شكلت ثورة الإمام زيد بن علي، الذي تنسب إليه الزيدية، لحظة تاريخية في تاريخ الشيعة، فعندما خرج على هشام بن عبد الملك اشترط عليه«بعض» اتباعه بإعلان موقفه من أبي بكر وعمر فأكد لهما زيد أنهما صحبا الرسول«صلى الله عليه وسلم» وهاجرا معه، وجاهدا في الله حق جهاده، وعندما سمعوا هذا القول، قالوا له«إن برئت منهما وإلا رفضناك» فقال زيد «بل اتولاهما» ففارقوه وفارقهم، فسموا بالرافضة، فخرج على هشام حتى استشهد فما كان زيد بن علي شيعياً.. بل كان من أهل السنة، فقد كان الإمام أبو حنيفة النعمان يفتي سراً بنصرة زيد فقد أنهى أبو حنيفة حياته بأنْ مات مسجوناً في سبيل مواقفه من أئمة الزيدية، فقد بايع الإمامين الزيديين النفس الذكية وأخاه عبد الله بن الحسن.. فقد وصف أبو حنيفة خروج زيد بقوله «ضاهى خروجه خروج رسول الله في بدر»، فالشيعة الإمامية، بعد أن فرغوا من تكفير الصحابة والأمة، عادوا وحكموا على الزيدية بالكفر.. فقد قال المجس في الزيدية كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم.. فزيدية العراق تختلف عن زيدية اليمن، فزيدية اليمن التي تسمى «الهادوية» نسبة إلى الإمام«الهادي» يحيى بن الحسين.. الذي قدم اليمن وعرض نفسه على القبائل ومن بعد دانت له اليمن فأسس المذهب الزيدي.. القائم على حصر الإمامة في ابناء فاطمة.. ومن هنا نلحظ اختلافهم مع الإمام زيد.. وفضلوا علي بن أبي طالب.. وقالوا إن أبو بكر وعمر حاكمان عادلان.. في ما حصر الإمام زيد الإمامة في أبناء فاطمة، فمن الفرق الزيدية الجارودية والسليمانية والصالحية وهي فرق شيعية زيدية ظهرت خارج اليمن.. أما المطرفية والحسينية فإنها فرق زيدية يمنية، فكل هذه الفرق أثبتت خلافة أبو بكر وعمر وقالوا إنها تصلح في المفضول، مع وجود الأفضل ولم تخالفهم إلا الجارودية.. التي قالت إن الصحابة ظلموا علي بن أبي طالب، وكفروا من خالفه، والحوثيون جارودية زيدية، وتلتقي هذه الفرقة مع «الإمامية» في تكفير الصحابة، فالجارودية نسبة إلى أبي الجارود زياد بن أبي زيد، وترى أن النبي«صلى الله عليه وسلم» نص على علي بن أبي طالب بالوصف لا بالتسمية، فكان هو الإمام من بعده، وأن الناس ضلوا وكفروا بتركهم الاقتداء به، فالجارودية تحتفل بكربلاء بذات الطريقة الإمامية.. وكذلك تحتفل بيوم«الغدير» وهو اليوم الذي تزعم الشيعة الإمامية أن الرسول«صلى الله عليه وسلم» أوصى فيه بالخلافة لعلي في غدير«خم» أثناء العودة من حجة الوداع في الطريق إلى المدينةالمنورة مع أن الزيدية لا تقول إن الرسول أوصى بالخلافة لا لعلي ولا لغيره وإن كانت الزيدية «الهادوية» تراه مستحقاً أكثر من أبو بكر وعمر، فالجارودية الزيدية تأثرت بآراء «الإمامية» في الطعن بالصحابة الكرام، والجارودية كما «الإمامية» تسيء إلى أهل السنة والجماعة، ويلتقون معهم في إباحة زواج المتعة.. أما الزيدية فقد خالفوا الجارودية والإمامية في زواج المتعة وحتى لا يكون هناك خلط بين الزيدية والإمامية، فالشيعة الإمامية تعتبر الزيدية.. فرقة غير شيعية وظل السجال بين الإمامية والزيدية متواصلاً في مسائل فقهية، فما رد مجد الدين المؤيد أحد علماء الزيدية على الإمامية.. الذين انكروا أن للنبي«صلى الله عليه وسلم» بنات غير فاطمة، إلا دليل على الخلاف بين الزيدية والإمامية، فيمكن القول إن الزيدية «الهادوية» هي أقرب الفرق الشيعية إلى السنة.. ففكرها السياسي يقوم على مبدأ الخروج بالسيف على أئمة الجور والظلم.. بالطبع الأئمة في مذهبهم لا بد أن يكونوا من أبناء فاطمة، وعلى كل فإن الجارودية التي هي واحدة من الفرق الزيدية، هي فرقة أقرب إلى «الإمامية» فمنهجيتها الفكرية السياسية هي ذات فكرة«ولاية الفقيه» تلك الفكرة التي أتى بها الإمام الخميني للخروج من سلبية «الاثناعشرية» التي عطلت الحياة حيث لا إقامة صلاة جمعة، ولا جهاد، وقوانين إسلامية معطلة، في ظل غيبة الإمام الشرعي«الثاني عشر» وأظن أن كل هذه المعطيات تشير إلى فساد عقيدة الشيعة.. وخروجها عن الملة..