حادث إغماء بعض الطالبات في أستاد القضارف أثناء زيارة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن في ختام برنامج العمل الصيفي وافتتاح المدينة السكنية رقم مائة وخمسين لصندوق رعاية الطلاب، غطى على الكثير من المشروعات الاقتصادية والبرامج السياسية التي صاحبت الزيارة، ويرى بعض المراقبين في ولاية القضارف أن تمليك الجرارات والآليات الزراعية من قبل المنظمة العربية للتنمية الزراعية يعتبر هو الحدث الأكبر للفائدة الكبيرة التي ستجنيها الجمعيات الزراعية النسوية بالولاية، وكان نائب الرئيس قد دشن تسليم تلك الجرارات والآليات في احتفال مصغر في أحد الحقول بحضور قيادات المنظمة العربية، وسبق ذاك الاحتفال افتتاح المدينة الجامعية للطلاب والتي تحمل اسم الراحل عمر إبراهيم البدوي، وهي المدينة رقم مائة وخمسين للصندوق. وقال أمينه العام بروفيسور محمد عبد الله النقرابي إنهم خطوا خطوات بعيدة في سبيل توفير السكن المريح للطلاب في مختلف أنحاء السودان، وأوضح النقرابي ل «الإنتباهة» أن جميع المشاريع التى وضعها الصندوق نفذت بنسبة كبيرة خاصة مشاريع تسليف الطلاب أو المنحة الشهرية، مشيراً إلى مواصلة سيرهم في هذا الاتجاه من أجل توفير أفضل بيئة تعليمية للطلاب في كل جامعات السودان، فيما يرى والي القضارف الضو الماحي أن ولايته ذهبت بعيدا في الكثير من المشروعات التى تهدف إلى راحة المواطنين. وقال الماحي إن زيارة نائب الرئيس للولاية جاءت للمشاركة في العديد من الافتتاحات الى جانب برنامج العمل الصيفي الذي ينفذه اتحاد الطلاب، فيما يرى بعض الاقتصاديين أن نائب الرئيس ركز على الجوانب الاقتصادية أكثر في خطابه الجماهيري بأستاد القضارف. وقالوا إنه بخلاف ذاك الخطاب جلس نائب الرئيس مع القطاع الاقتصادي لمناقشة الكثير من الأمور الخاصة بالزراعة في الولاية، والناظر الي خطاب نائب الرئيس في ختام العمل الصيفي يجده شاملا لكل المحاور مع التركيز على الزراعة والإنتاج لتحسين الاقتصاد السوداني. وكان نائب الرئيس قد قال في اللقاء الجماهيري بأستاد القضارف انه جاء بصفته ممثلاً للقطاع الاقتصادي للوقوف على الإنتاج بالولاية ومعالجة المشكلات التي تعترضه والاستعداد للموسم الشتوي. وأبان حسبو أن ولاية القضارف تمثل مطمورة السودان وأمنه الغذائي، ودعا الى مضاعفة الإنتاج وقال «بالإنتاج لن نحتاج»، وأضاف أنهم اطمأنوا بعد ما شهدناه من عزيمة رجالها ونسائها وثمن دور الجمعيات النسوية الزراعية. وقال إنها حققت نجاحات باهرة، وكان مرافقه وزير الزراعة الاتحادي قد اكد على أن الزيارة كان طابعها اقتصادياً، وقال وزير الزراعة المهندس إبراهيم محمود حامد ان اقتصاد السودان لا يمكن ان يتحسن إلا من خلال القطاع الحقيقي وهو الزراعة، وأضاف يجب أن تتحول من نظام إعاشي تقليدي الى استخدام التقانة وزيادة الإنتاج مما يسهم في زيادة فرص العمل والدخل والتخفيف من حدة الفقر، وأضاف لدينا بولاية القضارف ثمانية ملايين من الأفدنة الصالحة للزراعة والخصبة إذا توفرت لها الآليات الحديثة والتمويل ستكفي السودان والعالم العربي، موضحا أن نائب رئيس الجمهورية وجه بتمويل 600 جمعية زراعية من اجل إنجاح الموسم الحالي. حسناً.. زيارة نائب الرئيس للقضارف حققت الكثير من الفوائد والإيجابيات التي تحسب لحكومة الولاية وتدفع بها للمزيد من التنمية، ويرى بعض الاقتصاديين أن الموسم الزراعي هذا العام موعود بالكثير من الإنتاج ليكون بداية لتحقيق شعار «بالإنتاج لن نحتاج». وأضاف الاقتصاديون ان دعم المركز لحكومة الولاية خاصة فيما يختص بالزراعة من شأنه ان يجعل القضارف هي المخرج للاقتصاد السوداني، مشيرين الى ضرورة توفير المزيد من الآليات الزراعية وإتاحة أكبر الفرص للمستثمرين من أجل تصنيع المنتجات الزراعية في الولاية. وكانت زيارة نائب الرئيس قد شملت بعض الزيارات الاجتماعية لتقديم واجب العزاء في بعض رموز الولاية الراحلين عن الدنيا، ورأس نائب الرئيس الحوار المجتمعي بأمانة المؤتمر الوطني واستطاع أن يوحد جميع المختلفين في الوطني بحنكته السياسية، وقال بعض قادة الوطني بالولاية فضلوا عدم ذكر اسمائهم إن الخلافات السياسية تحدث في جميع الأحزاب ولكن المؤتمر الوطني استطاع السيطرة عليها بحنكة قيادته. وأضافوا أن قادة المؤتمر الوطني بالولاية لهم مقدرة كبيرة لقيادة الحزب بالولاية بقيادة رئيس الوطني بالولاية الضو الماحي. وأشاروا للتحول الكبير الذي حدث في الولاية خلال وجود الضو والياً للولاية، وقالوا إنه شخصية تجد القبول والرضاء عند كل أهل الولاية. حسناً، انتهت زيارة نائب الرئيس للقضارف التي ودعته بأمطار غزيرة وتركت خلفها تفاؤلاً كبيراً إن كان على المستوى السياسي أو الاقتصادي لإحداث المزيد من التنمية والاستقرار وبداية صفحة جديدة للولاية الاقتصادية الأولى في السودان.