احتل المنتخب السوداني المركز الأخير في تصفيات مجموعته بفقدانه لست نقاط بعد خسارته عصر أمس من الكونغو بهدفين دون مقابل نتجا من ضربتي رأس على مدار الشوطين، ورغم ان السودان قد ظهر بشكل افضل من مباراة جنوب افريقيا إلا ان مشكلته لا زالت في ضعف التغطية في الكرات المعكوسة وإضاعة الفرص وعدم وجود جمل تكتيكية لخلخلة الدفاع وفتح الثغرات للوصول للمرمى.. ورغم انه بحسابات الكرة لا زالت فرص السودان قائمة في التأهل إلا ان احتمالات فوزه في كل أو بعض المباريات تبدو ضعيفة لأنه الفريق الوحيد الذي دخلت مرماه خمسة اهداف ولم يحرز هدفاً واحداً ولذلك فان الخروج من النهائيات هو المؤكد في ظل الأداء السيء والمستوى المتردي.. وكان أسامة عطا المنان امين خزينة الاتحاد والمشرف على المنتخب قد قدم اعتذاره للشعب السوداني بعد هزيمة جنوب افريقيا القاسية، وقال خذلناكم كاتحاد ولاعبين وجهاز فني ونتمنى ان نعوضكم في قادم الأيام.. وما ذكره اسامة عطا المنان من خذلان للشعب السوداني بهزيمة كبيرة هو اعتراف صريح بالفشل كنا نتوقع ان تتبعه استقالة الاتحاد العام الذي تجرعت المنتخبات في عهده هزائم كبيرة وغير مسبوقة امام اثيوبيا التي هزمت المنتخب وأبعدته من الوصول لنهائيات البطولة الافريقية وامام الصومال الدولة الفاشلة التي لم تتوقف فيها الحرب منذ اكثر من 25 عاماً فضلاً عن الخطأ القاتل الذي ارتكبه الاتحاد باشراك مساوي المطرود في مباراة زامبيا في البطولة الافريقية امام نفس المنتخب في تصفيات كأس العالم والتي خسر السودان نتيجتها بسبب الشكوى التي تقدمت بها زامبيا..! وانطلاقاً من هزائم المنتخبات المتواصلة وفشل الاتحاد في تطوير بطولة الممتاز التي تعتبر الاساس في الارتقاء بمستوى اللعبة لأن قوة المنتخب من قوة البطولة الكبرى, كنا نتوقع ان يتحمل الاتحاد مسؤولية الخيبة والفشل والتردي بتقديم استقالته ولكنه لم يفعل لأن ثقافة الاعتراف بالفشل والاستقالة ليس لها مكان في قاموس هذا الاتحاد المليء بالهزائم القاسية والمريرة في بطولات الكاف والاتحاد الافريقي..! رغم الهزائم.. الاتحاد يطالب بتنظيم بطولة افريقيا..!! قال بعض المسؤولين في الاتحاد العام انهم سيتقدمون بطلب للاتحاد الافريقي لتنظيم بطولة الأمم الافريقية القادمة في 2017م رغم التدهور المريع في مستوى الكرة السودانية وعدم وجود بنيات اساسية وضعف الامكانيات المادية للاتحاد والأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة والتي لن تتمكن من توفير عشرات المليارات لتشييد وتأهيل الاستادات وتوفير الاقامة والتغذية والترحيل في بطولة سيخرج منتخبنا من دورها الاول لتفشل فنياً وجماهيرياً ومادياً بعد خروج الدولة المستضيفة للبطولة والتي لا تملك امكانيات التنظيم من فريق قوي واستادات حديثة ووسائل ترحيل برية وجوية وبرامج مصاحبة تعكس حضارة وثقافة البلد.. ورغم عدم وجود هذه المقومات تصر قيادات الاتحاد على تنظيم البطولة الافريقية القادمة لأسباب تتعلق بتأمين مواقعهم القارية والدولية وليس لمصلحة الوطن التي ليس لها اي اعتبار لديهم..!! «500» مليون ضاعت سدى..!! سافر المنتخب الوطني قبل مباراته مع جنوب افريقيا لزامبيا لاداء مباراة تجريبية للاحتكاك واكتساب اللياقة البدنية والذهنية للمباريات ورغم ان المباراة قد كلفت اكثر من 500 مليون إلا انها لم تقدم اية فائدة للمنتخب الذي تلقى هزيمة ثقيلة بعد ان ظهر بمستوى متواضع.. واعتقد ان المبلغ الذي صرف على هذه المباراة كان ينبغي ان تتم الاستفادة منه في اي مجال رياضي آخر لانه لم يقدم للمنتخب اية فائدة سوى ارهاق اللاعبين بسفرية طويلة قبل عدة أيام من مباراة جنوب افريقيا والتي خسرنا فيها النتيجة والمال والسمعة الكروية لبلادنا التي تمرمطت في أوحال الهزائم بسبب تخبط الاتحاد وفشله في وضع اي برامج لتطوير اللعبة..!