نود أولاً أن نتقدم بوافر الشكر للدكتور المتباهي على شتائمه لنا وسبابه وسخرياته وعلى تجهيلنا وتكذيبنا عملاً بقول الله سبحانه وتعالى وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» وقوله تعالى «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ» وتأسياً بقول القائل ان الله يخرج الخير من الشر. فلولا تباهي الدكتور الجامعي علينا ولولا بذاءة لسانه ولولا أنه هو الذي بدأنا بالعدوان وزعم كذباً أننا بدأناه «كذباً هنا ليست سباباً ولا افتراءً ولا شاتمة ولكها حقيقة ونتحداه ان يبطلها»، ولولا كل ذلك لما أتيحت لنا فرصة فضح وكشف مخازي الرافضة وعوارهم وجهلهم وحمقهم وغبائهم.. إن الدكتور يتكلم عن مصطلح أهل البيت دون أن يتبين أو يستوثق لنفسه باعتباره استاذاً جامعياً عن مدلول المصطلح أو تعريف المصطلح تعريفاً علمياً. إن النصوص القرآنية تدل دلالة قوية على أن مصطلح أهل البيت المقصود به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالنص الصريح في سورة الاحزاب بدءاً من قوله سبحانه وتعالى في الآية «30» من سورة الأحزاب بل قبلها بآيتين، إلا ان الخطاب جاء صريحاً في الآية «30» «يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشةٍ» ثم بعدها: «وَمَنْ يَقْنُت مِنْكُنَّ..» ثم بعدها.. «يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ» وبعدها مباشرة «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ..» الآية «33» والتي يختمها بقوله جل وعلا «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيراً». فالسياق لا يحتمل الا دخول ازواجه في مصطلح اهل البيت، والميم جاء عوضاً عن النون في قوله عنكم ويطهركم لدخول النبي صلى الله عليه وسلم في المصطلح وذلك من باب اولى. ويدخل في تعريف أهل البيت أو آل البيت «أهل الكساء» والذي دلت عليه الآية «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ» وأورد مسلم أنه لما نزلت هذه الآية دعا النبي صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ثم قال اللهم هؤلاء اهلي. وفي رواية أخرى لما سألته السيدة ام سلمة أم المؤمنين ألست من أهلك قال لها «أنت على على خير». وأحسب والله اعلم انه قال ذلك لأن الموقف موقف تبيين، والحاجة هنا إلى بيان دخول السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها والحسن والحسين.. اما امهات المؤمنين فقد كفاهن النص القرآني الواضح. ودخول علي رضي الله عنه لا احسبه جاء من اجل الصهر ولكن من أجل النسب، مما يشير إلى دخول بني هاشم وبني المطلب في مدلول آل البيت ومدلول التطهير، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم انما بنو هشم وبنو المطلب شيء واحد فهما لم يفترقا في جاهلية ولا اسلام، ولكنك تندهش عندما تكشف ان الدكتور يدرك المدلول تماماً كما ورد عنه في صفحات «123 128» من كتابه تطور الفكر الإسلامي، وهو ان الآيات في أزواج النبي، وان حادثة الكساء لمزيد من البيان والتوضيح لمصطلح آل البيت والنبي صلى الله عليه وسلم فيهم، وكذلك علي ابن أبي طالب، ويسرد اقوال أهل السنة من مدلول الآية والحديث بطريقة نكاد نحس منها انه يريد أن يبلغك انه راد على اهل السنة وانه ليس منهم.. وعلى أي حال فإن الدكتور قد طوف حول موضوع اهل البيت، وذكر ما قاله السلف ولم يعارض في قليل أو كثير منه، إلا انني وقفت عند قوله في ص «128». لكن الأمر المهم الذي يتجاوزه الكثيرون بعفوية وبثقافة مذهبية سماعية، هو ان قوله تعالى «وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيراً» ليس فيه جزم وتأكيد بذهاب الرجس والتطهير المطلق كما يرى البعض، بل أن الآيات تصدر عدداً من التوجيهات الصارمة لنساء النبي، وتبدأ تلك التوجيهات بعد ان اختارت نساء النبي الله ورسوله والدار الآخرة. وبعد ذلك جاء تلك التوجيهات الصارمة التي تقود للتطهير المشار إليه كنتيجة لالتزام تلك التوجيهات وليس كمفردة مسلم بها. الدكتور يريد أن يقول إن نساء النبي يمكن أن يلابسن الرجس ولا يحصل لهن التطهير اذا لم يلتزمن بهذه التعليمات والتوجيهات. بمعنى اوضح