عواطف عبد القادر: تلاحظ في الآونة الاخيرة كثرة استخدام الادوية التي تتسبب في زيادة الوزن وسط النساء، وتأتي الخطورة من استخدام هذه المستحضرات في انها أدوية توصف في الأصل لمعالجة أمراض مستعصية وزيادة الوزن كأثر جانبي لها، وتكون المرأة قد حصلت ربما على القوام المنشود، لكن على حساب صحتها، حيث تعيد هذه الأدوية توزيع الدهون في الجسم بشكل غير متوازن، وتتسبب في الإصابة لاحقاً بالسمنة والسكري والضغط المرتفع أو باضطرابات هرمونية حسب نوع الدواء المتناول، وقد تحدث حالات وفاة نتيجة لهذا الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية. ويؤكد مركز المعلومات الدوائية بالمجلس القومى للادوية والسموم ان من الأدوية التي ذاع صيتها في السودان للفتيات اللواتي يبحثن عن الزيادة في الوزن ويلجأن الى هذه الوسيلة غير الآمنة دون اعتبار للعواقب الوخيمة على صحتهن، هي حبوب ديكساميثازون أو ما يعرف ب «أبو نجمة»، حبوب جليبنكلاميد «أبو رجفة»، حقن الأنسولين. حبوب«أبو نجمة» وتعرف باسم ديكساميثازون (Dexamethasone) عبارة عن كورتيكوستيروئيد «Corticosteroid»، وهو دواء يستخدم فى حالات مرضية معينة كامراض المناعة والحساسية حيث يمنع افراز المواد المسؤولة عن الالتهاب بما في ذلك البروستاغلاندين، كينين، الهستامين، والانزيمات الشحمية، وهو يغير أيضا استجابة الجسم المناعية. وديكساميثازون اذا تم استخدامه حسب ارشادات الطبيب المعالج وبجرعة منخفضة لفترات قصيرة من النادر مواجهة تأثيرات جانبية صعبة. لكن كما هو الحال مع الكورتيكوستيروئيدات الاخرى، فإن تناول ديكساميثازون بجرعات كبيرة قد يؤدي لتأثيرات جانبية صعبة، والى احباط جهاز المناعة. لذلك يوصى مستخدمو الدواء بالامتناع عن التعرض لمرضى السل والجدري، والامتناع عن تلقي تطعيمات الفيروسات الحية اثناء تناوله. من الأعراض الجانبية لدواء ديكساميثازون فتح الشهية وزيادة في الوزن «الناتج عن تغيُّر في تَوزُّع الدهون في الجسم أو احتباس السوائل» احتباس السوائل الذي قد يؤدي الى انتفاخ الكواحل وارتفاع ضغط الدم وقصور القلب الاحتقاني. ويقول مركز المعلومات الدوائية ان من موانع استعمال دواء ديكساميثازون فإنه يمنع استعماله في حالة التحسس للدواء او لأحد مشتقاته، كما يمنع تناوله في حالة انسداد او ثقب الامعاء ويمنع ايضاً في حالة وجود اصابة في الرأس. ويزيد ديكساميثازون من مضاعفات، مرضى الغدة الدرقية، الشقيقة، الصرع، الجلوكوما، مرضى السكري، كما يزيد من مخاطر حدوث هشاشة العظام، أمراض الجهاز الهضمي، الفشل القلبي، والسكتة القلبية. وقد يؤدي استخدامه الى انخفاض وظائف الكلى والكبد، مشاكل تخثر الدم، ضعف العضلات، السل الرئوي، الوهن العضلي، ارتفاع ضغط الدم، وتغيرات المزاج والأوهام والاكتئاب والهلوسة. لذلك شدد المركز على ضرورة التوقف عن تناول الكورتيزونات بشكل تدريجي وليس مرة واحدة خصوصا بعد الاستخدام المطول لتجنب اعراض متلازمة الانسحاب. حبوب جليبنكلاميد «أبو رجفة»: جليبنكلاميد (Glibenclamide) هو احد الادوية المضادة للسكري المعطاة عن طريق الفم. كما هو الخيار الأول لعلاج مرض السكري من النوع الثاني لغير ذوى الوزن الزائد، أو الذين لا يستطيعون استخدام ميتفورمين. ان الغليبينكلاميد يحفز افراز الانسولين من البنكرياس، وينشط استقبال السكر لداخل خلايا الجسم، وبذلك يخفض مستوى السكر في الدم. والتناول المفرط لهذا الدواء أو غير الموزون بنسبة السكر في الدم قد يؤدي الى الانخفاض الحاد للسكر في الدم والذي قد يصل الى الغيبوبة. لهذا السبب قد يتعرض مستخدم هذا الدواء الى أعراض نقص سكر الدم ويمكن أن تشمل هذه ظهور عرق بارد، شحوب البشرة، الاضطراب والدوخة، الشعور بالقلق، التعب أو الضعف، الارتباك، صعوبة في التركيز، الجوع المفرط، تشويش في الرؤية، أو الصداع والغثيان. كما أن هذا النوع من الأدوية في بعض الأحيان يمكن أن تسبب انخفاضاًَ في وظائف الكبد، وتراجع وظائف الكلى. أحقان الأنسولين الأنسولين (Insulin) هو هرمون ينتجه البنكرياس. ويعتبر وجوده حيوياً في عدد من عمليات الايض «الاستقلاب / تبادل المواد - Metabolism»، ومن الأعراض الجانبية لحقن الانسولين ردود الفعل الموضعية، وتضخم الدهون في موقع الحقن، لذلك يحقن الانسولين من قبل الراغبات في التسمين في الاماكن التي يراد تسمينها باستمرار غير مدركات للأثر البعيد لسوء الاستخدام، حيث قد يؤدي الى رفض الدواء المحقون، تباطؤ امتصاص الدواء، أو الكدمات التي يمكن أن تتسبب في حدوث نزيف، بدورها. هذا الى جانب حقن جرعة زائدة من الإنسولين يؤدي الى انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل كبير ومن ثم تشعر مستخدمته بتعب، إغماء، خفقان، عرق، جوع، رعشات وفي بعض الأحيان يصل إلى غيبوبة تامة. هذا الى جانب تداخل هذه الأدوية مع تفاعلات الأدوية الأخرى التي قد تؤدي الى زيادة أو نقص ثأثير الدواء المستخدم في الجسم.ويؤكد مركز المعلومات الدوائية أن هنالك طرقاً سليمة لزيادة الوزن من خلال استشارة الاختصاصيين في الحمية، فإن أفضل طريقة لزيادة الوزن في حالة ما إذا كانت المرأة تعاني من نحافة شديدة، هي معرفة هل هناك سبب مَرَضي لذلك ام هي نتيجة نظام غذائي غير متوازن. ومن هنا يبدأ علاج المشكلة على أيدي مختصين، وليس عن طريق تعريض الجسم لمواد كيميائية في شكل أدوية لا يحتاجها الجسم، بل تشكل عبئاً عليه.