اسطانبول : هالة.. رباب.. أم سلمة : انطلقت أمس، فعاليات منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال باسطنبول، والذي ينعقد في الفترة من «23 24» أبريل 2014م بمشاركة كل أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من جميع أنحاء العالم، لتدارس كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية في الإعلام ، وتم عرض فيلم وثائقي حول المؤامرة الصهيونية على فلسطين منذ عهد هرتزل وحتى اليوم، وسيطرة القوة الصهيونية على الإعلام ووسائل تشكيل الرأي العام العالمي، واستخدام الفنون الحديثة حتى مرحلة الإعلام الجديد وتم خلال الاحتفال تكريم عدد من الشهداء الفلسطينيين والمناصرين من شتى بقاع العالم، والفنان الفلسطيني الراحل أبو عرب ورموز الإعلام العربي الحر، وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة فاعلة من الإعلاميين والقنوات التركية والفعاليات السياسية التركية، بالإضافة إلى أعضاء المؤتمر الذين تقاطروا من شتى أنحاء العالم، في أكبر تظاهرة إعلامية لوضع القضية الفلسطينية في مسارها الصحيح، بعد أن أُبعدت عن المشهد الإعلامي والسياسي كقضية محورية ومركزية للأمة الإسلامية . قضية عادلة وتحدث في بداية الجلسة رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى أ.فائد أبو شمالة وقال في كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح، إن قضية فلسطين هي من أكثر القضايا عدالة وتستحق دعم الإعلاميين وقادة الرأي العام، موضحاً أن القضية الفلسطينية في الإعلام منغلقة داخل الدعاية الصهيونية، بينما واصل العدو الصهيوني تشريد السكان الفلسطينيين وتهويد القدس ودفعهم نحو الفقر والانهيار ، وقال إن الشعب الفلسطيني يناضل منذ عقود من أجل حقه في الحرية والكرامة والاستقلال، متحملاً الظلم والاضطهاد ، مشيراً إلى ضرورة العمل على دعم هذا النضال رغم وجود اختراقات ، ومن هنا كانت الحاجة لجمع كل أجهزة الإعلام لتقديم القوة في مواجهة اللوبي الصهيوني، مبيناً أن المنتدى جاء تحت عنوان تواصل، مشيراً إلى طموحهم بأن يكون في أوسع إطار إعلامي وهو مفتوح لكل من يريد المساهمة. بشرط أن يؤمنوا بالقضية الفلسطينية ويعملوا على رفع الظلم، وفرصة لتبادل الأفكار لرفع المستوى الإعلامي ليكون مواكباً للتطورات والاتصال لتحسين المنافسة، موضحاً بأن استضافة تركيا للمنتدى تؤكد وقوف الشعب التركي إلى جانب الشعب الفلسطيني ، وتمنى الفائد في ختام حديثه أن يستضيف المنتدى بمقره الرئيس بالقدس كل المشاركين فيه . المشكلة كيان اسمه إسرائيل من جانبه قال مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية التركي يس اوقطاي : إن قضية فلسطين هي أم القضايا في العالم الإسلامي والشرق الأوسط، لانعدام نظام العدالة في فلسطين والظلم فيها، مشيراً إلى أن العالم شريك في هذا الظلم، بسكوته وتخليه عنها وكل من تعاون مع إسرائيل هو سبب في قضية فلسطين، مشيراً إلى أن مجلس الأمن لا يهتم بالقضية الفلسطينية، وإسرائيل لم تعترف بالأممالمتحدة، والتي بدورها لم تطبق أية عقوبة على إسرائيل. بينما لا تسامح أية دولة أخرى تخرج عن قوانينها ، ننظر إلى القضية الفلسطينية وندرك أن المشكلة الأولى في الإعلام الذي يظهر كيان اسمه إسرائيل الذي يقوم بوأد قضية فلسطين، موضحاً أن وجود إسرائيل وما تتمتع به من شرعية يفسد النظام العدلي، الذي يجب أن يطبق في العالم ، والكيان الإسرائيلي يريد أن يستند على التوراة فيما يقوم به، مبيناً أن إسرائيل تنتهك كل القيم التي تنادي بها الأممالمتحدة يومياً ، والأممالمتحدة اعتبرت أنه لا شعب ولا إنسان على أرض فلسطين بسكوتها عن هذه الانتهاكات ، مشيراً إلى أن وجود إسرائيل يزعزع كل القيم الاجتماعية العالمية، من خلال استعمال سحر الإعلام بغض الطرف عن القضية الفلسطينية وإغفالها ، والإعلام الغربي تهيمن عليه وسيلة تضخ عليه المعلومات المنتقاة ، موضحاً أن كل الأتراك رغم ما بينهم من خلافات وتوجهات يتفقون حول القضية الفلسطينية، وقبل أربع سنوات تحركت سفينة «مافي مرمرة» والدعم الذي كان فيها يثبت أن الشعب التركي، كان دائماً بجانب الشعب الفلسطيني ، مشيراً إلى أن الإعلام الغربي يضيّق لهم الطريق، إلا أن عدم الصدق فيه و الخديعة خلق صورة مغايرة لدى الناس ، مبيناً أن هناك إجماع تجاه القضية الفلسطينية بنسبة «90%» من الشعب التركي ، مستدركاً بقوله إن هناك أيدي خفية بتركيا تعول على إيقاف الدعم الفلسطيني، وضرورة معاقبة تركيا على موقفها معها ، مشيراً إلى أن بعض الدول تتخذ عملياً من الخطاب الرسمي، جانباً أيدولوجياً، كالخطاب السوري