الدكتور يفتح الباب لمن يقول بحادثة الإفك أو غيرها.. مجرد فتح للباب. ويردف الدكتور قائلاً: لقد طلب الله من نساء النبي التزام طاعته لكي يحصل لهن التطهير. والدكتور حتى يصل إلى هدفه غير المعلن يورد امثلة للإرادة التي وردت في آيات سورة الاحزاب فيقول ص «128» : «واذا تتبعنا آيات القرآن سنجد أمثلة كثيرة شبيهة بذلك كقوله تعالى للمؤمنين «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ» وقوله تعالى «يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ» وقوله تعالى «يريد أن يخفف عنكم»، ويقول: فالارادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضاء لا انها حدثت فعلاً، ولو كان الأمر كذلك لتطهر كل من اراد طهارته. ويقول في ص 129.«كذلك ان الآية لا تجزم بوقوع التطهير بل تشير إلى ارادة التطهير». ويقع الدكتور كالعادة في اخطاء جسيمة لا يقع فيها دكتور جامعي يدرس في الجامعات، وهو ان آيات نساء النبي تختلف عن الآيات التي ذكرها في ان الاولى تخاطب مخصوصاً والأخرى تخاطب عموماً. كما أن آيات سورة الاحزاب تقول بارادة ذهاب الرجس، ولم يرد ذلك في الآيات الأخرى ذات السياق العمومي. وكذلك أكدت آيات سورة الاحزاب التطهير أي قوله «وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيراً». وهناك بعد آخر هو أن المخاطب في آيات سورة الأحزاب هن نساء النبي، وجلهن كان زواجهن بتوجيه رباني كما ورد في كثير من السياقات كزواج زينب وعائشة وحفصة وغيرهن من سكت الوحي ورضي بزواجهن، والدليل على ذلك انهن تجاوز الاربع وان الوحي نزل بالموافقة على ذلك قال تعالى «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ». فنساؤه جميعاً واهل الكساء فإن ارادة التطهير منهم جميعاً متحققة وذهاب الرجس عنهم لازم والتطهير وذهاب الرجس لا يعني العصمة.. ونفي العصمة عن انسان لا يعني نفي طهارته ونفي ذهاب الرجس عنه.. فهؤلاء جميعاً لا يجوز منهم الرجس ولا الفواحش، فليسمع استاذ الجامعة المتباهي.. ولا الزنا ولا الردة ولا الكفر ولا النفاق.. وذلك في الجميع ومنهم عائشة رضي الله عنها. وهذا القول منه سواء قصد ام لم يقصد يعد تمهيداً لقول الرافضة ورميهم السيدة عائشة بالفاحشة، فليروج بضاعته البائرة في سوق الرخم والحمير وليبعد من اسواق اهل السنة، فقد قال التابعي الجليل عمار بن سراحيل الشعبي وكان من ثقاتهم: لو كانت الشيعة من الطير لكانت رخماً، ولو كانت من البهائم لكانت حمراً. وقال رضي الله عنه نظرت في هذه الاهواء وكلمت اهلها فلم ار أقل عقولاً من الهشبية. إن هذا الدكتور المتباهي يقوم في كتبه هذه بمهمة من اخطر المهام وأضرها بالمتعلمين والباحثين عن الحقيقة، فهو يقوم بمهمة التوهين والتمريض لمرويات اهل السنة، دون ان يفصح عن ذلك مباشرة، ولكنه يجعلها في مكانة الند من مرويات الشيعة رغم أن مرويات الشيعة لا سند لها ولا رجال ولا تصال. فقد حكى احاديث اهل السنة في الامامة والوصية، وهي تبطل روايات الشيعة لأنها تأتي من طريق اهل البيت أنفسهم، ومنهم علي رضي الله عنه، ثم يقول الدكتور ص «145»: «هذه بعض الآراء التي وردت في الإمامة، ورغم ان الشيعة لهم حججهم واسانيدهم المروية عن طرقهم في الاحاديث التي تؤكد أمامة علي وأحقيته، لكن تبقى مسألة الامامة هذه مسألة تاريخية تراثية متخفية قد تجاوزها الزمن ولا قيمة حاضرة ولا مصلحة آنية في مناقشتها اللهم إلا من قبيل تتبع سير التاريخ الاسلامي».. إلى آخر هذيانه. تصوروا هم يكذبون بها الوحي ويحرفون بها القرآن نصاً وتفسيراً وتأويلاً ويكفرون بها الاصحاب ويلعنون بها امهات المؤمنين ويكفرون بها الأمة كلها حتى نبيها ورسولها صلى الله عليه وسلم كما رأينا آنفاً. ويقول: «ليس الصراع اليوم بين السنة والشيعة وانما الصراع اليوم بين الأمة الإسلامية بشقيها السني والشيعي وبين المعسكر الصليبي». وأقول له: فما هذا الذي يدور في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي البحرين، وفي الأهواز.. من القتل على الهوية، والهوية هي الانتماء للسنة والجماعة «كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً».