مازال سكان منطقة السلمة المتضررون من تخطيط المنطقة والذين لم يتم تسليمهم أراضيهم بالمدينة الخيرية يعيشون اوضاعاً غير انسانية من ناحية البيئة والسكن والامن، فمنذ بداية عام 2004م تعاني أكثر من تسع عشرة أسرة من التشريد بسبب عدم تخصيص قطع سكنية لهم من قبل مصلحة الأراضي بالمدينة الخيرية بالرغم من تسلمهم شهادات البحث والملكية، فهم يسكنون عشوائياً بمنطقة السلمة، حيث أنهم من سكان المنطقة الأصليين، وتم تخطيط الحي الذي يقطنون فيه وأفادتهم السلطات بأنه سوف يتم تعويضهم في منطقة السوق على أن يتم ترحيل السوق من مكانه الحالي، إلا أنه حتى اليوم لم يتم ترحيل السوق، ومازالت تلك الأسر تعاني الأمرين في معيشتها، فهي أسر فقيرة وبعضهم ايتام لا يتمكنون من تأجير المنازل، وجزء منهم سكن فى مداخل السوق والبقية مازالت فى اماكنها القديمة التى تحاصرها المبانى الجديدة المرتفعة، مما ادى الى كشف حرماتهم، ويفتقدون ابسط حقوقهم من خدمات المياه والكهرباء، وهم على هذا الحال لعشر سنوات مضت، ومازالت معاناتهم مستمرة بالرغم من مناشدتهم كل المسؤولين حل مشكلتهم ابتداءً من اللجنة الشعبية ومعتمد المحلية ونائب الدائرة ووزير التخطيط العمراني، الا ان كل ذلك لم يحرك ساكناً ودون فائدة، ومن قبل وعدهم وزير التخطيط العمرانى لدى زيارته التفقدية للمنطقة بإزالة السوق خلال فترة زمنية وجيزة، وقد وصلت توصية خاصة من وزير الصناعة الى معتمد جبل الأولياء للقيام باجراءات التسيلم لهم، وقد سبق أن قام معتمد جبل الأولياء بزيارة ميدانية للسوق واقر بحتمية ازالة السوق وتحويله لمكان آخر وتسيلم المتضررين استحقاقاتهم. أوضاع مأساوية: ومن خلال جولة «الإنتباهة» داخل المنطقة التقينا ببعض المتضررين، فقالت المواطنة ام سلمة سليمان: أنا ام لستة اطفال ايتام توفى والدهم عام 2006م وتركنا نسكن فى راكوبة، ومن ذلك الحين الى الآن لم ننعم بالسكن الهادئ وراحة البال مثل بقية سكان المنطقة، وقالت انهم يعانون من قلة الماء وعدم وجود الكهرباء، واشارت إلى انها تمتلك شهادة ملكية وعقداً، ورغم مقابلتها وزير التخطيط العمرانى والمعتمد لم تحل المشكلة حتى الآن، اما المواطنة احلام وزوجها خميس نايل فقد قالا ان لديهما ثمانية اطفال وهم من ذوي الدخل المحدود، وان معاناتهم بدأت منذ عام 2004م وحتى الآن مازالوا يعانون، وكشفا انه تم تسيلم منزلهما لآخرين واصبحا يعيشان مع أطفالهما فى غرفة واحدة، وفى الخريف الماضى تهدمت عليهم الغرفة، فقررت الرحيل الى السوق فى مكان عبارة عن «مخزن وراكوبة» واشتكت من أن السوق توجد فيه كل المعيقات السكنية من النوادى واماكن الشيشة وعصابات النيقرز، وتساءلت هل هذه البيئة صالحة للسكن؟ اما المواطنة بتول محمد الامين فقد قالت: سكنت بهذه المنطقة لمدة 23 عاماً ووالدتي ناهز عمرها 110 أعوام وزوجي رجل فى سن الشيخوخة قرابة 95 سنة ومريض بجلطة بالمخ، وانا الكافل الوحيد لأسرتي، ولا استطيع دفع الايجار، ولا توجد كهرباء بالمنزل الذي نقطن به فهو عشوائي، وأضافت بتول: ذهبنا كمجموعة من المتضررين الى وزير التخطيط العمرانى والمسؤولين من الاسكان بالمحلية والولاية ورئيس المجلس التشريعى ومعتمد جبل الأولياء ورئيس معالجة السكن العشوائى بمحلية جبل الأولياء حاملين توصية خاصة من وزير الصناعة الى معتمد جبل الألياء حتى يتم تسليمنا استحقاقاتنا من الخطة، فقام المعتمد بتحويلنا الى وحدة ادارية الازهرى، ومنها تم تحويلنا الى حماية الاراضى، وهنالك تم استلام صور من مستنداتنا وطالبونا بالمتابعة، وكان ذلك في بداية هذا العام وحتى الآن لم يتم تسليمنا استحقاقاتنا. وفي ختام حديثهم ناشد المواطنون رئيس الجمهورية حل مشكلتهم التي طال أمدها. أدراج الرياح اسئلة حائرة وجهها المواطنون للمسؤولين: اين ذهبت تلك القرارات والوعود منكم تجاهنا؟ هل ذهبت ادراج الرياح؟ وهل للسلطات المختصة مصلحة فى عدم ازالة السوق، ولماذا كل هذا التجاهلات ومن هو المسؤول؟