رمضان «كريييم» أخي د. حسن، والفرحة لا تسعنا بقدومه لأسباب لا يسعها قلمي، أولها فضل الله علينا بشهوده بينما لاقى الكثيرون الله قبل مقدمه لهم الرحمة والغفران وأسكنهم الله أعالي الجنان ومنها كذلك فضل الله على نفر من «المغتربين» أمثالي بشهوده بين الأهل والأحباب ويا له من فضل وبخاصة أن نكهة رمضان في السودان مميزة «شرباً» و«قرباً» من الله إلا لمن أبى تحملاً وتصدقاً وعبادة واترك لك تفكيك التفاصيل في «تحملاً» هذه، وهي التي دعت رمضان للنظر إلى أهل السودان خصوصاً، حيث وجدهم أخي أقرب الناس إليه «ترمضاً» لا ببالغ العطش والجوع فحسب، بل ببالغ ما بلغت «المغالاة» وهي شقيقة «الغلو» في كل شيء.. ودعنا نورد بعض الأمثلة الطريفة تلك التي جعلت رمضان أكرم الشهور وأعظمها، شهر القرآن الكريم «وكفى»، شهر الصيام والقيام والتهجد، شهر الكرم والعطاء والسخاء والرحمة، شهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر «يا الله».. بكل هذه «الأعين» الرهيبة المهيبة، وجدت رمضان في السودان واقفاً ينظر بأسى للهؤلاء: ينظر لأهل «الحوار الوطني» شذراً، ما الذي تنتظرونه بعد مقدمي، أي الشهور له مقامي، وطهري فمتى تتطهر قلوبكم لتكونوا أمة واحدة؟ ومتى تصومون عن صغائر النفوس وتوافه الغايات لتجعلوا وطنكم في حدقات العيون، ولترحموا شعباً ظل يعطي.. يعطي.. يعطي.. وينتظر فلا جدوى ألا تستحون؟! وينظر لأهل السلطة والتسلط حيث ما كانوا وبأي الأشكال تشكلوا، فيقول: ماذا قدمتم ليوم كشف الغطاء والأستار؟ «فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد» الآية، أي الأقران سيدفع عنك يومها، وأي أرض ستقلك أو سماء ستظلك؟ كفى شهوةً وطمعاً، ولتكن كل «سلطة» هي «سخرة» للخير وخدمة العباد والدين والأوطان، ولتكن «متداولة» لا «دُولة» بين بعض المخدوعين. ثم يحيل بصره لأهل المعارضة والمكابرة حيث ما كانوات وبأية الأقنعة «تدمدموا».. فيقول: أسلتم أنتم طلاب سلطة «التسلط»؟ لقد أهلكت من قبلكم فماذا تريدون بها، أليس فيكم رجل رشيد؟ هلاَّ قدمتم إلى كلمة سواء بينكم أولاً، ثم وجهوا سهامكم بعدها فالسهام إذا اجتمعت لا تتكسر وإذا افترقت تكرست آحادا. وهلاَّ رجمتم الشياطين وهي «مكبلة» بمقدمي، فإذا انطلقت بعد ذهابي.. فأنى لكم التناوش بعدها، عرض خاص جداً فلا تفوتوه. بعدها ينظر بحدة وغضب شديد، لنفر كثير من أهل شعب السودان: التجار، الصناع، أهل الأسواق والسلع والخدمات.. ويا للهول، أذهبتم الكرم الذي هو تاج رأسي ودثاري، فلماذا تصومون؟ أي أجر في صيام تبتغون وما أن حللت إلا.. حدّث ولا حرج.. تباريتم في «الطمع» و «الجشع» و «الغلاء» و «الأسعار المضاعفة» تضييقاً على العباد الفقراء الصائمين. لقد نظرت إلي الشعوب غيركم فوجدت التباري في «التخفيضات» و «العروض الخاصة» و «تخفيضات التخفيضات».. إلا أنتم.. ثم أرخيت اذني إلى «إذاعتكم» و«تلفازكم» فاذا بي أسمع «رمضان أحلى في السودان». لكنكم تأبون إلا أن تضيفون «للحلو» «مراً» فتشربونه، هذا للمقتدرين منكم أما البقية فتصرون على سقيهم «المُرْمُرْ» بسلوككم هذا.. فتباً لكم أيها الآثمون. نظرات.. ونظرات، وثلث الرحمة يمر فلا رحمة، فمن ذا الذي ينتظر «مغفرة» أو «عتقاً من النار».. لكن رمضان يصيح بهؤلاء جميعاً: كلي رحمة.. وكلي مغفرة.. فهلا اعتقتم رقابكم من النار بفضلي؟ بروف/ أمير عبد الله النعمان جامعة نايف للعلوم الأمنية الرياض من الوهج: لن يبح لنا صوت طالما نحن نقول الحقيقة أخي بروفيسور أمير النعمان.. سنظل نقول كلمة الحق ونرفعها شعاراً لا لهدف قصي فينا إنما لنجاح وفلاح هذا الوطن وبأهداف مباشرة. هذا الوطن يحتاجنا جميعاً حكومةً ومعارضةً دون تمييز ودون تفريق.. يحق للمعارضة أن تطرح ما عندها.. وللحكومة «بالحق والاتزان» أن تقبل أو ترفض.. لكن الذي لا يقبل يجعل الحال يستمر كما هو عليه.. لا يرضي حبيباً ولا حتى عدواً.. مع تحياتي بروف أمير