بما أن الواجبات الصحفية تحتم على قائد الرأي العام أن يملك القارئ معلومات المعرفة والإخبار والتنوير بما يدور من حوله وتسليط الضوء على مكامن القصور بغرض معالجتها، عليه أيضاً أن يعكس الصور الجميلة والمشرقة لتعميم تجربتها وتعزيز استمراريتها، ففي «وهج الأمس» تناولنا عدداً من الصور المقلوبة والمشوهة، ويتوجب علينا مواصلة الحديث حول الصور المشرقة، وأول هذه المشاهد هو اختفاء الصور التي تناولناها بالأمس ونضيف عليها مشاهد غاية الروعة والجمال، وفي ذلك نظرة تفاؤلية نتمنى أن تدوم رغم المقولة السائدة «دوام الحال من المحال». ونبدأ بالصورة المشرقة التي نقلتها وسائل الإعلام حول انتخابات الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، والتي خرجت بمظهر راقٍ يدل على ان قادة الرأي العام هو الطبقة المستنيرة التي تعزز قيم الفضيلة وتعليم الناس من خلال وسائلهم الإعلامية، ببث الرسائل التي من شأنها رفع مستوياتهم الفكرية ومعالجة قضاياهم اليومية، كما أن تجمعاتهم امس دلت على حرصهم على ممارسة حقهم الدستوري والقانوني لاختيار نقيبهم واعضاء المكتب التنفيذي بحرية تامة وبكامل الهدوء. صورة أخرى من الصور المشرقة ننقلها من وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة خلال جولة ميدانية تفقدية لعدد من المنشآت التدريبية الشرطية شملت معسكر الرويان للتدريب الخلوي، معسكر الشهيد إبراهيم شمس الدين، ومعسكر النسور ومدينة الهدى الإصلاحية، حيث وقفوا على البيئة التدريبية والتطور الذي شهدته الشرطة في مجال التدريب والتأهيل ورفع القدرات، وهي جولة نوعية تمثل إضافة حقيقية لتعزيز الأمن والاستقرار بكل ربوع البلاد وهي مقبلة على مرحلة انتخابية تتطلب مثل هذا الجهد المقدر من وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة. صورة جميلة وخضراء تسر الناظرين عادت على امتداد الشريط النيلي في كل من الجريف وسوبا غرب وتوتي، وذلك بعد قرار أصدرته لجنة محلية الخرطوم بإيقاف مزاولة العمل بكمائن الطوب الأحمر، والصورة كانت مشوهة لما تسببه الكمائن من تردٍ للبيئة بالمناطق السكنية، فضلاً عن مزاولتها للعمل دون تراخيص. الصورة التالية سأجعلها تتحدث عن نفسها من خلال هذا الخبر الذي أوردته «الإنتباهة» في عدد الأمس: نفى وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر، نقل الحوار إلى منابر خارجية، وتوقع سعد في تصريحات صحفية عقب اجتماع لآلية «7+7» أمس الأول، صدور عفو رئاسي عن كل المعتقلين، وهذه الخبر جمع بين الحكمة السياسية وقوة الإرادة السودانية بأن يكون حوارهم داخل «الحوش»، وفيه من السماحة والعفو ما يقود لأجواء وفاق طيبة تظلل بلادنا بالأمن والاستقرار والمحبة.