ موضوع لوحات القصر الجمهوري في الخاطر، فالمبادرة المقدمة من جمهورية الصين الشعبية لاختيار لوحات يزين بها القصر الجمهوري بالاستعانة بقبيلة التشكيليين؛ ويفاجأ جمهورالتشكيليين بإتاحة فرصة لا تزيد عن عشرة أيام لتسليم مقترحات لأعمال فنية عالمية تتناسب وهيبة القصر الجمهوري باعتباره جهة وطنية تزينها مسؤولية كل مواطن! ٭ أتعني أن الفترة التي أُتيحت لكم غير كافية؟ بالطبع. ٭ أتعتقد أن هنالك عدم متابعة لما يدور داخل أروقة التشكيل؟ عدم الإشراف المباشر للجماعات التشكيلية وأصحاب المبادرات الجميلة لعمل مراكز تشكيلية وثقافية كان من المفترض أن تجد الرعاية من وزارة الثقافة واهتمام الاتحاد وكلية الفنون الجميلة حتى وإن كان على سبيل الدعم المعنوي، لكن لا توجد متابعة واضحة للعمل التشكيلي. وربما كانت هذه من معوقات سير العمل التشكيلي هذه الأيام، ولكن برغم ذلك ما زال الناس يتنسمون ويتنفسون التشكيل ألوانا ورسما وإبداعاًَ. ٭ قانون تنظيم المهن التشكيلية لا يزال مجهولاً وغير مجاز؟ لا شك أن عدم وجود قنوات حوارية وعدم تواصل لجان الاتحاد التشكيلي المتعاقبة أضاعت الحقوق المكتسبة والمشروعة للتشكيليين، هذا فيما يخص تأمين الدار الثابتة والمملوكة للتشكيليين إلى إجازة القوانين الخاصة بضبط الحركة التشكيلية وتثبيت الحقوق المهنية والملكية الفكرية وغيره. ٭ سوق اللوحات التشكيلية هل يبدو منتعشاً؟ أحياناً تكون هنالك حركة في بيع وشراء اللوحات التشكيلية، لكن نسبة للظروف الاقتصادية يقل إقبال الناس عليها. ٭ عرفت أنك مثلت السودان في الصين في عمل ما، ماذا دار هناك؟ في أغسطس 2013م سافرت إلى الصين ممثلاً للسودان في ورشة العمل لمشاهير الفنانين العرب بين ثلاث عشرة دولة عربية، وكان قوام الورشة خمسة عشر فناناً عربياً وبعض الفنانين الصينيين المعاصرين. ٭ فيم كانت الورشة؟ كانت الورشة عن رسم وإبراز جمال إقليم (شيند يانق) وهو فعلاً إقليم جميل يتمتع بطبيعة ساحرة وملهمة، كان حظي بأني أجيد تصوير الطبيعة لذا لم أجد أية صعوبة في استثمار الواقع المتاح أمامي في الصين من طبيعة جعلتني أخرج أعمالاً نالت رضا واستحسان المشاركين وجمهور الصين من المتابعين والمهتمين على المستوى الرسمي والشعبي وأحد أعمالي اختير ليتوسط معرض المكتبة الوطنية بمدينة (اورميكي). ٭ وهل من مشاركات خارجية أخرى؟ شاركت في أعمال في السعودية، قطر ،سوريا، كينيا، قبرص، إنجلترا. ٭ بأي الخامات يرسم عوض صديق؟ أرسم بجميع الخامات المتاحة وفي مختلف الموضوعات وأجد نفسي دائماً في كل شيء طبيعي. ٭ ماذا عن الشعر؟ أقوم بكتابة الشعر بجميع أنواعه وطرقه ومذاهبه. ٭ هل ما زال خريج كلية الفنون مبدعاً كسابق عهده؟ طبعاً تخرج تشكيليين إلا أن الوضع اليوم لا أعتقد بأنه مثل السابق، حيث كانت إمكانياتها متاحة، الآن المواهب موجودة إلا أن الإمكانيات المادية غير مساعدة فمثلاً حتى إذا توافرت الألوان ومواد الرسم يصعب العرض أحياناً. ٭ ختاماً ماذا يقول الأستاذ عوض صديق؟ أرجو أن تهتم وزارة الثقافة والجهات ذات الصلة بقضايا الفن التشكيلي ومشكلاته وذلك من خلال تهيئة مناخ ملائم يحفز لإنتاج العمل الفني وذلك من خلال توفير مواد الرسم من ألوان وأتمنى أن يكون هنالك دعم مناسب للثقافة بصفة عامة، ويجب أن تكون هنالك صالات عرض وتوفير مواد الرسم بأسعار مدعومة لحدٍِِ ما.