بخبرة وتجارب رئيس «السودان الكبير»..مشار بالخرطوم.. الأمل في مساعدة البشير: هيثم عثمان: أكثر ما لفت في زيارة د. رياك مشار زعيم المعارضة الجنوبية للخرطوم، لم يكن كما كان متوقعاً أن يخطف مشار الأنظار، لكن من خطف أضواء الزيارة هي زوجته إنجلينا التي فضلت الوقوف تحت شجرة ظليلة ببيت الضيافة عقب إدلاء مشار بتصريحات للصحافيين. إنجلينا التي وقفت طيلة زمن التصريحات ربما كانت تحيط بها أفكار كثيرة ومتتالية وهي «سارحة» بعيداً تنظر للسماء. وربما رأت في نفسها أن أكبر خطأ اقترفه أبناء الجنوب هي الانفصال من السودان، أو ربما رأت أن زوجها الذي يقود المعارضة كان أقرب للرئاسة من سلفا كير المتهم الأول لدى المعارضة بوضع الجنوب الآن في حالة صراع. الزيارة التي تأجلت أكثر من مرة لدواعي مختلفة وتمت بالفعل أمس بوصول مشار برفقة رئيس وفد التفاوض تعبان دينق قاي ورئيس لجنة الشؤون الإنسانية حسن مار والناطق الرسمي جيمس قديت وضيو ماطوك وعدد من المقربين لمشار، لم تحمل جديداً على مستوى مواقف المعارضة، وأكثر ما شدد عليه مشار أنه لن يقبل بتشكيل حكومة انتقالية دون اتفاق واضح ومرسوم. الوفد بزعيمه مشار ظهرت عليه علامات القلق المشوب بالإرهاق، خاصة وأن بعض أعضاء وفد مشار حاولوا أكثر من مرة إنهاء حديثه لوسائل الإعلام رغم تمسكه بالإجابة عن كل أسئلة الصحافيين، مما وضع التصريحات في موقف يمكن وصفها بالضعيف خاصة وأن المعارضة الجنوبية في حاجة إلى طرح وجهة نظرها، صورة متكاملة للسودانيين الذين ظلوا طوال الفترة الماضية يترقبون زيارة مشار للخرطوم، وبذاك سقط وفد مشار في اختبار سياسي صغير وهو أن الرئيس أو المسؤول عندما يتحدث يجب عدم السعي وراء إنهاء تصريحاته بصفة متعجلة لا تخدم ناحية طرح وجهة نظره بصورة متكاملة ووافية. الزيارة تمت أخيراً ووصل مشار إلى الخرطوم أخيراً أو كما قال «أخيراً الآن جيت الخرطوم». الأقرب للقلب رافقت إنجلينا زوجة زعيم المعارضة زوجها في كل رحلاته لعواصم دول إيقاد بل فضلت إبان الأزمة البقاء معه بالغابة، وظهرت في حالات توثيقية عديدة وهي تقوم بخدمة زوجها، وتعتبر إنجلينا أكثر شخص مقرب من زعيم المعارضة المعروف بتكتمه الشديد وانزوائه بأفكاره، وغالبا ما يفضل مشار الاستماع أكثر من الحديث السمة الأبرز لديه، ويدير أفكاره ويطرح رأيه دون الكشف عن أفكاره التي أوصلته لتلك الحلول، لكن الزوجة الأقرب لقلب مشار هي من أكثر المطلعين على كل ما بقلب وعقل الزعيم. إنجلينا ظلت واقفة تحت شجرة ظليلة طيلة فترة التصريحات التي أدلى بها زعيم المعارضة الجنوبية ببيت الضيافة أمس، وظلت تنظر تارة للسماء وتارة أخرى للأشجار سابحة في أفكار ربما تطلع زوجها عليها عقب الزيارة. من الغابات قال زعيم المعارضة الجنوبية د. رياك مشار إن زيارته للخرطوم تأتي في إطار جولة لعواصم إيقاد. وقال للصحافيين «جايين في جولة نحنا قمنا بيها مما خرجت من الغابات، هي زيارات لعواصم الإيقاد. وكنت زرت كينيا وجيبوتي وقابلت رئيس الوزراء الإثيوبي في القمة بأديس وأخيراً الآن أنا جيت الخرطوم». تاريخ طويل أوضح مشار أنه التقى الرئيس البشير وقال «قابلت الرئيس كالعادة وبيننا تاريخ طويل عشان كدا قعدنا فترة طويلة وكنت بشرح للرئيس سير المحادثات في أديس»، وقال إن إيقاد منحت الطرفين المتصارعين «60» يوماً للوصول لتسوية سلمية، واليوم يمثل اليوم الأخير للمهلة. وأضاف«معلوم أن إيقاد أدانا 60 يوماً لإيجاد حل سلمي واليوم هو اليوم الأخير ومازلنا في المحادثات وهناك إشكاليات بالمفاوضات، وكنا دايرين نتفاوض مع