كتب المستميت دفاعاً عن الشيعة الروافض د. عبد الرحيم محيي الدين في ردٍّ عليَّ وجدته منشوراً ببعض المواقع الإلكترونية فقال: «بل أراد كعادته في بضاعته المزجاة والمكررة والممجوجة أن يربط الموضوع بالشيعة.. فهذه أسطوانة مشروخة يستخدمها كل من ليس فكر مفيد أو رأي سديد تجده يدبج المقالات نقلاً عن الكليني في الكافي وبحار الأنوار للمجلسي وغيرها من الموضوعات التي أنشأت لها الاستخبارات البريطانية والأمريكية فضائيتين هما «فدك» و «المهدي» أ. ه. وفي هذا النقل يعيب عليَّ النقل عن كتاب «الكافي» للكليني أو «بحار الأنوار» للمجلسي.. والكاتب بمناسبة أو غير مناسبة فإنه ينكر أن يكون كتاب «الكافي» من الكتب المعتمدة لدى الشيعة، ويؤكد ذلك في نفس المقال بقوله: «الركابي لا يرى في الشيعة غير الكافي الذي كتبه صاحبه قبل أكثر من ألف عام، بل إن معظم الشباب والشابات الذين قابلناهم في المؤتمرات في إيران ولبنان والعراق لم يسمعوا بالكليني أصلاً» أ.ه. وهذا من العجائب أن شيعة وفي تلك الديار لم يسمعوا بأحد الأربعة الكتب المعتمدة لدى الرافضة الشيعة الإثني عشرية.. وفي ردٍّ له على الشيخ سعد أحمد سعد نشر ببعض المواقع قال: «إن التراث الشيعي تتم مراجعته اليوم بواسطة الأصوليين من علمائهم، وأن الشيخ التسخيري قد ذكر في ندوة وزارة الأوقاف بالخرطوم أن علماءهم قد أبطلوا تسعة آلاف حديث من مجموع أحاديث «الكافي» للكليني البالغة ستة عشر ألف حديث؟»أ. ه، ونفس هذه المعلومة بإبطال تسعة آلاف حديث من كتاب «الكافي» كررها في مناسبة أخرى بقوله: «السيد التسخيري التقى بأحد العلماء في مؤتمر في الخرطوم، وقد قال له نحن نعرف كلامك ونؤيده ونصدقه ولكن عندما نرجع الى كتاب الكافي للكليني نجد فيه كلام كذا وكذا، فأجابهم : إن كتاب الكليني قد أبطل منه علماء الشيعة «9» آلاف حديث من أصل «16» ألف حديث»أ. ه من هذه النقول تتضح استماتة المدافع عن الروافض الشيعة بهذا الأسلوب وهذه الطريقة العجيبة، فإن كتاب «الكافي» هو أحد أهم المصادر الأربعة عند الشيعة الإثني عشرية وهو بمنزلة صحيح البخاري لديهم، وقد رُوي عن بعض الشيعة أنه عرض على المهدي المزعوم المختفي في السرداب فقال بعد اطلاعه عليه : «إنه كافٍ لشيعتنا» فسمي الكافي لذلك !!! ومع ذلك وبعد قرون طويلة يتبين للرافضة «المعاصرين» أن هذا المصدر مع أهميته عندهم إلا أن ما يقدر ب 56% منه باطل!! فيا له من دين!! ويا لها من عقائد بنيت على مثل هذه المصادر!! وفي بحث مميز منشور بالشبكة لفيصل نور جمع فيه تضعيفات علماء الشيعة لما في الكافي، ووجد أنهم لم يتفقوا على جزء معين وإنما كل مجموعة منهم ضعفت جزءاً، فلم يبق بعد ذلك إلا القليل جداً !! ولعل هذا الموقف له صلة وارتباط بتحذير أهل السنة من العقائد الشيعية وعرضهم ونقدهم لما في كتاب «الكافي» من عقائد الرجعة وعقيدة البداء على الله تعالى عما يقولون، والطعن في عصمة الأنبياء وتكفير الصحابة ولعنهم، ولعن أمهات المؤمنين، وتكفير أمة الإسلام والطعن في أمة العرب، وادعاء تحريف القرآن الكريم وإبطال حجيته وادعاء وجود مصحف فاطمة والتقية وادعاء عقيدة الحلول، والمهدي الذي في السرداب، والاستهزاء ببعض الشعائر كالحج، وفساد في الأخلاق بل فضائح خلقية وجنسية، وغير ذلك مما تضمنه هذا الكتاب من تلك العقائد الباطلة والخرافات والشطحات المخالفة للنقل والعقل والكذب والدّجل والتي تسير عليها أمة الروافض أكثر من عشرة قرون. إذا اطلعنا على هذه الاستماتة، فلنا أن نطلع على قول الشيعة أنفسهم في كتاب «الكافي» وتقييمهم له. وأختار نماذج لذلك منها ما يلي: ٭ قال الكليني نفسه يمدح كتابه في المقدمة: «وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كافٍ يجمع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين» مقدمة الكافي «ص 7». ٭ وقال الفيض الكاشاني: بعد الثناء على الكتب الأربعة : «والكافي.. أشرفها وأعظمها وأوثقها وأتمها وأجمعها لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها» مقدمة المحقق للكافي « ص 9». ٭ وقال المجلسي: «كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة وأعظمها» مرآة العقول «1/3». ٭ وقال المفيد: «الكافي هو أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة» من المقدمة ص 26 عن تصحيح الاعتقاد ص27». ٭ وقال آغا بزرك الطهراني عن الكافي: «هو أجل الكتب الأربعة والأصول المعتمدة عليها، لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول» الذريعة إلى تصانيف الشيعة « 17/245». ٭ قال العباس القمي: «وهو أجل الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله، قال محمد أمين الاسترابادي: سمعنا عن مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه..! أو يدانيه..! » الكنى والألقاب «3/98». ٭ وقال محمد صادق الصدر: «ويحكى أن الكافي عُرض على المهدي فقال: «هذا كافٍ لشيعتنا». في كتابه الشيعة «ص122». وهذه المعلومة ذكرها الشيعة في كتب عدة منها منتهى المقال ص 298 والصافي 1/4 وروضات الجنات ص553. ٭ وقال الموصوف بالشهيد محمد بن مكي: «كتاب الكافي في الحديث الذي لم يعمل الإمامية مثله» «ص26 27 من مقدمة بحار الأنوار و25/67». ٭ وقال الطبرسي : «الكافي بين الكتب الأربعة كالشمس بين النجوم، وإذا تأمل المنصف استغنى عن ملاحظة حال آحاد رجال السند المودعة فيه وتورثه الوثوق ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها» مستدرك الوسائل « 3/532». ٭ وقال الحر العاملي: «الفائدة السادسة في صحة المعتمدة في تأليف هذا الكتاب وتوافرها وصحة نسبتها وثبوت أحاديثها عن الأئمة عليهم السلام» خاتمة الوسائل «61». ٭ وقال علي بن أكبر الغفاري محقق كتاب الكافي: «اتفقت الإمامية على صحة ما في الكافي». ٭ وقال عبد الحسين شرف الدين: «وأحسن ما جمع منها الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي: الكافي..!! والتهذيب ..!! والاستبصار ..!! ومن لا يحضره الفقيه ..!! وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها .! وأحسنها .! وأتقنها!!» المراجعات «335» هذه مجرد نماذج لعلماء شيعة معتبرين لدى الروافض، وهذا هو تقييمهم لكتاب الكافي، والأسئلة التي يمكن أن ترد بعد هذا العرض الموجز وما يستميت المدافع عن الشيعة في نشره هي: هل علماء الشيعة هؤلاء وغيرهم أرادوا خدمة الاستخبارات الغربية بثنائهم على كتاب الكافي الذي يدّعي الدكتور عبد الرحيم محيي الدين أنها أنشأت للكافي وغيره فضائيتين ؟! أم أن الكتاب باطلٌ ولم تكن أمة الروافض تعلم ذلك طيلة هذه القرون الماضية؟! أم أن هؤلاء المثنون على صواب، إلا أن الدكتور عبد الرحيم كغيره «مخدوع» و «ملبّس عليه»؟! وقد تمت خديعته بأن هذا الكتاب باطلٌ أكثره؟! أم أنه يعلم أن الكتاب عمدةٌ لكنه يمارس دور الخداع والتضليل وربما التقية لكسب حسنات بالكذب الصراح؟! هذه وغيرها أسئلة تطرح في هذا المقام .. وإن كنت لا أنتظر منه جواباً فهو لا يحسن غير السباب والشتم وشيء من «النجِر» والافتراء في وسط النهار وليس له في نقاش موضوعي قبيل ولا دبير ولا نقير ولا قطمير .. وهو مني عرض للمواقف على الحقائق.. ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.