في حالة قيام الانتخابات القادمة بحسب تصريحات قيادات في المؤتمر الوطني، فمن المتوقع أن يغيب عن المشاركة، عدد من القوى السياسية ربما كان على رأسها حزب الأمة إذا لم تحدث مستجدات في موقفه، لكن بالطبع عادة ما يشارك في الانتخابات مستقلون بعضهم كسبه السياسي قد لا يتعدى كثيراً أفراد أسرته مع أن شعبية حمدان بائع سنتدوشات الطعمية أكثر منهم بكثير. فسرحوا وجنحوا في دنيا الأحلام وبعضهم حلم وهو يجلس القرفصاء داخل البرلمان «رجل فوق رجل» والمركوب على الأرض لزوم التهوية المكندشة، بينما حلم بعضهم وهو يدلف إلى البرلمان بسيارة فارهة مرتدياً البدلة الكحلية المدنكلة مستعرضاً كشكولا من كلمات ومصطلحات البرلمان «هل يعلم السادة الأعضاء المحترمون أن قرية أطلع جوه تعيش خارج التاريخ»، ثم كلمات الاعتراض المعروفة نقطة نظام وموافقون وكيف أنه سيلاقي الاحترام من أهل قريته عندما يزورها متلقياً سيلاً من أوراق الشكاوي وطلبات التوظيف، وعندما يأتي إلى أحد المآتم يقوم أهل المتوفي بالمسارعة بالقيام له والذهاب إليه قبل أن يدلف إلى خيمة العزاء، بينما يكتفون برفع الأيادي بتكاسل وهم يتثاءبون جلوساً عندما يرفع ود الجدعان التربالي يديه «الفاتحة» بصوته الجهوري القوي فيستيقظ كل من داهمه النوم في صيوان العزاء في القيلولة، فيلعنه سراً «الله يجازيك يا ود الجدعان ما قطعت نومتنا». والمعروف أن هؤلاء المرشحين الجانحين في الخيال عادة ما يصرفون بسخاء على حملاتهم الانتخابية، فلا يتركون مالاً مدخراً إلا وينفقونه حتى ذهب الولية المسكينة وقطعة الأرض المنسية كلها تذهب قرباناً لحملة الأحلام، لكن بعضهم عندما تم فرز الأصوات لم يجد إلا بضعة أصوات حتى أصوات أسرته الصغيرة تبخرت في لجة الأخطاء الانتخابية أو التصرفات بحسب اتهامات بعض القوى السياسية، والله أعلم، ومن الطرائف أن أحد المرشحين عندما أنفق كل مدخراته قالت له والدته «ياولدي قروشك دي كان سويته في عزّ «تقصد غنم» ما كان أخير ليك!! علماً بأن هولاء المرشحين تتشابه برامجهم وبعضهم ربما استنسخ برنامجه من آخرين على طريقة طلاب الجامعة عندما يصورون المذكرات عبر ماكينة الفتو كوبي لكن يحمد لهم على الأقل فهم لم يأتوا بعجائب كما فعل أقرانهم في الدول العربية الأخرى مثل الوعد بصناديق ورنيش لعمال الورنيش وعدة سباكة، لكن الطريف أن مرشحة في الكويت طالبت بعدم استجلاب الخادمات الجميلات في المنازل اللائي يقل أعمارهن عن خمسة وثلاثين عاماً خوفاً من فتنة رجالهن، بينما رشح حزب التقدم الاشتراكي الشيوعي سابقاً سيدة منقبة وبالطبع فهي ارتدته لزوم الشغل وذلك لكسب أصوات السلفيين في تلك المنطقة، بينما جنح الإسلاميون بانتهازية برجماتية عندما رشحوا فتاة سافرة، لكن إذا كان المرشحون الحالمون لم يسمع بهم إلا القليل فإن أحزاباً عديدة لم يسمع بها الكثيرون شاركوا في غمار الانتخابات وبعضهم انسحب، وهو أمر يحدث أيضاً في المحيط العربي، فقد قامت ال «بي بي سي» العربية إبان الانتخابات المصرية البرلمانية بسؤال عاملة الكبانية في استطلاع عما إذا كانت تعرف رقم هاتف حزب التكامل، فقالت«ودي شركة بتاعة إيه بالضبط»، فقال لها «ده حزب سياسي زي حزب التجمع»، فقالت «أنا ما عنديش هنا إلا رقم لشركة تانية اسمها حزب التجمع». لكن إذا كان للمرشحين هناك طرائف فإن للناخبين أيضاً طرائف لا يمكن فصلها من ذلك الواقع الغريب ففي دولة عربية عبّر أحد الناخبين الحانقين على الوضع السياسي هناك عن رأيه بسخرية عندما كتب في بطاقة التصويت «كلكم لصوص»، في حين كتب آخر «إلى الجحيم يا أولاد الأيه». وأورد أحد المواقع الالكترونية أن مرشحاً نقل إلى المستشفى بعد أن ارتفع ضغط دمه وتعرض إلى مضاعفات مرض السكر عندما علم أن الناخبين الذين أكلوا في مأدبته المعتبرة قاموا بالتصويت لمرشح آخر على طريقة «أكلوا توركم وأدوا زولكم» «من هسه ناس السكري يعملوا حسابهم». لكن إذا كان المرشحون الحالمون يدخلون الانتخابات تحت شعار «توكل وترشح » فإن لسان حال مرشحي المؤتمر الوطني المحظوظين بدا وكأنه يقول «أغمض عينك وترشح وافتحها في البرلمان»!!