وإني لمشتاق إلى أرض غزة ** سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها وإن خانني بعد التفرق كتماني**كحلت به من شدة الشوق أجفاني اليوم غزة تتعرض لغارات اليهود الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة أو شدة قوة. غزة الشموخ غزة الصمود نتغنى بها وحق لكل عرب ومسلم في الأرض أن يتغنى أنها غزة هاشم أو الشافعي أو عمر أو أبي سفيان أو صلاح الدين أو قطز أو أحمد ياسين والرنتيسي أو هنية والجعبري وقافلة الشهداء التي تكتب مجد أمة الإسلام بدماء من الدم الذكي الخالص لونه عنابي وريحه مسك. على كل عربي ومسلم حر أن يسأل نفسه أين نحن من غزة ورمز العزة ومن أهلها الأشاوس وهم في القر والضر والعتمة والظلمة والجوع والحصار، أين نحن وهم يعيشون صباح مساء تحت وابل القنابل تنزل على بيوتهم ورؤوسهم كالمطر بلا رحمة ولا شفقة. فلسطين نكبت على يد الكفرة المجرمين من الصليبيين والإنجليز الذين مهدوا لهجرة اليهود فاحتلت أرض فلسطين المسلمة وشرد أهلها على حين غفلة من حكام العرب أو بمشاركة منهم فنالوا عقابهم في الدنيا خسرانا ولعقاب الآخر أشد وأبقى «وما لهم من الله من واق». ثم تسلمت أمريكا قائدة الصليبية الحديثة راية المؤامرة العالمية ومكنت لليهود من بناء ترسانتها وساعدتها في امتلاك أسلحة الدمار الشامل لإرهاب الحكام والشعوب. غزة هذه منارة فلسطين على البحر المتوسط الذي كان يوماً ما بحيرة إسلامية، غزة استطاعت بفضل جهاد المقاومين الإسلاميين أن تتحرر من قبضة اليهود وخرج جيش الاحتلال يجر أذيال الخيبة والانكسار بعد أن تبددت فرية «الجيش اليهودي قوة لا تقهر». غزة المحررة بفضل الجهاد والكفاح المرير ينالها اليوم من الإيذاء والعذاب ووحشية العدو اليهودي ما لا يتحمله بشر ولا يطيق سماعه من قبله ذرة من رحمة. غزة بمجاهديها الأشاوس وشبابها البواسل وحرائرها الخنساوات وعلمائها الكرام ومرابطيها الأبطال، غزة تقف اليوم وحيدة سدا منيعا من غارات وحوش اليهود وسوراً واقياً من اقتحام عصابات اليهود، ولكن لماذا تترك وحدها لتتلقى بصدرها العاري المكشوف ضربات البر والبحر والجو وإخوانها من العرب والمسلمين يقفون متفرجين إلا من رحم ربك، وقليل ما هم فيا للعار ويا للشنار، أين العروبة وأين الإسلام وأين الإنسانية، هل من مجيب هل من سميع أم سدت الآذان فيها وقر، هل تحجرت القلوب وقست النفوس؟ غزة تشكو من نقص الغذاء وشح الدواء وقلة الماء وندرة الكهرباء فيا لها من حياة صعبة مع التقتيل والتذبيح، لكن أهل غزة يثبتون كل يوم بصمودهم الكبير، وإيمانهم العظيم وبسالتهم التي تضرب بها المثل وتصميمهم الأكيد، إنهم هم الرجال وإن نساءهم هم النساء الصالحات أخوات الرجال ووالدات الحماة والمغاوير ألا ترون في الشاشات كيف يجابهون العدو الغادر ماضين إلى الله بكل قوة وإقدام وقد تخلصوا من المرض العضال الذي أصاب الأمة منذ فترة طويلة إلا وهو الوهن «هو حب الدنيا وكراهية الموت» كما أخبرنا رسول الله القائد المجاهد لأعداء الله غير واهن ولا معذر صلى الله عليه وسلم. هؤلاء المغاوير انتصروا على الخوف والألم وصمموا على مواصلة الجهاد والنضال لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم لكن هذا الثبات العجيب لأهلنا في غزة لن يحجب عنا رؤية الواقع الأليم الذي يعيشه هذا الشعب في القطاع. عار علينا ألا نهب لنجدتهم وإغاثتهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ولا يظلمه ولا يبخسه كل المسلم حرام دمه وماله وعرضه» والله سبحانه وتعالى يقول: «والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون». فليتحرك كل من له ضمير من أهلنا هنا في السودان لنصرة من أصابهم البغي. كم يستغيث بنا المستضعفون وهم**ماذا التقاطع في الإسلام بينكم إلا نفوس أبيات لهم همم**لمثل هذا يذوب القلب من كمد قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ**وأنتم يا عباد الله إخوانُ أما على الخير أنصار وأعوان**إن كان في القلب إسلام وإيمانُ