إن الزواج من أمتع أنواع العلاقات الانسانية وفيه تكون المودة والمحبة والرحمة، وتشبع فيه اهم الحاجات الاولية برضا وقبول وتبريكات ربانية وقانونية واجتماعية فتتوفر فيه الطمأنينة والسكينة والأمان، ولكن كونوا أكثر وعياً بأنه مليء بالاختلافات المحفزة لحدوث خلافات بينكما ولتكونا واقعيين في إدراكها فلا تكونا مثاليين باحثين عن الكمال الزائف، فلا كمال إلا لله، فرغم وردية الحياة التى تتخيلونها فى فترة الخطوبة إلا ان فيها جوانب غائبة لا ترونها ولن تتكشف لكم إلا بعد الزواج والتفاعل اليومى مع الآخر مهما طالت فترة الخطوبة او المعرفة. عادات العزوبية من اهم مشكلات العلاقة الزوجية فهى تنمو بتضجر وسخط وتنتهى بأزمة بعد الزواج نتيجة التراكمات، ان العادات اليومية بين الزوجين لها علاقة بالدور لكل زوج فمثلاً الشاب الذى اعتاد على ان يصحو من نومه ويترك فراشه مبعثرا «الغطاء الملاءة» والمكواة على السرير وكوب الشاي تحت التربيزة وملابسه على الارض ودولاب ملابسه مفتوحا والمشط والفرشاة على السرير ثم تأتى أمه لتجمع كل تلك الفوضى وهى تردد بابتسامة «الولد المبهدل دا» يأتي هذا الشاب ان أتى عصراً ليتناول غداءه ويترك الصينية فى مكانها ثم يغادر البيت ليتسامر ويتواصل مع اصدقائه حتى يعود متأخرا !!! لا أحب الكلام الكثير لا أحب المواعيد والتقييد أحب حذائي تحت السرير... الخ. نفس السلوك تفعله الشابة وبنفس الفوضى وعندما تعود من مدرستها او جامعتها او عملها لتنام ثم تصحو لتتناول ما اعتدته امها ثم تذهب لمشاهدة التلفزيون او الجلوس على الكمبيوتر او الموبايل او تسترخى على السرير بخمول واخيراً تنام فى أقرب مكان لها كيفما شاءت ووقتما شاءت!! لا تحب الصوت العالى لا تحب الأكل بصوت لا تحب مزيل العرق.. الخ. المفاجأة ايها الشباب هذا النظام وتلك العادات لا تصلح لما بعد الزواج، يجب ان تنضجوا ويرتفع مستوى الوعى لديكم بحجم المسؤولية والتغيير حسب متطلبات المرحلة الجديدة، والمقاومة فى هذا ستعرضكم مستقبلا الى تهديد للعلاقة، فأنت ستضيف لك شخصا آخر تتقاسم معه الحياة فى بيت واحد أصبح لك زوجا وليس أما تجمع الفوضى بابتسامة ولا خادمة تنتظر تلقى الأجر آخر الشهر، انه شريك آخر له دور معين من الممكن ان يجاملك ولكن ليس دوماً ولا فرضاً يعاقب عليه. كان رسولنا الكريم يتولى أمور نفسه فى بيته يقصف نعله ويرقع ثوبه ويساعد أهل بيته، وكذلك السهر خارجاً ليس مطلوب منك ان تلتصق به وتلغي نفسك واجتماعياتك فكثرة الالتصاق تسبب الملل ولكن امسك العصا من الوسط فلا هجر ولا إهمال، وتذكر انك لم تعد ابناً مسؤولين عنك الآخرون ولا عازباً تلهو كيفما ووقتما تريد، أصبحت كبيرا مسؤولا عن آخر ودعوا عنكم عادات العزوبية.. ياعرسان.. يتبع.