ارتكبت قوات الاحتلال أمس مجزرة جديدة ضد مدنيين عزل في قطاع غزة، عندما استهدفت مدفعيتها بست قذائف مدرسةً لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا نزح إليها الأهالي في بلدة بيت حانون شمالي القطاع. ورغم أن المدرسة ترفع على سطحها أعلام الأونروا والأمم المتحدة وتقوم المنظمة الدولية بمتابعتها بشكل كامل ودقيق، إلا أنها استهدفت من دون سابق إنذار، مما أدى إلى استشهاد «15» فلسطينياً وجرح ما يزيد على مئتين بينهم «26» على الأقل جراحهم خطرة للغاية، وقال شهود عيان إن المواطنين كانوا يتجمعون في ساحة المدرسة، قبل أن تتساقط عليهم ست قذائف أطلقتها المدفعية الإسرائيلية بشكل مباشر، مؤكدين أن كل من في المدرسة مدنيون، وأن أحداً لم يكن يتوقع أن تصبح المدرسة هدفاً للجيش الإسرائيلي، ولا سيما أن الأونروا تسلِّم الاحتلال إحداثيات المدارس التي تفتحها لإيواء النازحين. واعتبرت حركة حماس صمت المجتمع الدولي على مجزرة مدرسة بيت حانون التابعة للأمم المتحدة يجعله شريكاً في المسؤولية عن الجريمة، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن جريمة بيت حانون ضد المدنيين العزل تستوجب رداً قوياً لن يطول. ووفق المتحدث، باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، فإن حصيلة شهداء العدوان على القطاع وصلت إلى «788» شهيداً، إلى جانب إصابة «4750» آخرين. وتشير أرقام رسمية إلى أن غالبية الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين. وقال القدرة، إن استهداف الاحتلال لمركز إيواء المدنيين المتضررين في إحدى المدارس التابعة للأونروا تطور خطير وتحدٍ سافر للأمم المتحدة التي يتوجب عليها حماية المدنيين الذين لجأوا إليها وتعرضوا للقتل والإصابات البالغة. واستشهد أمس الخميس عدد من الفلسطينيين متأثرين بجراح أصيبوا بها في وقت سابق. وتمكنت كذلك طواقم الدفاع المدني والإسعاف من انتشال جثامين عدد من الشهداء تحت أنقاض حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، ومنطقة خزاعة شرقي خان يونس اللتين جرت فيهما مجازر عدة في الأيام الماضية.