الحكومة مباشرة ونستشير أصحاب المصلحة لكن في إصرار من إيقاد ولجنة التفاوض أنه يجب أن تكون في دائرة مستديرة وقلنا بنشترك لكن كدا بتاخد فترة طويلة». محادثات مباشرة رأى زعيم المعارضة الجنوبية أن المحادثات المباشرة هي الطريق الأقصر للوصول لتفاهمات، وذكر أن المحادثات المباشرة تأخذ وقتاً قصيراً ومفيداً، وأكد أنهم على موقفهم ويشاركون في المحادثات، وأفصح عن تقديمه لتنوير للرئيس البشير حول موقف المعارضة المسلحة. وقال «نحن في المحادثات نورنا الرئيس بموقفنا، وموقفنا شبيه بالسي بي إيه، وهو حل القضايا التي قادت للصراع، وبعد الاتفاق يمكن أن تكوَّن حكومة انتقالية وتكون في فترة انتقالية للحكومة هذه، ويمكن خلال هذه الفترة رسم دستور انتقالي ونشكل حكومة». السودان الكبير قال مشار إن ما يجري الآن على طاولة المفاوضات حوار متفق على أجندته، وأوضح أن الطرفين لم يتناولا قضايا الصراع حتى الآن. وذكر أنه قدم تنويراً للرئيس حول المفاوضات، وأكد أن للبشير خبرة طويلة وتجارب لأنه كان رئيس السودان «الكبير»، ولفت إلى أن خبرة البشير وتجاربه يمكن أن تفيدهم، وأن هذا هو الغرض من الزيارة للخرطوم. دور مباشر توقع زعيم المعارضة الجنوبية أن يلعب الرئيس البشير دوراً مباشراً خلال القمة المرتقبة لإيقاد، ونبه إلى أن رؤساء إيقاد يمكن أن يستفيدوا من خبرة وتجارب البشير لدعم الوصول لتسوية سلمية للصراع. وصية الرئيس كشف مشار عن وصية للبشير إبان اللقاء تتمثل في دعم السلام وقال: الرئيس أوصانا وقال: «ادعموا السلام». ولفت مشار إلى أن اللقاء تناول موضوع اللاجئين الجنوبيين. وذكر أن «60» ألفاً من أبناء الجنوب وصلوا للسودان، وأن البشير وجه خلال اللقاء باستقبال اللاجئين وتقديم الإغاثة لهم. رفض تشكيل حكومة أعلن زعيم المعارضة الجنوبية د. رياك مشار رفضه تشكيل حكومة انتقالية بدولته دون التوصل لاتفاق واضح مع حكومة سلفا كير، فيما اختتم جولته لدول إيقاد بزيارة الخرطوم، والتقى الرئيس البشير واجتمع معه حوالي ساعتين، وقال إن زيارته للخرطوم تأتي عقب جولة شملت جيبوتي وكينيا ولقاء رئيس الوزراء الإثيوبي، وذكر للصحافيين عقب لقائه الرئيس ببيت الضيافة بالخرطوم أمس، أنهم يتوقعون دوراً مباشراً من البشير الذي وصفه بالذي يمتلك من التجربة ما يكفي لحل الأزمة والوصول لتسوية سلمية تفضي للسلام. دور مهم ونبه مشار إلى أن البشير بتجاربه يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في القمة المرتقبة لإيقاد منتصف أغسطس الجاري بأديس أبابا، ويمكن لرؤساء إيقاد الاستفادة من تلك التجارب. وأضاف«البشير بقدر يلعب دور مباشر لأنو لديه تجارب إبان فترة حكمه للسودان قبل الانفصال»، وزاد «قرارات القمة سيكون للبشير دور كبير فيها باعتباره يمتلك الخبرة الطويلة والتجربة»، وأقر مشار بعقبات تعتري طريق المفاوضات مع حكومة سلفا كير، وأوضح أن هناك إشكاليات لم يحددها على طاولة التفاوض. تفاوض وطاولة ورأى مشار أن التفاوض المباشر مع الحكومة يحقق الوصول لتفاهمات في فترة وجيزة، وأضاف«كنا عايزين تفاوض مع الحكومة واستشارة أصحاب المصلحة، لكن إيقاد ولجنة التفاوض مصرة أن تكون هناك مائدة مستديرة ونفتكر أن التفاوض المباشر مع الحكومة بيأخذ فترة قصيرة». وشدد مشار على أن موقفهم هو حل قضايا الصراع، وبعد الاتفاق يمكن تكوين حكومة انتقالية والاتفاق على فترتها. وأبان أنه قدم تنويراً للرئيس البشير بشأن عملية التفاوض الجارية بأديس أبابا، ونبه مشار أن الرئيس البشير وجه باستقبال اللاجئين الجنوبيين وتوفير الإغاثة لهم.