افتتح واختتم أمس الأربعاء مؤتمر الاعلام في ثلاث جلسات كانت الاولى رسمية خاطبنا فيها الوزيران ثم النائب الاول.. فيما كانت الثانية لمناقشة مشروعات الأوراق والمحاور، واختتمت بالثالثة وتمت اجازة ما تم الاتفاق عليه.. وقد يبدو المؤتمر في يوم واحد امراً غريباً ولكن بعد معرفة ان المناقشات وورش العمل استغرقت اسابيع، فنجد ان الفترة كافية لاصلاح حال الاعلام الكسيح لو بالفعل كانت الدولة عليها التنفيذ وعلى المؤتمرين التوصيات كما عبر النائب الاول بكري حسن صالح في كلمة وجدت التقدير. لاحظت وجود العديد من الوجوه في جلسات الأمس وعدد مقدر حضر من الخارج على نفقة الدولة.. وباستضافة كبيرة في فندق كورنيثيا.. ما يشير إلى أن الدولة قد تكون صرفت على الضيوف.. والحقيقة معظمهم ليسوا ضيوفا انما من أبناء الوطن العاملين في الخارج، وتذكرت هنا ما كنا نحضره من مؤتمرات في سنوات خلت علي حسابنا ونقيم عند أهلنا او في بيوتنا، ولكنه شعار الإنقاذ في الصرف البذخي الذي تعقبه المطالبات بسداد الديون كما هو حاصل الآن من مطالبات لسداد الديون المليارية التي خلفتها استضافة تلفزيون محمد حاتم سليمان لاجتماع الجمعية العامة لاتحاد الاذاعات العربية قبل سنتين. لا خلاف حول دعوة ضيوف من خبراء الاعلام للاستفادة من آرائهم ومشاركاتهم، ولكن ليس للاقامة في الفندق الفخيم لثمانٍ واربعين ساعة دون المشاركة حتي بالحديث... وامس كنت اجلس بجوار الاستاذ اسماعيل الششتاوي رئيس اتحاد الاذاعات للدورة الحالية والرئيس السابق لاتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري.. ولاحظت اهتمامه بالاوراق وتدوينه العديد من الملاحظات القيمة، وطلبت منه ان يعتلي المنصة ويدلي بآرائه، وسأل انا هنا ضيف فهل أتحدث لابداء كل هذه الملاحظات السالبة.. فقمت على الفور بارسال وريقة لرئيس الجلسة الوزير الدكتور احمد بلال عثمان فمنحه الفرصة وتحدث حديث الخبير حول العديد من التضارب في الصياغة وعدم التفريق بين الاستراتيجية والاهداف والاداء فضجت القاعة بالتصفيق للشقيق الخبير المصري. مهما عملنا فإن المطلوب كثير ونبدأ مشوار الألف ميل بخطوة، وهي إزالة العوائق والناس غير القادرين على التمام واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب. واتخاذ القرار السليم وفق تجربة وتجارب العالم من حولنا كما جاء في أحد المحاور. نقطة... نقطة استقبل العاملون في تلفزيون محمد حاتم سليمان مؤتمر الاعلام بحشد كبير ولافتات عديدة في أول لقاء بين النائب الاول ورجال الاعلام، ولكن كان ذلك في حوش التلفزيون والحشد واللافتات، والوقفة احتجاجية على تردي الاوضاع في الجهاز الاعلامي الكبير خاصة حقوق العاملين وهم يستقبلون مؤتمر الاعلام وشهر رمضان وموسم المدارس، والسبب أن المحاكم حجزت على أي مال يخص التلفزيون تنفيذاً لقضايا محكومة لصالح العاملين والدائنين ومن حقهم الاحتجاج في يوم عيد الاعلاميين بعد ان نما الى علمهم ان المدير يحظى بحماية ولا يحاسب على ما يفعل وهم يحاسبون. حضرنا مبكرين للاستمتاع بالاوبريت التوثيقي للاعلام السوداني الذي صاغه الفنان السر قدور، ولكن لم نجد غير نشيد «أنا افريقي أنا سوداني» ولعل المانع خير. مازال أخونا الدكتور خالد المبارك يردد بأن السودان لا يحكمه حزب واحد.. انما تحكمه حكومة وحدة وطنية ترتكز على قاعدة عريضة، وحزب المؤتمر الوطني نفسه يعلن عن حوار مع الأحزاب الكبيرة خارج السلطة وخص منها حزب الامة القومي وحزب المؤتمر الشعبي.. بالمناسبة الدكتور خالد المبارك نفسه قال في احدى جلسات ورش العمل إن السودان غير معزول إنما العزلة للولايات المتحدة. أمس شاركت في الاجتماع الاول للجنة مساعي الوفاق المريخية برئاسة مولانا محمد علي المرضي، وقد حقق الاجتماع نجاحاً مبشراً بعد اتصالات مبدئية مع بعض الرموز المعارضة ومع بعض الاقلام المريخية المؤثرة. وستتواصل الاتصالات والاجتماعات مع رئيس النادي والمعارضين وبقية الرموز إن شاء الله.