أسئلة كثيرة تدور في مخيلة العديد من المراقبين حوله مقدرة الاحزاب الاخرى على خوض غمار استحقاقات انتخابات «2015م» في ظل تسيد حزب المؤتمر الوطني للساحة الذي أكمل قبل فترة ليست بالطويلة إجراءات المؤتمرات القاعدية لمنسوبيه ثم بدأ يتوج ذلك بالمؤتمرات العامة في كثير من محليات الولاية الشمالية... ويشير مراقبون إلى أن الحزب الحاكم يملك كل أدوات نجاح المؤتمرات باعتباره المسيطر على الساحة السياسية وبفضل سيطرته على مقاليد الحكم وأدوات التحكم من الإمكانات وتسخير الطاقات والإمكانية المادية ، يستطيع أن يتقدم في برامجه من المؤتمرات والدعاية الانتخابية ويحقق المكاسب إلتي يريدها وما إلى ذلك ، بعكس الاحزاب الاخرى التي لا تملك واحدة من تلك المميزات سوى قواعد ضعيفة وقيادات هشة، اضافة إلى شح الإمكانات المادية فضلا عن ما تعانيه من الصراعات التي تضرب بكل مكوناتها.. وفي ظل هذه الأوضاع تقفز عدد من الأسئلة الحائرة من شاكلة هل تستطيع الأحزاب التي يفوق عددها الخمسة وثمانين حزبا المنافسة الحقيقية في البرنامج الانتخابي القادم؟ وهل لا تزال هذه الاحزاب تمتلك قاعدة جماهيرية تمكنها من طرح برنامجها والمراهنة عليه؟ وهل تملك هذه الاحزاب الجرأة لتقديم مرشحيها في الانتخابات القادمة بعد أن تأكد عدم تأجيل الانتخابات بحسب حديث رئيس الجمهورية لدى مخاطبته مؤتمر الشورى للحزب!! كل هذه الأسئلة لن تجد الأحزاب الأخرى الإجابة عليها ما لم يكن لها عمل ملموس تستطيع أن تقنع بة الرأي العام المتابع. إلى ذلك فقد عقد حزب المؤتمر الوطني بالولاية الشمالية مؤتمره العام بمحليه القولد الذي جاء بعد مخاض عسير للمؤتمرات القاعدية التي شهدت فتورا في الإقبال غير أن ما دار في المؤتمر العام اختلف كثيرا عن نتائج تلك المؤتمرات القاعدية من حيث الشكل والمضمون، والذي تمثل في الحضور الكبير والمشاركة الفاعلة لأعضاء الحزب وتلاشي الخلافات التي طرأت على السطح إبان انعقاد المؤتمرات القاعدية والتجاوب الكبير بين الأعضاء، واستعرض المؤتمر أهم الإنجازات التي حققها الحزب في الفترة الماضية والتي قدمها نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحليه القولد نصر الدين إبراهيم، مشيرا إلى أن الحزب تمكن من تحقيق عدد من الأهداف تمثلت في استجلاب وسائل حركة للحزب وصيانة مستشفى القولد ودعم الأندية بشاشات مشاهدة كبيرة ودعم المرأة بمبلغ «عشرة آلاف جنيه» ودعم مياه القرى بمبلغ «80» الف جنيه وغيرها من الانجازات، من جانبه قدم معتمد القولد تقرير الأداء للجهاز التنفيذي الذي أشار فيه إلى أن المحلية شهدت طفرة تنموية كبيرة في مجال الطرق والإنشاءات وتأسيس قاعات دراسية لجامعات التعليم العالي وتركيب محولات الكهرباء للعديد من المشروعات الزراعية وتركيب شبكة الخطوط الداخلية للمياه وصيانة عدد مقدر من مدارس الأساس والثانوي وإجراء عمليات مجانية في تخصص العيون لتلاميذ مرحلة الأساس بالمحلية وتوزيع حوالي «29» الف بطاقة تأمين صحي للشرائح الضعيفة، وغيرها من الانجازات. من جانبه أوضح وزير الزراعة بالشمالية مهندس عادل جعفر أن الشمالية تتمتع بعدد من المميزات أهمها وجود الأمن مما يشجع على الإستثمار ,موضحا أن حكومة الولاية تمكنت من سفلته «23» كيلو بالطرق الداخلية بمحليتي البرقيق والقولد وسفلتة «50» كيلو بقطاع «دنقلا ارقين»,كما تمكنت من حفر حوالي «23» بئراً لمياه الشرب، كما تم ولأول مرة بالشمالية إنشاء حوالي «48» وحدهة سكنية للسكن الاقتصادي,كما تم سداد مستحقات المعاشيين، بالإضافة إلى استقطاب عدد من الشركات للاستثمار بالشمالية أمثال شركات«حائل وتبوك والمراعي وإمطار وغيرها من الشركات»,مشيرا إلي أن حكومة الولاية تمكنت من إنشاء مستشفى جديد للنساء والتوليد بالإضافة إلى إنشاء مبنى جديد للإذاعة والتلفزيون. من جانبه، أوضح نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بالشمالية عبد الجليل فضل أن الحزب تمكن من إكمال دوره البناء القاعدية لا عضائه، حيث تم بناء«486» شعبة أساس بالولاية وكانت نسبه الحضور«66%» موضحا أن الحزب تمكن من تدريب أعضاء اللجان التحضيرية تدريبا مكثفا مشيرا إلى أن الحزب يعكف حاليا لإمكانية تطوير موارد الولاية مشيدا بالتنظيم الجيد للمؤتمر من قبل اللجنة الإشرافية. إلى ذلك فقد طالب المشاركون في المؤتمر من أعضاء الحزب طالبوا قيادة الحزب بوضع معالجات للقضايا الأساسية والمهمة والتي جاءت في مقدمتها كهربة المشروعات الزراعية وتوصيل المياه للمناطق التي لم تصلها خدمة المياه وتنفيذ عدد من خطوط الأسلفت لعدد من الطرق الداخلية بالإضافة إلي التوسع في المجال الاستثماري وأهمية كبح جماح الأسعار التي أضرت بالفئات الضعيفة.. وشهد المؤتمر تكوين مجلس الشورى وترشيح المصعدين واختيار نائب رئيس المؤتمر الوطني كما تم تقديم عدد من أوراق العمل شملت ورقة عن الهوية الوطنية وورقة عن الحوار الوطني بالاضافة إلى الورقة السياسية. وبانعقاد هذا المؤتمر يكون الحزب الحاكم قد أرسل رسالة عاجلة للأحزاب الاخرى مفادها أن الاستعداد للانتخابات القادمة يبدأ من الآن قبل فوات الأوان.