من المهم الإقرار بأن الموانئ البحرية في السودان بمؤسساتها ومجتمعها المترابط تبقى وعلى الدوام هي خط الدفاع الاول عن البلاد اقتصادياً وأمنياً وتخطيطياً والمصد الطبيعي للمخاطر الطارقة بل تعتبر المحطة الساحلية التابعة لهيئة الموانئ البحرية بكل ملحقاتها التقنية الحديثة والجهات المشتركة فيها قرون الاستشعار وزرقاء اليمامة في تحليل المعلومات واستقبال السفن وتلقي الرسائل والاشارات والاستعداد لعمليات الانزال والشحن والتفريغ وتنظيم الحاويات بالاضافة الي نداءات الاستغاثة الصادرة من السفن السابحة في مختلف البحار والمحيطات، وفي ذات الوقت تعتبر الموانئ البحرية البوابة الرئيسية لعبور واردات البلاد واستقبال الصادرات وهي عملية خدمية روتينية تحظي بالاهتمام اللائق من الهيئة ولذلك تحقق للخزينة العامة مبالغ كبيرة تقدر حصيلتها السنوية باربعمائة مليار جنيه سوداني ايرادات صافية بعد خصم تكلفة التشغيل، وبرأيي ان مرفقاً حكومياً يحقق مثل هذه الايرادات في زمن العجز الإداري والتخطيطي المستفحل قمين بالإهتمام والأجدر بصيحات الدعم والمؤازرة ومن أجل ذلك كان لي عظيم الشرف بتلبية دعوة كريمة من الاخوة في اعلام هيئة الموانئ البحرية في بورتسودان لحضور حفل تكريم ربان الهيئة ومديرها العام الإنسان البجاوي البسيط جلال الدين شلية بمناسبة نيله درجة الدكتوراه في مجال العلوم البحرية من جامعة البحر الاحمر. لقد كانت الدعوة فرصة طيبة للاطلاع على مستجدات ما يجري علي صعيد مجتمع هيئة الموانئ البحرية خاصة وانها صادفت إنعقاد الاجتماع الدوري لمجلس ادارة الهيئة ومن المعروف ان مجلس الادارة يضم في تشكيله مختلف الجهات التي تعبر في مجملها عن مجتمع الموانئ حيث يضم في رئاسته وزير الدولة بالمالية الاتحادية د. عبد الرحمن ضرار ويتولى سراج علي حامد وزير الدولة بالنقل منصب نائب الرئيس فيما يتولي المدير العام للهيئة مهام مقرر مجلس الادارة وتتمتع القوات المسلحة وشرطة الجمارك بعضوية المجلس ممثلة في الفريق ركن بحري دليل الضو قائد القوات البحرية واللواء شرطة جمارك عمر احمد محمد مدير دائرة جمارك البحر الاحمر، ويمثل في عضوية المجلس هشام ادم مهدي ممثلاً لوزارة المالية وابو محمد احمد فكي ممثل لوكلاء البواخر وابو زينب قاضي ابو زينب ممثل حكومة ولاية البحر الاحمر ومحمود صديق العوض كخبير مختص ومحمد سليمان بابكر ممثل العاملين بالهيئة، ومن المهم التأكيد على ان اجتماع مجلس ادارة الهيئة الاخير لقي اهتماماً ومتابعة دقيقة من كافة مجتمع الموانئ وذلك لانه يجئ في ظل ظروف ورياح مواتية تستنهض الهمم وتتطلع نحو المزيد من التطوير والتحديث وانفاذ المشروعات الجديدة الطموحة تحقيقاً للمزيد من النجاحات والإيرادات لدعم الاقتصاد الوطني المريض وضمان استمرار الهيئة في تولي مسؤولياتها الاجتماعية تجاه العاملين واسرهم ومجمل البيئة الاجتماعية في ولاية البحر الاحمر وفي هذا الخصوص لن ننسي فخامة حفل التكريم الذي نظمته الهيئة النقابية الفرعية لعمال هيئة الموانئ بدارها امسية الاربعاء