تمثل الطرق والبنيات التحتية إحدى ركائز التنمية والتطور والنهضة وهى بلا شك تسهم كثيرا فى تجنب المواطنين شر معاناة كثيرة على رأسها الخريف وحوادث النهب المسلح وغيرها ولعل محليات «السلام وعدالفرسان وكبم وكتيلا ورهيد البردى وأم دافوق» التى تقع فى الجانب الجنوبى الغربى لولاية جنوب دارفور تعد من أكثر محليات الولاية معاناة بسبب وعورة الطريق الرابط بينها ورئاسة الولاية نيالا نتيجة لكثرة الأودية والخيران التى ترقد على طول الطريق الذى يبلغ طوله (300) كيلو متر من نيالا وحتى أم دافوق الحدودية مع افريقيا الوسطى حيث يعبر المسافرون لتلك المحليات حوالى (40) واديا كبيرا وخوراً يجدون عبرها أقصى أنواع المعاناة وخاصة فى فصل الخريف الذى يشكل هما للمواطنين منذ بدايته فى شهر مايو وحتى نهايته بداية ديسمبر والذى يتنفس فيه المواطنون الصعداء بفتح الطريق وكأنما يجسد إحساسهم بان الطريق قد تمت سفلتته، وقد ظل هذا الحلم والإحساس موسمى لدى المواطنين بتلك المحليات الذين لحقتهم أضرار وخسائر كبيرة فى فصل الخريف من كل عام والذى تحدث فيه وفيات سنوياً للمرضى اثناء تحويلهم لنيالا وعدم القدرة على توصيلهم فى الوقت المناسب خاصة النساء الحوامل لوعورة وصعوبة عبور تلك الأودية التى التى تحجزهم فى بعض الأحيان أكثر من أسبوع ولسنوات عديدة ظل الأهالى بتلك المحليات يوجهون النداءات المتكررة للحكومة بقيام هذا الطريق لتجنيبهم شر مخاطر الظروف الطبيعية للخريف حتى بدأ حلمهم يتحقق رويدا رويدا عندما كانت ضربة البداية الفعلية لإنفاذ هذا المشروع الحلم العام 2011م بموجب العقد الذى أبرم مع شركة مان للبنى التحتية لإنفاذ المرحلة الاولى من نيالا وحتى رهيد البردي بطول (147) كيلو مترا فشركة مان صمدت أمام التعقيدات الأمنية التى مرت بها الولاية ولم تنسحب رغم تعرض منسوبيها لاعتداءات متكررة حتى خرجت بهذا الطريق لبر الأمان ووصل الاسفلت مرحلة كانت محل تقدير للمواطنين والحكومة خاصة بعد إنجلاء التعقيدات التي صاحبت بداية المشروع وقادت لتأخره بعض الشيء حتى تم تجديد توقيع العقد الأخير الذى سيكتمل بموجبه الطريق حتى محلية رهيد البردي بنهاية العام 2015م. وهنا يقول المدير التنفيذي لشركة مان بالإنابة المهندس نصر الدين على يس ان العمل يمضي حاليا بطريقة جيدة دون أية عقبات وصلوا بموجبه لسفلتة (25) كيلو من مدينة نيالا بتاريخ 20/5/2014 وتوقع الوصول الى الكيلو (35) بوحدة تمبسكو بمحلية السلام بسفلتة عشرة كيلو مترات، وأضاف نصر الدين أن العمل بالردميات وصل حتى الكيلو (65) وحدة ام جناح بمحلية عد الفرسان كما تم فتح المسار للكيلو (78) وتجرى عملية الردميات، قال إن عملية السفلتة ستتوقف فى الخريف لكن العمل بالردميات سيتواصل من ام جناح وحتى الكيلو (75) وبعد الخريف مباشرة ستبدأ سفلتة هذه الجزئية. وقال المهندس نصر ان العمل اذا مضى بذات الوتيرة دون عقبات سيكتمل خلال الفترة المحددة له فى العقد بتاريخ 15/12/2015م. وأضاف اذا حصل أى تأخير سيكون فى الكبارى وقال العمل فى العبارات الصندوقية سيفرغ منه قبل الخريف فى المنطقة من نيالا وحتى ام زعيفة بمحلية عد الفرسان بطول أكثر من (40) كيلو وهناك خطوات بدأت فى كوبري محلية رهيد البردى وتابع«الآن ما في اى عائق يعترض طريقنا فقط امداد الوقود وتأخير وصوله من الخرطوملنيالا». وحول الاتهامات التى ساقها البعض بأن تأخر العمل فى الطريق يرجع لعدم امتلاك الشركة المنفذة للآليات الكافية نفى نصر الدين ذلك وقال ان الأسباب تعود للنواحي الأمنية وقتها وليس امكانات بدليل أن لديهم اكثر من (10) مهندسين للأسباب الأمنية خرجوا من الطريق والآن معظمهم بدول المهجر لكن الشركة ظلت صامدة لإكمال هذا الطريق حتى بدأت الولاية تتعافى من تلك التعقيدات فالمشكلة كانت الأسباب الأمنية وليس الامكانيات لدى الشركة، وقال إن الشركة اقامت عدداً من المشاريع الاجتماعية المصاحبة للطريق والتى تتمثل فى حفائر المياه التى تبلغ تكلفة الواحدة منها ما بين ثلاثة الى أربعة مليارات جنيه ويتم إنشاء حفير ما بين كل خمسة او ستة كيلو مترات ونحن الآن نأخذ من مياه الحفائر التى غذتها مياه الخريف الماضى الآن حفرنا اكثر من ستة حفائر بعضها استخدمها المواطنون للزراعة وأسهمت فى استقرار الرحل، لدينا حفير فى الكيلو (54) يعد من أكبر الحفائر فى الطريق وفى الكيلو (58) شرق أم جناح والعمل فى هذه الحفائر سيمتد على طول مسار الطريق وبه يمكن ان يحدث استقرار للثروة الحيوانية والرحل. فيما اكد المهندس احمد الأمين محمد مدير المحاجر والخلاطات بشركة مان وفرت الكميات من الأسفلت تكفى لتغطية (50) كيلو لحين وصول الكميات الاضافية، وقال ل«الإنتباهة» ان الكمية الموجودة تقدرب (1,300) طن وتابع «لدينا كسارة وخلاطة عالية الجودة وهناك تعاون من أهل المناطق التى يمر بها الطريق شجعنا للمضي قدماً في العمل لأن الطريق يهمهم كثيراً».