دعا الرياضي المطبوع و«أبو القوانين« الأستاذ محمد الشيخ مدني لتنظيم ورشة عمل لمناقشة التدهور السريع والمريع للكرة السودانية من خلال النتائج السيئة للأندية والمنتخبات في السنوات الأخيرة. ويعتقد محمد الشيخ أن استعادة الكرة السودانية لمستواها ومكانتها العربية والإفريقية يحتاج لتغيير في عقليات الكوادر التي تدير الكرة لأن تغيير الأشخاص مع الاستمرار في العمل بنفس طريقة التفكير وأساليب الأداء لن يحقق الهدف المنشود وهو الارتقاء بالكرة للمستوى الذي تتطلع له الجماهير العاشقة للعبة والتي بدأت في هجر المدرجات بعد التراجع المتواصل للمستوى والنتائج. ويرى الاستاذ محمد الشيخ أن أهم عناصر التطور في مرحلة التغيير هي البعد عن الفردية في اتخاذ القرارات والالتزام بالمؤسسية بمناقشة كل القضايا داخل طاولة الاجتماعات واحترام الشفافية المالية بإدخال كل الأموال في حساب النادي وعدم الصرف إلا بقرارات من المجلس وبايصالات ومستندات والابتعاد نهائياً عن التسجيلات الادارية لتحقيق المكاسب السريعة والاعتماد على مدارس الكرة أو المراحل السنية في كل الاندية باعتبارها القاعدة التي اعتمدت عليها كل دول العالم في تعليم الصغار أساسيات الكرة ومهاراتها وتكنيكاتها على أسس سليمة في مرحلة مبكرة تنصقل فيها مواهبهم وتنعجم أعوادهم لتُخرج الكوادر المؤهلة بديناً وفنياً والقادرة على تطوير الكرة وتحقيق النتائج التي تشرف الوطن وترفع هامته عالية في المنافسات الخارجية على المستوى الافريقي والعربي والعالمي. وكرر الأستاذ محمد الشيخ تأكيده أنه بدون التغيير في عقليات الإداريين لن تخرج الكرة من أزماتها لأن التغيير في الشخصيات التي تعمل بالعقليات التقليدية لن تقود إلا لمزيد من التدهور والتراجع. ومع احترامنا الأكيد لرأي الأستاذ محمد الشيخ الذي يعتبر حجة في القوانين وأحد كبار المفكرين في المجال الرياضي إلا أننا نعتقد أن التغيير في العقليات الادارية التي تدير الكرة لن يحدث في ظل الصحافة الرياضية التي ترهب الإداريين وتدفعهم لصرف المليارات على شراء اللاعب السوداني الجاهز والمحترف الأجنبي لتحقيق النتائج السريعة خوفاً من حملات الهجوم الصحفي في حالة الهزائم أو الخروج من البطولات الخارجية والتي ستجعل المقاعد تهتز تحتهم وتعرضهم لغضبة الجماهير وثورتها، ولذلك لن تتغير العقليات الادارية بالاتجاه للمؤسسية والشفافية المالية والمدارس السنية التي تحتاج لسبع سنوات لتخريج كوادرها وهي فترة طويلة لأنهم يريدون نتائج سريعة تبعد عنهم هجمات الإعلام وتكسبهم الشعبية التي تؤمن لهم المحافظة على المواقع والشهرة وتحقيق المصالح بأشكالها المختلفة. العقليات التي تدير الكرة يا أستاذ محمد تتعامل بالقطعة وبطريقة رزق اليوم باليوم »ولحق السوق« وليس لديها النفس الطويل والصبر والاستعداد لتنفيذ خطط وبرامج طويلة تظهر نتائجها بعد عدة سنوات، لأن تفكيرها ينحصر في المحافظة على المواقع وتحقيق المجد الشخصي وليس تطوير الكرة والارتقاء بها للمستوى الذي يجعلها تقدم المتعة والترفيه للجماهير وتحسن صورة السودان المحاصر سياسيا واقتصاديا، وتسهم في تحقيق الوحدة والاستقرار والسلام. والمؤكد أخي محمد الشيخ أنه بدون تغيير جذري في الأسلوب الذي يمارسه الإعلام الرياضي ببعده عن العصبية والانحياز وإثارة الفتن وتفجير المشاكل وشخصنة القضايا والطعن في شرف الناس وأخلاقهم ومعالجة المشاكل بالمنطق والموضوعية، بدون هذا لن يحدث أي تغيير في عقليات الإداريين الواقعين تحت سطوته والخائفين من هجومه وسبابه وشتائمه التي يفترض ألا تهز شعرة في إداري يثق في نفسه وقدراته وليس لديه ما يخاف عليه. إن تغيير العقليات وإصلاح الكرة يبدأ وينتهي بإيقاف الإعلام الجانح والمنفلت عند حده حتى تعمل الإدارات في أجواء خالية من سيوف الهجوم المسلطة على رقابها ليس بسبب الفشل والإخفاق بل لأسباب شخصية ومصالح ذاتية ولا عزاء للكرة السودانية التي ترزح تحت إعلام رياضي فاقد للضمير والموضوعية والمهنية وبالتأكيد هذا لا يشمل كل الصحف والزملاء، فهناك صحف وأقلام محترمة تكتب بمنطق وأمانة وتراعي شرف المهنة وأخلاقياتها في كل حرف يسطرونه.