منذ أن أطلق الوطني دعوته إلى الحوار وجدت الأحزاب نفسها في دوامة التصريحات وامتلأت الصحف ضجيجاً وعنتريات ما قتلت بعوضة، «لن نشارك في الحوار الا اذا نفذ الوطني مطالبنا كذا وكذا»، وكل حزب يمني نفسه، وأعلى سقف للمطالبات خرج من الحزب الشيوعي الذي استغل موت الشاعر ذي الشعبية الكبيرة محجوب شريف وخطب سكرتيره العام الخطيب في الناس خطبة لا تليق بالميت ولا بالمناسبة ولا هذا وقتها، لكنه استغل المناسبة وحرك اجندته ضد الحكومة، الحزب الشيوعي الذي يستميت الآن في المطالبة بالحريات عليه أن يعود بذاكرته للوراء ويرى ماذا فعل بعد تسلمه دفة الحكم، وليست بعيدة المجازر الدموية التي ارتكبها حينما كان ينادي بالشرعية الثورية في مايو ثم انقلابهم على مايو، ماذا يريد الحزب الشيوعي؟ عبارة كبيرة وسؤال بحجم البلد عله يجيب عليه! هل يريد حرية مطلقة؟ حرية بلا سقوفات، وما هي حدود الحريات التي يطالب بها؟ هل هي حرية التعبير غير المسؤول؟ هل هي حرية الفوضى الضاربة بأطنابها في كل مكان؟ وهل هناك أكثر حرية مما يمارسه الآن الحزب الشيوعي من ممارسة لنشاطه ومن اعتراف بوجوده، بل أنه خاض الانتخابات على مستوى رئاسة الجمهورية، فهل هناك حرية أكثر من هذه؟ ام ان حرية الحزب الشيوعي التي يطالب بها حرية اخرى لا نفقه فيها شيئاً ولا نعرفها؟ اعتقد ان ما يردده الشيوعي محض هراء لا يمت للواقع بصلة، ودعوة الرئيس التي أطلقها كانت للناس عامة واستجاب الكثيرون، وظل البعض على الرصيف ينتظرون نضج الكعكة ليلتهموها دون المشاركة في صنعها، وعلى الحزب الشيوعي وغيره من الأحزاب أن يحلموا فليس هناك سقف للأحلام التي هي مجانية أيضاً ولا تستدعي تعباً، لكن الواقع يختلف عن الحلم، الواقع بحقائقه المؤلمة هو الأمر الحقيقي، والواقع يقول إن على الحزب الشيوعي مراجعة مواقفه والتحرك صوب الحقيقة التي تقول إنه لا وجود لحزب شيوعي حتى في مكان نشأته، فالشيوعية نظرية أثبتت فشلها حتى في موطنها، فلماذا نتبنى أفكاراً تبرأ منها أهلها، هل نضُب معين الأفكار هل أفلسنا لهذه الدرجة؟ كل حزب يتبنى أفكاراً ماتت «وشبعت موت» في بلادها، ثم يأتينا للتنظير في بلادنا التي ليس لها وجيع، رجاءً ارحمونا من كثرة الحديث الذي لا طائل منه.. أرحمونا يرحمكم الله.