تلودي الخرطوم: ندى محمد أحمد في ظل حرب الجنوب التي اشتد أوارها في تسعينيات القرن الماضي، تبارى منسوبو القوات المسلحة والدفاع الشعبي في إبراز البطولات في الذود والدفاع عن البلاد والعباد، فكانت معركة الميل أربعين التي أفرزت بطولات الدبابين ومنهم الشهيد الفذ علي عبد الفتاح، ولما كانت الحركة الشعبية لم تسأم مشوار الحرب رغم اتفاق السلام الذي قدم لها دولتها على طبق من ذهب، فها هي تعيد الكرة مرة أخرى في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وعن الأخيرة فإن الحركة تترصد محلية تلودي التي لها حدود مع ولايتي الوحدة وأعالي النيل، ففي ظرف أسبوعين هاجمتها بقوات مدججة بالسلاح الثقيل، آخرها الخميس الماضي، مستخدمة خمس دبابات مدرعة، تمكَّن الجيش من تدمير بعضها والاستيلاء على البعض الآخر، ومن ضمن المقاتلين في صفوف الدفاع الشعبي كان الشهيد كافي بشرى سكة أحد مواطني تلودي، الذي تصدى لإحدى تلك الدبابات وطاردها وهو لا يحمل سوى سلاحه الكلاشنكوف، فكان استشهاده الذي يشير لجسارة وشجاعة أبناء تلودي في الدفاع عن بلدتهم وعن وطنهم، كان ذلك في صبيحة الخميس الماضي في قرية تلودي النوبة وعلى مشارف قرية السلامات، للشهيد ثلاث زوجات، هن اسيا كوكو شرف الدين، وسلوى العابد، وخديجة بشير، وله من الذرية عدد من البنين والبنات، وهو قبل انتسابه للدفاع الشعبي كان يتبع للأمن العام في القوات الخاصة، ومن داخل صيوان العزاء تحدّث ل (الإنتباهة) أعمامه بابكر وأحمد وضحية الذين أفاضوا في الحديث عن شجاعته وطيب أخلاقه، وحسن معشره ومدى ترابطه مع الناس وقربه منهم، ووصفه عمه بابكر بالبطل الصنديد وعندها تعالت أصوات الحاضرين بالتهليل والتكبير، وقال عمه أحمد «ولد أخوي مات راجل ومجاهد يدافع عن بلدو وأهلو وأولاده» وأثنى ضحية على بطولة الشهيد وقال: «هم أولادنا وداخرنَّهم للحارة الزي دي»، أما شقيقه المقبول فقد وصف لحظة استشهاد أخيه بالقول: عندما بدأت عمليات الضرب خرجنا جميعًا وكان أخي يتقدَّمنا وعندما برزت الدبابة لم يخشَها إنما ركض خلفها بسلاحه حتى أصابته نيرانها ليلقى ربه شهيدًا فداءً للدين والوطن والعِرض والأهل.