الذي يتناقض مع ما يدور فيها من أحداث قتل وعنف ، وإن البعض الآخر منها لا يقدم للقضية الفلسطينية إلا الدعاء بعد الصلاة. مطالبة تحدث رئيس تحرير صحيفة «رأي اليوم» العربية عبد الباري عطوان، عن ضرورة إيقاف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، الذي يحمي الأخيرة ، وقال إنه على عباس أن يحل السلطة ولا يتمسك بالمفاوضات التي لا تتميز بأي عنصر جديد في المصالحة الوطنية الفلسطينية، إلا التضليل والكذب ، وقال عطوان إن أكبر تراجيديا في التاريخ اغتصاب فلسطين، وما يحدث لشعبها ، وإن الإعلام هو الذي يضع أجندة السياسة في كل الحروبات التي وُجهت نحو فلسطين ، وطالب ب« مافي مرمرة» جديدة . فلسطين في الوجدان وفي سياق متصل أكد المفكر والكاتب الصحفي فهمي هويدي، أن القضية الفلسطينية باقية في الوجدان العربي، على الرغم من تغير الأنظمة، إلا أنه لم يتم إدراك التغيير في الوجدان ، متسائلاً : هل الربيع العربي تغيير للأنظمة العربية -الذي فيه اختزال وتبسيط للقضية - أم أدمغة الشعوب ؟ مبيناً أن الخطاب السياسي للأنظمة المتغيرة، لم يدرك ما يجري في الضمير العربي ورغبته في التخلص من الظلم والاستبداد، الذي لا يعبر عنه الإعلام العربي ، وقال هويدي إن هناك تعبئة إعلامية تهدف إلى تغييب القضية الفلسطينية من خلال الأحداث الداخلية لهذه البلدان . حالة مرضية أما الإعلامي التونسي صلاح الدين الجورشي، فقد عزا التراجع الإعلامي عن القضية الفلسطينية إلى الحالة المرضية التي تعيشها فلسطين، وعدم المقدرة على تقديم رسالة حقيقية لشعبها أو العالم. ودعا الفلسطينيين لتغيير المشهد الحالي وقلب الطاولة، وعندها سيدرك الإعلام العربي القضية الفلسطينية بأكملها . تاريخ وقدسية وأشار الصحفي الروسي مكسيم شيفشنكو، أن نضال الشعب الفلسطيني ليس من أجل الارض فقط ، بل لما تتميز به من قدسية وتاريخ، يجعل كل من ينطلق منها يتحكم بالبشرية ، وبذلك فهو يدافع عن كل العالم ضد الطاغوت العالمي إسرائيل، التي تسيطر على المال لتجبر الناس على نسيان أراضيهم، وخيانة بلادهم، ودينهم، وشعبهم ، مشدداً على عدم التنازل أو قبول الحلول الوسطية من الدول التي تدعي السياسة البيروقراطية ، داعياً الشعب الفلسطيني لمواصلة النضال من أجل عقيدتهم ودينهم ضد المغتصبين لأرضهم ، واصفاً إياهم بالشعب المختار، الذي تحدث عنه القرآن الكريم والتوراة ، مؤكداً أنهم سيطردون يوماً ما الطاغوت الإسرائيلي. تراجع القضية وقال د. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر : تركيا تهتم بالشأن الفلسطيني أكثر من الدول العربية والانحسار الإعلامي عن فلسطين من وسائل الإعلام العربي، يعود للأمر الداخلي في فلسطين نسبة للصراع بين حركتي فتح وحماس، مشيراً إلى أن التراجع الإعلامي عن القضية الفلسطينية يعود للسلطة الفلسطينية والتي لم تقدم ما يدفعها للأمام، لافتاً إلى تراجع القضية الفلسطينية أكثر مما كانت عليه في السابق ، وقال إن لم يأت حدث مهم كضرب غزة في الأعوام الماضية لن يتحرك الإعلام العربي تجاه القضية الفلسطينية، وسيظل الإعلام كما هو عليه . استبعاد المصالحة أحمد الشيخ رئيس تحرير الجزيرة نت : لا ننتظر من الإعلام العربي عملاً، لأننا أسقطناه من حساباتنا، مشيراً إلى عدم وجود مدرسة إعلامية عربية ككيان مستقل، مبيناً أن الإذاعات والقنوات الإعلامية تأتمر بأمر الساسة، وأوضح إن لم تكن فلسطين الربيع العربي فلا نريده وزاد : إن قضية الانقسام الفلسطيني ما هي إلا «شماعة». واستبعد في ذات الوقت حدوث مصالحة فلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وأشار إلى أن محاولات تغييب القضية الفلسطينية في الإعلام سببها الانقسام الفلسطيني. تكريم الرموز شمل المنتدى تكريم عدة رموز إعلامية عربية حرة، تناولت القضية الفلسطينية من مختلف أبعادها، حيث تم تكريم الكاتب الصحفي فهمي هويدي، وأحمد الشيخ رئيس تحرير الجزيرة نت، ورئيس تحرير صحيفة رأي اليوم الفلسطينية عبدالباري عطوان، ووكيل نقابة الصحفيين المصرية صلاح عبدالمقصود، حيث جاء رافعاً يده بشعار رابعة العدوية، وانتهز الفرصة للتحدث لتوصيل رسالة من الرئيس المصري المخلوع د. محمد مرسي باعثاً فيها تحياته للمنتدى، بغية نصرة القضية الفلسطينية ، كما تم تكريم الشهيد المصور الصحفي بوكالة رويترز فضل شناعة ، بجانب تكريم عضو مجلس إدارة هيئة إعمار غزة محمد سالم الراشد، والكسندر بروخانوف رئيس تحرير صحيفة رافتر الروسية، وروان الضامن والتي انتجت الكثير من البرامج الوثائقية عن فلسطين ، والشهيد فرقان دوغان طالب بكلية الطب الذي استشهد بسفينة «مافي مرمرة» .