تواجه مزارعي الولاية الشمالية في المواسم الحالي عقبات كبيرة تتعلق بتذبذب الإنتاج وتدني الأسعار, بالاضافة إلى رداءة التسويق، فبعد التدني الكبير في أسعار منتجات الموسم الشتوي الحالي المتمثلة في محصولات«القمح الفول المصري البصل»,وغيرها من المحصولات الشتوية،,توقع المزارعون أن تتحسن أوضاعهم بعد إنتاجية موسم «الطماطم» الذي يغزو الأسواق هذه الأيام ,حيث اشتكى عدد من المزارعين من تدني أسعار محصول «البصل»,بالاضافة إلى قيود الرسوم الحكومية المتعددة. وأوضح المزارع عصام محمد حسن زيادة أحد منتجي محصولي «الطماطم والبصل»,في حديثه ل«الإنتباهة»,أن مزارعين كثر في طريقهم للإعسار، وأضاف« نجد في مشروع واحد فقط به ما لا يقل عن خمسة عشر مزارعا يستغلون مساحة«40» فدانا,تكلفه زراعة الفدان الواحد تصل ما بين «18 إلى 20» ألف جنيه للفدان كل هذه التكلفة معرضه للخسارة بسبب تدني الإنتاجية في محصول «الطماطم»بالاضافة إلى مشكله تدني الأسعار في محصول «البصل»، مشيرا إلى انه رغم تدني الأسعار هذه تجتهد الجهات الحكومية في فرض رسومها كاملة، مضيفا أن الرسوم الحكومية تصل إلى «الف جنيه» لعبور «الدفار» الواحد من الشمالية إلى مواقع التسويق في أم درمان والخرطوم، مطالباً وزارة الزراعة بالشمالية بالتدخل والوقوف إلى جانب المنتجين.,وأوضح عصام أن معظم هؤلاء المزارعين قاموا بتمويل مشروعاتهم الزراعية عبر البنوك، وبعد حلول أجل السداد في الوقت الحالي لجأ العديد منهم إلى بيع عرباتهم ودوابهم من أجل تسديد ما عليهم من ديون بسبب فشل الموسم في الكثير من المشروعات، فيما يشير المزارع خضر عباس,أحد منتجي محصول«البطيخ» أن هناك تدنيا كبيرا في أسعاره مقارنة بالمواسم السابقة وهذا مما يعرض قطاعا كبيرا من المنتجين للإعسار... غير أن مدير وقاية النباتات بالولاية الشمالية المهندس حسب الله حسب الرسول حسن أوضح في حديثه ل«الإنتباهة»,أن تدني الإنتاجية للمحصولات الزراعية المذكورة كانت في مواقع محددة وأرجع السبب في ذلك لقلة الخبرة وضعف رأس المال والتمويل للجهات التي قامت بالزراعة، مضيفا أن الانتاجية تعتبر عالية ومبشرة بالنسبة للمستثمرين وأصحاب الإمكانات الكبيرة في محصول «الطماطم»، وأضاف«لا توجد إنتاجية ضعيفة ولكن نحن مواجهون بعمليه إفراط في استخدام المبيدات «حسب قوله » وأرجع السبب في الإفراط هذا الموسم إلى ظهور آفة جديدة على محصول الطماطم هي آفة تسمى علمياً ب«حفار ساق الطماطم»,وهي آفة جديدة لم تتمكن الجهات المختصة من تحديد نوع المبيد الذي يكافحها الأمر الذي جعل منتجي الطماطم يستخدمون المبيدات بكميات كبيرة وبأنواع مختلفة من أجل القضاء عليها حيث وصلت عدد رش المحصول إلى خمس رشات في الأسبوع، مشيرا إلى خطورة مثل هذا الاستخدام المفرط للمبيدات على صحة المستهلك,موضحا أنهم وحسب جولتهم وجدوا أن هناك مبيدات مجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات ولم نتعرف على كيفية دخولها إلى الولاية كما أن عددا كبيرا من المنتجين استخدمها بعدد من المشروعات الزراعية بالشمالية،,وحول عملية الرقابة على مثل هذه المبيدات واستخداماتها أوضح حسب الرسول أن الرقابة موجودة على أماكن بيع المبيدات لكن بالنسبة للمزارعين لا نستطيع معرفة أين يخزنونها ولا نستطيع التحكم في وقت استخدمها كما أن الادارة عقدت عدة ورش عمل وملكت المنتجين إرشادات كاملة لمنتجي هذا المحصول.. لكن حسب متابعاتنا وجدنا أن الاستجابة لما قمنا به ضعيفة من قبل المنتجين لأن الهم الأكبر هو الربح قبل كل شيء,مشيرا الى أن إدارة وقاية النباتات بالولاية اتخذت عدة إجراءات صارمة سيتم تطبيقها من الموسم القادم أهمها أن يكون مع كل مستثمر في إنتاج هذه المحاصيل مرشد زراعي يراقب العملية الزراعية ما إذا كانت تسير وفق الضوابط التي وضعتها وزارة الزراعة أم لا؟ بالاضافة إلى إلزام منتجي الطماطم إلى توقيع التعاقدات الزراعية مع وزارة الزراعة وإلغاء كل التعاقدات المباشرة مع رؤساء وأصحاب المشروعات الزراعية حتى تسهل عملية المراقبة والمتابعة,بالاضافة إلي وضع عقوبات رادعة لكل من يخالف القوانين الموضوعة بهذا الشأن.