أكثر من مناسبة دفعت بي لإجراء هذا الحوار، المناسبة الأولى ما يمثله قطاع الشباب بالوطني من قاسم مشترك في حل القضايا داخل الوطني أو خارجه، والسبب الآخر أن الوطني الحزب الوحيد الذي أحدث ثورة حقيقية في قطاع الشباب وتمكينهم في مفاصل الدولة والحزب. ورغم تقييم الناس للتجربة سواء كانت بالإيجاب أو السلب فإن التجربة جديرة بالاحترام، وسبب آخر أن تجربة الحوار الوطني والإصلاح، أكثر المعنيين بها شريحة الشباب، وأخيراً الشخص الذي أحاوره خبير في الشؤون المصرية وله دور في تطوير تلك العلاقات، ومع الأحداث الأخيرة في مصر والتطورات في العلاقات بين الدولتين، كان من المناسب أن نلتقي مدير مكتب الوطني بالقاهرة السابق، نائب أمين الشباب بالوطني د. وليد سيِّد فماذا قال؟. ألا يعتبر توقف الحوار مع الأمة نقطة سلبية؟ بالتأكيد هذا صحيح وحتى مع قطاع الشمال أو حركات دارفور إذا لم ننجح في إشراكها في الحوار تعتبر هذه نقطة سلبية ولا بد أن نقنع اليساريين والمتشككين والمنتقدين للوطني ونريد للحوار أن يمضي دون استثناء. إذا ذهبنا إلى منحى آخر لماذا التضخيم في قضايا الفساد واتهام الوطني به؟ أنا أحمّل بعض وسائل الإعلام هذه الفرية وادعو إلى التريث حول تناول قضايا الفساد لأن البينة على من ادعى ولا يمكن أن نطلق الاتهامات هكذا بلا دليل وأقول لك إن الوطني ضد الفساد ويعمل على محاربته، ولكن نحن بشر ولا نقول ليس هناك فساد، ولكن الحزب لديه مخطط كلي أن يحارب الفساد وما يحسب له أنه يقدم الفاسدين من عضويته إلى المحكمة وهناك شهود في ذلك، ولكن عندما تصبح القضية في وسائل الإعلام المختلفة خاصة من أبناء الوطن بالخارج يحدث خلل بالداخل والآن نحن ضد الفساد ونحاسب عضويتنا على الفساد وفي هذا محمدة وبراءة للحزب بأنه ضد الفساد. ولكن لماذا الآن؟ هناك من يريد تشويه صورة الوطني خاصة أنه بدأ البناء القاعدي وليس هناك حزب سياسي بالساحة عقد مؤتمرات للبناء القاعدي له نحن مقبلون على دستور وانتخابات وهناك من لا يريد أن يعطي الوطني العلامة الكاملة وما يثيره المعارضون للوطني من قضايا يريدون إيقاف مسيرة الحزب في الإصلاح وتشويه صورته قبيل الانتخابات المقبلة. ولكن عندما أُثيرت قضايا الفساد وقفت السلطات ضد النشر؟ دون تثبت هذا ليس نشراً للحقائق نحن ندعو الإعلام إلى الكشف عن قضايا الفساد علينا أن ننظف البلد من كل فاسد وإذا قلنا التريث في قضايا الفساد ليس من باب خوفنا وإنما انتهاك عرض شخص دون بينة. هناك من يريد تصفية حساباته من خلال نشر قضايا الفساد؟ لا أعتقد ذلك أن هناك داخل الحزب من يريد تصفية حساباته والذين يقولون ذلك يريدون التشكيك في تماسك الحزب، ولكن اؤكد لك مجدداً أن الوطني متماسك ومنظم له أجهزة كاملة فعلنا لائحة الانضباط التنظيمي والمحاسبة للأفراد والأجهزة لذلك لا نخاف من شيء. كشف قضايا الفساد هل هو جزء من عملية الإصلاح؟ واحدة من بنود وثيقة الإصلاح كشف الفساد نحن منذ «89» قلنا نحن ضد الفساد ولذلك إذا قلنا ان الوطني كشف الفساد الآن كأنما نوحي بأنه صبر عليه طيلة الفترة الماضية وهذا غير صحيح، ولكن القضية لماذا أثيرت الآن هناك من يريد للقضية أن تكون مدخلا لانهيار الحزب ولكن محاربتنا للفساد منذ قدوم الإنقاذ محاربة الفساد واحدة من عقيدة وقيم ومبادئ الحزب رغم أننا في النهاية بشر. هناك من يرى أن قطاع الشباب فشل في إدارة أزمة شباب اليوم؟ ليس هناك فشل، أمانة الشباب مهمومة بقضايا الشباب، صحيح اتهامنا بالقضايا السياسية أكثر ولكن نسبة للوضع السياسي الآن والدورة الحالية بقيادة حامد ممتاز التي تعتبر دورة استثنائية في ظل وجود حوار وطني والوثيقة وقضايا الإصلاح لدينا أمانة عملت كثيراً من السمنارات إلى جانب هناك اتحادات شبابية ندعم هذا ونقود عمل كبير، ولكن ذلك العمل لم تظهره أمانة الشباب في الإعلام الأمانة مهمومة بالقضايا المتعلقة بالشباب والقضايا الاجتماعية والاقتصادية مشروع توظيف الخريجين واتفقنا مع عدد كبير من الوزارات ليس لتوظيف عضوية الحزب فقط وإنما لكل شباب السودان لدينا حوارات مع عدد من الوزارات لحلحلة قضايا الشباب والبطالة. هل التحديات أكبر من إمكانات أمانة الشباب؟ التحديات كبيرة وصحيح الإمكانات قليلة وهذا ما يعانيه السودان ولكن أكبر تحدي الآن كيفية الوصول بالحوار خاصة الذي يلي الشباب هدفنا ان نصل لكل الشباب في السودان وان نجعل هناك استقرارا في السودان مجرد الوصول الى تفاهمات شبابية في أمهات القضايا في السودان يقود مباشرة لحلحلة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية ولكن علينا أولاً الاتفاق حول كيفية بناء السودان. يعيب عليكم كثير من الشباب اهتمامكم في التدريب بالكم وليس الكيف؟ هذا ليس صحيحاً والوطني نهتم بالكم والكيف نريد أن تكون عضويتنا التي تقدر بنحو 8 إلى عشرة ملايين وكل من يقتنع بالوطني وأهدافه مرحب به نريد ان نثق في عضويتنا وهو امر يزيد من اهتمامنا بالكيف لدينا الآن تدريب كبير لكوادر في كافة المجالات صحيح قد تكون هناك قيادات غير مناسبة في بعض المناطق ولكنها مؤهلة وقد تنجح هناك وتفشل هناك ولا يمكن ان نحكم عليها بأنها غير مستوعبة للتدريب. قطاع الشباب بالوطني غير متفق على بعض القضايا الكلية الخاصة بالوطن؟ قد يختلف الناس في الطريقة وهو أمر حميد، صحيح نحن حزب فيه الآراء الموجبة والسالبة والصحيحة وهذا دليل صحة، الوطني حزب به تفاعل بين مكوناته المختلفة وشباب واحد منهم ولكن الخط الرئيس للحزب يلزم عضويتنا بأمر الشورى وبالمنهج اما الاختلافات الداخلية فشيء طبيعي. هل ناقشتم مستقبل الحزب خاصة مسألة اختيار الرئيس؟ الآن هناك حوار مع القوى السياسية للوصول إلى أمهات القضايا ومن ثم مناقشة القضايا الشبابية ونصل إلى تفاهمات لخلاصات يتم تقديمها للملتقى الوظيفي لشباب الوطني تعكس رأي شباب السودان مسألة اختيار الرئيس سابق لأوانه مهمومين بالحوار السياسي الآن وإحصاء العضوية للمؤتمر العام في أكتوبر. بالنسبة للشباب وطريقة اختلاف المفاهيم التي تغيرت خلال العشرين عاماً الماضية كيف تم مواجهة ذلك؟ قطاع الشباب من أول القطاعات التي بصمت بالعشرة على وثيقة الإصلاح وتطوير الحزب على أن تكون القيم الدينية والسلوكية وتطوير قيم الشورى في الأمانة ولذلك كل المفاهيم والقيم التي حصل فيها حوار الوطني الشباب كان له فيه دور وكان مبادراً في قضايا الإصلاح ولذلك تغيير المفاهيم بعض الانفصال والربيع العربي وفي مصر وليبيا شباب الوطني بدأ ينظر إلى المستقبل ويأخذ من تلك النماذج. تقييمكم لتجربة الشباب في العمل السياسي؟ نحن اخضعنا تجربة الشباب في العمل السياسي للتقييم ونحن سعيدون أن تفسح المجال إلى الشباب أن يكون هناك قيادات شبابية كوزارء ومعتمدين على مستوى الولايات وعلى مستوى البرلمان والمجالس التشريعية وفي لجان الحوار والعمل السياسي ونحن نحيي الرئيس الذي مكن الشباب في قيادة الوطني. لعلي أكون أكثر صراحة في نقل الناقمين عليكم حول بعض الظواهر السالبة مثل الصرف البذخي لشباب الوطني؟ أنا أرد إليك بذات الصراحة فإن العربات التي يركبها شباب الوطني تأتي معهم وهم إما قيادات تعمل في شركات خاصة وإما موظفين بالدولة أو الهيئات هذه السيارات ملكهم وعلى الناقمين على شباب الوطني عليكم أن لا تظلموهم معظم السيارات ملكهم ويضحون بها وهي صورة يريد أن يصورها البعض بأن شباب الوطني مترف ولعل 80% يعملون طوعاً في الحزب دون مقابل ويريد البعض أن يتخذها أجندة لتشويه صورة شباب الوطني. كنت مديرًا لمكتب الوطني بالقاهرة هل تم إبعادك؟ ضحك ثم قال: لا لا.. سمعنا شائعات كثيرة قالوا إنني تم إبعادي من القاهرة مطروداً ولكن صراحة أنا في شهر يونيو من العام السابق جامعة إفريقيا تحدثت معي بانني استوفيت سنين التفرق وأنا الآن رئيس العلوم السياسية رديت عليهم بإمهالي فرصة للتحدث لقيادة الوطني لم يردوا علي لجهة أن مصر بها حراك وذلك في آخر عهد الرئيس السابق مرسي وبعد فض اعتصام رابعة هناك في الإعلام من يتحدث وفي المعارضة عن دور المكتب في دعم ومساندة الإخوان وقلنا إن موقف المكتب هو موقف الوطني الذي قال إن ما حدث في مصر شأن داخلي ولكن بعد أن كثرت الأقاويل رأت قيادة الوطني وتزامناً مع الطلب المقدم منذ شهرين بانهاء التفرق جلسنا في الخرطوم وليس في القاهرة لتقييم التجربة بأن يتم تجميد عمل المكتب لحين تعيين بديل لقيادة المكتب وما زال المكتب موجوداً، فقط تم تجميد نشاطه وليس إغلاقه وأنا عدت إلى الخرطوم ولست مطروداً والمؤتمر الوطني سيبحث كيفية معالجة سير المكتب هل سيتم إغلاقه هل سيرجع وليد أم يذهب شخص آخر كل ذلك مطروح للنقاش بالحزب، ولكن دعني اقول لك بصحيح العبارة قبل رجوعي تم تكريمي في بيت السودان والسفارة والاحزاب المصرية والجالية السودانية ورجعت شهر اغسطس الى الأقصر وشاركت في مؤتمر الاتحاد العربي للشباب والبيئة وفي يناير في طريقي الى الكويت وشاركت أيضاً شهر ابريل في مؤتمر اتحاد الجامعات العربية والشخص المطرود لايمكن ان يدخل مصر أربع مرات ساعود اليها لعلاقتي الجيدة الآن مصر في ظرف استثنائي نريد ان تستقر الامور، فقرار اغلاق او تجميد المكتب داخلي ولم يفرض علينا من أحد في مصر. كيف تنظرون للوضع السياسي المصري وتأثيره على السودان؟ إذا لم تحدث مصالحة مع كل الأطراف سوف تأخذ مصر وقتاً حتى تستقر الأوضاع ولعل مصر تمثل عموداً فقرياً للأمة بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فإن استقرار مصر يساعد الدولة السودانية في ترميم العلاقات وحل المشكلات ويساعدنا في التواصل مع القوى السياسية. يرى البعض أن علاقتك بالقوى الإسلامية بمصر أنها سبب في أزمة مكتب القاهرة؟ ليس صحيحاً علاقتي بالقوى الاسلامية والعلمانية في نفس المسافة أنا الذي احضرت شباب الثورة للخرطوم وأتيت بوفد الدبلوماسية الشعبية برئاسة حزب الغد والتجمع الوفد بعدها حزب النور والتحرير والعدالة وغيرها، وقبلها كنت أنظم لزيارة وفد الأقباط المصريين للسودان برئاسة ما قريت عازل لأول مرة لزيارة إخوتهم السودانيين من أحزاب مختلفة وظيفتي أن أمد جزور التواصل مع كل الأحزاب واتهامي بدأته المعارضة السودانية بالقاهرة لأنها غارت من علاقات الوطني الجيدة هناك فهي حاولت منذ أكثر من عشرين عاماً ولم تفعل ما فعله الوطني من علاقات جيدة بالقاهرة. اتجاه الرياح بعد انتخاب السيسي؟ أعتقد أن اختيار الشعب المصري من يقوده في المرحلة المقبلة شيء مهم لاستقرار مصر الأمر الذي يقود إلى تقليل نسبة الصراع في الشارع كما سيؤثر تأثيراً إيجابياً في العلاقات بين البلدين خاصة القضايا الأمنية والسياسية.
