مشهد يتكرر يومياً في الشارع العام وأمام المنازل والمدارس، ولعل كثرة تردده وتكراره جعلت منه مشهداً طبيعياً لا غبار عليه، وهو مشهد بتفاصيل خطيرة تحتاج لمراجعته وإعادة النظر حوله لما له من أهمية تتعلق بسلامة الأطفال وهو على ترحيل المدارس الذي صار أحد مقومات العملية التعليمية، فالترحيل سادتي له جانبين مهمين لا بد من التركيز على وجودهما بالصورة المثلى، الأولى هي من الذي يحمل أطفالنا من منازلنا لمدارسهم ومن ثم العودة بهم إلى ديارهم سالمين، وهذه لنا فيها حديث مفصل، أما الجانب الآخر هو كيف يتم ترحيل هؤلاء الصغار وبأي مركبة، وهذ ما نحاول جاهدين الحديث عنهما بتفاصيل. بالنسبة لغالبية أطفال الرياض (التعليم غير المدرسي) فإنهم يحرصون على وجود مشرفة للترحيل وهذا من شأنه أن يوفر الكثير من السلامة للاطفال، أما مدارس الأساس فاننا نلاحظ أن معظم التراحيل تقوم بالمساهمة الشهرية لمركبات مستأجرة من السوق أو هي في الأصل تعمل على التراحيل ضمن عملها في المواقف والمشاوير الخاصة، فينضم إليها الأطفال بواسطة أولياء أمورهم وهي مركبات بلا إشراف تربوي وكثيراً ما نجدها بلا ضابط لقائدي مركبات التراحيل وبلا تراخيص من السلطات للعمل في هذه الشريحة المهمة، فالسائق هنا يكون مسؤولاً مسؤولية تامة عن سلامة الأطفال وسلوكهم مما يتطلب سائق بمواصفات عالية من الأخلاق والمسؤولية. ولكم قصة واقعية يرويها أحد أولياء الأمور حدثت لطفلته بالترحيل وكانت نائمة دون أن ينتبه لها السائق وقام بتوزيع الأطفال لمنازلهم دون أن يراجع حافلته بالداخل إلى أن ذهب إلى منزله وأوقف عربته بخارج منزله ودخل لينام دون أن يتوقع أن هنالك طفلة ما زالت نائمة ولم ينتبه لها إخوانها الذين ذهبوا لمنازلهم، فهلعت الأم، واتصلت بالوالد الذي اتصل بصاحب الترحيل الذي أكد له أن ابنته نزلت مع إخوتها وعندما طلب منه مراجعة الحافلة التي تقف بالخارج تفأجأ بالطفلة نائمة فأمثال هؤلاء لايصلحون للعمل بترحيل الأطفال فمن كان يتحمل مسؤولية هذه الطفلة إذا حدث لها أي شيء أو إذا استيقظت قبل أن يفقدها أهلها ربما عرضت لصدمة نفسية يصعب امتصاصها وعلاجها. لذلك لا بد من التنسيق بين المدارس ومجالس الآباء والمرور وحماية الأسرة والطفل لوضع معايير ومواصفات للترحيل وللسائق معاً وأن تمنع الركشات حتى نحمي أطفالنا من المخاطرة فكثير من الأطفال راحوا ضحايا نتيجة سوء اختيار الحافلات أو عدم تمرس السائق وحتى لا يحدث مكروه من حوادث للأطفال كتلك التي حدثت لأحد الأطفال وقد دونتها سجلات الشرطة فقد سقط طفل على الأرض بسبب تحرك السائق قبل نزوله مما عرضه لإصابات ولولا عناية الله ولطفه لفقد حياته جَراء إهمال هذا السائق وعدم تقديره للأمور. ويتطلب من أجل الحفاظ على سلامتهم أن تكون المركبة بذات المواصفات العالية الجودة من حيث الترخيص والحالة العامة والفرش وتأمين المنافذ والأبواب، وأن يكون السائق منضبطاً في مواعيده وملتزماً بالسعة الركابية للتلاميذ فلا يعقل حمل (15) طفلاً على متن مركبة أمجاد، وهذا إن دل إنما يدل على جشع مرده التكسب السريع والقاعدة الذهبية ألا نولي أمر أطفالنا لسائق جشع مهما كانت الأسباب، اللهم أحفظ أطفالنا من كل سوء.