الماضي على شرف المدير العام والحضور الجماهيري الكثيف المطعم بالقيادات الاهلية والشعبية ومشاركة حكومة البحر الاحمر ممثلة في الوالي بالانابة صلاح سر الختم في الحفل وتقديمه لكلمة ضافية وصادقة في حق د. جلال الدين شلية واشتمال الحفل وتضمينه لفقرة جميلة تتمثل في الاحتفاء بالطالب النابغة عبد الله مالك عبد الله اول الشهادة السودانية علي مستوي ولاية البحر الاحمر والمركز العشرين على مستوى السودان وجاء تكريم الطالب على خلفية انه نجل احد الموظفين بالهيئة، كما لن ننسى اصوات الشكر والتقدير التي جهر بها شباب وشيوخ نادي البجا الثقافي د. حامد ابو فاطمة رئيس النادي وطاهر محمد موسى مسؤول صندوق دعم تعليم منطقة البجا وعلي بيرق امين النادي ومحمد كرار وعثمان وعبد الله وغيرهم وهم يرون طموحاتهم في تطوير النادي تتحقق على يد المدير العام للهيئة حينما ساهم في تشييد صرح حضاري جدير بالاعجاب الا وهو المسرح العالمي الحديث بالنادي حيث اطلق عليه شيوخ وشباب النادي اسم (مسرح جلال الدين شلية العالمي) تخليداً لاسمه وعرفاناً لدوره، وبرأي ان مثل هذه الاعمال تساهم في ترسيخ السلام الاجتماعي وتقلل من مشاعر الغبن الناتج عن سوء توزيع الثروة خصوصاً في مجتمعات مناطق الانتاج والايرادات القومية فالعدالة والمسؤولية تقتضي تنمية ورفع وبناء قدرات اصحاب الوجعة وفي هذا الخصوص نثمن عالياً الجهود التي بذلتها الهيئة اطار مسؤوليتها الاجتماعية وفي سبيل تمكين ابناء المنطقة من التوظيف والعمل الموسمي بادارات الهيئة المختلفة بعد تلقي التدريب اللازم بمقر اللجنة العليا لتدريب وتأهيل ابناء الريف حيث اقر المدير التنفيذي للجنة اودس احمد علي برضاهم التام عن الدعم والاهتمام الذي يجدونه من ادارة الهيئة خلال الاعوام من 2011 وحتى 2014 واشار الى الآليات التدريبية وارقام المتدربين الذين تم استيعابهم في وظائف موسمية بالموانئ حيث تم تعيين اكثر من 1200 من اصل 2000 والعملية مستمرة وجدير بالذكر ان هيئة الموانئ البحرية تستوعب حالياً آلاف العاملين في الميناء الجنوبي والشمالي وميناء عثمان دقنة والميناء الاخضر والأعداد ستتضاعف بمتوالية كبيرة مع زيادة إنشاء المزيد من الموانئ المتخصصة المرفوعة حالياً كمشروعات مثل ميناء الصادرات المعدنية وميناء الصادرات الحيوانية وميناء الصادرات البترولية وغيرها واذا ما قدر للامور ان تسير علي ذات النهج الصحيح فإن مداخيل الاقتصاد الوطني ستزيد بزيادة الموانئ وفرص العمل للسكان المحليين الذين يعود اليهم الفضل في الإبقاء على جذوة الانتاج متقدة من خلال وجودهم الدائم في الموانئ ومدنها، هنالك تطوير مستمر في عمل الهيئة بيد ان الخطط التطويرية التقنية لتسهيل الخدمات عبر النافذة الموحدة تأخذ من ادارات الهيئة القدر الاكبر من الاهتمام فقد استمعنا الى شروحات تفصيلية للرؤى المستقبلية للهيئة في ما يلي تطوير الخدمات ومن المهم الاشارة هنا الى ان العالم الاقتصادي يتجه نحو حوسبة نظم التشغيل والخدمات وتشبيكها للوصول الى أكبر انتاجيات في زمن أقل.