أمسية حافلة باللحظات الجميلة، رفعت فيها شعارات الحب والجمال بين شعبي السودان ومصر .. أمسية اعترفت بالقلب الواحد الذي ينبض عشقاً لأرض وادي النيل .. أمسية «الحوار الحضاري السوداني المصري» التي احتضنها منتدى مركز راشد دياب للفنون، في أمسية الأحد الموافق 20 / 4 / 2014م بالتعاون مع الاتحاد الوطني للشباب السوداني، برعاية شركة زين. لم تكن حدثاً عابراً بل كانت حدثاً فريداً يؤكد بأن هن`اك أواصر وأحاسيس ومشاعر أكبر من أي مواقف . رحّب د. راشد دياب بأصحاب المبادرة، ووصف العلاقة بين البلدين بأنها علاقة تاريخية، لكن بها الكثير من السلبيات لا دخل للشعبين فيها، وهذه السلبيات لعب فيها إعلام البلدين دوراً غبياً لأنه لم يستطع أن يعلم طبيعة العلاقة بين البلدين، وبالتأكيد الشعبان السوداني والمصري يريدان فعلاً حضارياً واضحاً لهذه المبادرة، ويجب أن نشد من أزر الاتحاد الوطني للشباب السوداني لهذه الفكرة الرائعة ولو أراد لها أن تكون واقعاً، فليجعلها في يد المثقفين والمفكرين والمبدعين . كما تحدثت الفنانة المصرية القديرة فردوس عبدالحميد، التي جاءت على رأس الوفد المصري، عن مدى سعادتها بقدومها لبلدها الأول السودان للمرة الرابعة في حياتها، وقالت بأن السياسة تزول وتبقى الشعوب، وبلهجة مصرية نعشقها جميعاً قالت «اللي يشرب مية النيل بحس نفس الإحساس»، لذلك يجب أن تستمر هذه المبادرة إلى غايتها وأن لا تبقى مجرد مناسبة ، وعلى المثقفين يقع عاتق الوقوف مع شباب البلدين في تحقيق كل مشاريع المبادرة . وفي ذات السياق قال الصحفي الكبير جمال عنقرة، بأن سبعينيات القرن الماضي شهدت أجمل فترات العلاقة بين البلدين، لدرجة أن السفر بين البلدين أصبح ببطاقة وادي النيل، وعندما كنا طلاب علم هناك، كنا نعامل معاملة الطالب المصري ، فأين نحن اليوم من هذا وهل بإمكان المبادرة أن تعيد لنا تلك الأواصر والعلاقة المتميزة التي يقف النيل رغم أنف الساسة جميعاً على وصلها . واختتم الحديث د. ياسر نائب رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني، مؤكداً بأن المبادرة هي انطلاقة لتطلعات شعبي وادي النيل، وحتى نحققها وجدنا بأن الثقافة هي الحل الأمثل لتمكين حضارة مشتركة عمرها أكثر من «7000» عام ، هذه المبادرة من أجل المحافظة على حقوق الشعبين، حتى لا تتأثر بتغيير السلطة السياسية هنا أو هناك وطلب د. ياسر من الوفد المصري أن ينقل حبنا العميق للشعب المصري، وتمنياتنا لهم بأن يعيشوا في وئام وسلام. بعد هذه المشاعر التي تدفقت من ألسنة المتحدثين، كان لا بد للتراث المشترك بين البلدين أن يسطع فى مسرح مركز راشد دياب للفنون، فكان للوصلة الاستعراضية الغنائية بين الفرقة النوبية السودانية والفنان النوبي المصري أمير حجازي، دلالاتها بأننا شعب واحد فصله المستعمر ولم تعده السياسة ، وأحالت نجمة نجوم الغد ناهد محجوب الحضور إلى حالة من حالات الطرب الأصيل عندما طافت بهم في حدائق الأغنيات الخالدة بكل إيقاعاتها المختلفة القوية المعبرة .