٭ كثيرة هي الصور المقلوبة التي دائماً نطلق عليها المظاهر السالبة، ولعل أخطر ما في تلك الصور هي مسألة التعويد والتعود على النظر إليها دون أن تحرك فينا ساكناً وتصبح بمرور الزمن وكثرة التكرار «عادية»، أي تنطبع في الأذهان بأنها مظهر طبيعي، بل تمتد أحياناً إلى أنها مظهر حضاري، وحتى لا أفصل في التوصيف والسرد كثيراً فإني أضع بين يدي القارئ الحصيف بعضاً من هذه المظاهر، ونحاول جاهدين أن ننظر إليها بمنظور قيمي أي مستمد من القيم والموروث، ومنظور آخر تقويمي بغرض وضع الصورة المقلوبة في وضعيتها الصحيحة. ٭ وأول هذه المشاهد والصور المقلوبة هي ما يحدث في مناسباتنا العامة خاصة تلك التي تقام بالأندية والصالات وحتى التي بمنازل الأسر الكريمة، حيث تحولت تلك المناسبات لواحدة من الصور البذخية المستفزة، وصرنا نسمع بما يعرف بحنة العروس في الصالة التي غالباً ما تكلف ملايين الجنيهات، وهنا يحق للسيدات أن يتبرجن كما شاء لهن، وأن يفعلن ما يحلو لهن، مع غياب الرجال.. طبعاً بتاع الساوند والعازفون وسائقو المركبات لا يحسبون وقتها مع الرجال.. وتجوز هذه الحفلات البذخية لهؤلاء النظر لما هو محرم، وعلينا أن نتضافر جميعاً لمحو مثل هذه المفاسد التي من شأنها كذلك إهدار المال، وعلى الأمهات الفضليات والآباء والأخوات الكريمات ألا يتمسكوا بمثل هذه البدع وأن يجعلوا من الزواج مناسبة للتقرب لله لا البعد عنه بالمعصية. ٭ مشهد آخر يعتبر من المشاهد المقلوبة، وارجو ان تسمحوا لي بتناوله بكل شفافية، وهو مسألة شراء حواء السودانية لأغراضها الخاصة دون حياء، ومن شباب البوتيكات.. وبالمقابل تجد سيدات يعملن في بيع أغراض الرجال الخاصة.. وهذه صورة أخرى يمكن إضافتها لقائمة الصور المشوهة والمقلوبة.. وليت القائمين بأمر المحليات يبتكرون أساليب جديدة لتنظيم أسواق خاصة بالسيدات وإن كانت معظم بنات حواء بلا خجل. ٭ ونعرج بكم إلى مشهد آخر من المشاهد السالبة والخطرة، وهي أن ترى امرأة او فتاة مع رجل وإن كان زوجها وهما على دراجة بخارية «موتر».. أولاً هذا المشهد غير الحضاري قد يعرض الاثنين لحادث سير خطير، بحيث تكون وضيعة المرأة من خلف الرجل ونصف جسمها بجانب واحد يفقد الموتر توازنه عند الانحراف يميناً او شمالاً، هذا اذا سلمت خيوط واجزاء من ملابسها من الالتفاف حول الاطار الخلفي للموتر، وأملنا أن يعي الشباب والشابات هذه المسالة التي باتت تتكرر يومياً بشوارع العاصمة. ٭ ومشاهد أخرى نلاحظها بالشارع العام والكافتيريات السريعة بالاسواق، وذلك عندما تجد مجموعة من الشباب وهم يجلسون بلا خجل أو حياء متقاربين وكأنهم يجاهرون بالمعصية علانية ويتبادلون الضحكات والقهقهات، وزي الشباب اقبح من زي الفتيات والعياذ بالله، ومثل هذه الحالات لا نستطيع قول شيء عنها سوى الدعاء لهم جميعاً بالهداية والصلاح. ٭ ونهدف من وراء كل ما نكتب إلى الإصلاح، ونسأل الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد أن يصلح حالنا لما فيه خيرنا، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم.