تناولنا بوهج سابق تحت عنوان: (الوالدان إن صلحا) واسمحوا لي عبر هذا الوهج أن أهمس للأمهات الفضليات بقضية مهمة تتعلق بأطفالهن الذين ما زالوا بمرحلة التعليم قبل المدرسي (الرياض)، وهي مرحلة خطرة جداً كما يعرفها اختصاصيو التربية حيث يعتمد الطفل في تعليمه على مسألة التلقين والتعرف على الأشياء من حوله بحاسة سريعة التأثير والتأثر ويكون فيها الطفل مدركاً لكل ما حوله من متغيرات وقد أظهرت بحوث جديدة أن الأطفال حتى الرضع، يفهمون الكثير من الكلمات ويقومون باستخدام المناطق الدماغية التي يستخدمها البالغون لمعالجة هذه الكلمات، هذا بالرغم من أنهم لا يمكنهم الكلام، وهذه الدراسة تقودنا لتنبيه مهم جداً للأمهات أن يحسن الحديث أثناء وجود الأطفال بينهم في المنزل أو في المناسبات العامة، ولتتأكدي عزيزتي الأم إن طفلك بادراك ووعي كامل وله قدرة فائقة في التعرف على أحاديث المنزل والنساء والخصوصيات. مسألة أخرى يجب أن تتنبه لها الأمهات أن الأطفال في هذه الفئة العمرية يتمتعون بخيال واسع ويكون شغفهم للمعرفة أكبر، وكثيراً ما يبادرون أو قل يباغتون الأمهات بأسئلة صعبة، وحرجة كأن يسأل عن كيفية رفع السماء بلا عمد أو عن الكيفية التي خرج بها من بطن أمه وغيرها من الأسئله، وأنبه هنا إلى ضرورة الوعي بهذه المرحلة حيث يجب الاعتراف أولاً بحق الطفل في المعرفة التي تتلاءم وعمره وعقله، وأحذر بشدة من خطورة تمليك معلومات غير صحيحة تم بناؤها على الاجتهاد، أو زجر الطفل وتخويفه من شاكلة هذه الأسئلة، فيتولد لدى الطفل الخوف وعدم الثقة والجهل، وأنصح في مثل هذه الحالات بالرجوع إلى مختص في علم التربية والنفس وعلم الاجتماع. لذلك عزيزتي الأم هناك أمور مهمة يجب التعامل معها بعلمية حتى تفرحي بطفلك وهو ناجح في كل حياته وهذا الأمر لن يتحقق ما لم تك تنشئته سليمة وباتباع مناهج التربية السليمة، وبحكم قراءتنا لواقع اليوم فإن هناك قصوراً معرفياً لكثير من الأمهات تناولنه معلمات الرياض في كثير من ورش العمل وأخبرتني مرشدة عبر رسالة مؤلمة تقول فيها إن هناك أطفالاً بالروضة التي تعمل بها يأتون لطابور الصباح وقد ارتدوا أحذيتهم بالمقلوب وأن زرائر القميص غير مرتبة، مما يشير إلى أن هذا الطفل لبس لوحده وهذا إهمال غير مقبول، وقالت إن بعض الأمهات لا يغيرن إفطار الطفل ويومياً يأتينا أطفال ونجد سندوتشاتهم ب (طعمية وكاتشب) فقط ومن الدكان، مما يضطر المعلمة لتغيير إفطاره باقتسامه مع آخر وفي ذلك خطأ كبير إذ يتوجب على الأم أن تعود طفلها تعدد المذاقات وتعد له وجبة متكاملة السعرات الحرارية التي يحتاجها كما أن طعمية بعض الدكاكين كما تعلمون يتم فيها استخدام زيوت التحمير لعدة أيام وهي بذلك تكون غير صحية بل أثبتت بعض الدراسات أن هذا الزيت مسبب للسرطان، وأخطر ما قالته المعلمة إن بعض الأطفال ينقلون ما يدور من حديث خاص جداً بين أبويهم لسوح الرياض ولذلك ننبه على ضرورة رفع الوعي لدى الأمهات والآباء معاً وأن تتم لقاءات من حين لآخر مع الأمهات لهذا الغرض. لم يقف الأمر والخطورة عند هذا الحد بل تعداه إلى أن بعض الآباء يرسلون أبنائهم إلى الكناتين والبقالات المجاورة لسكنهم بغرض جلب السجائر والتمباك وكأن بذلك يدفعونهم إلى جرعة تدريبية محكمة للتعاطي في المستقبل لهذه المكيفات الخطيرة ناهيك أن ذات الآباء يتعاطونها أمام أطفالهم الصغار بشراهة مما يجعلهم يتغمصون شخصيات آبائهم وأمهاتهم اللائي يتعاطين ذات المكيفات فلا تستغربوا أيها الأمهات والآباء حين ترد أمامكم هذه المشاهد والمناظر عبر أجهزة الإعلام المختلفة فأنتم السبب ولكنكم لا تعلمون.