بثت فضائية الخرطوم أمسية الجمعة الماضية برنامج (نوافذ شرطية) الذي تعده شرطة ولاية الخرطوم، وقد شهدت الحلقة التي اعتبرها مميزة في طرحها وفكرتها التي يقوم عليها البرنامج التوعوي، ومعروف أن للعمل التلفزيوني المشاهد خصائص تميزه عن بقية الوسائل الإعلامية لتعامله مع حزمة من المسموعات والمرئيات البالغة التأثير، فقد عرض البرنامج من خلال حلقته الثانية أهم إنجازات شرطة الولاية وتناول أكبر حدث شغل الرأي العام مع تركيز كبير لمجهودات شرطة أمن المجتمع خاصة في مجال مكافحة الخمور وتمكنهم من القضاء على (مرتع) في جزيرة تكونت بفعل الفيضان، كل هذه المشاهد تعد واحدة من أساليب الإقناع والتشويق التي تشد المشاهد وتلفت انتباهه وتمنحه الثقة الكبيرة في قوات الشرطة، وتحيطه بما يدور حوله من مخاطر، وبالتالي رفع وعيه الأمني، كما تناول البرنامج مسألة مهمة للغالية أحسب أنها من أفضل الفقرات وأهمها وهي بلاغ لطالبة جامعية وهي مقيمة في داخلية قامت بإحباط سرقة وهي تشاهد تفاصيلها من على البلكونة فاتصلت على الرقم (999) وظلت على تواصل مع حكمدار الدورية إلى أن تم القبض على الجناة وهم متلبسون، هذا المشهد وهذا البلاغ يعمل على تجسيد النظرية الذهبية (الأمن مسؤولية الجميع) وهو سلوك يشير لوعي عالي لهذه الطالبة. الإعداد الجيد الذي سبق فقرات البرنامج ساعد في إيجاد مادة إعلامية ملفتة وجذابة فالفقرات حوت على نصائح إرشادية ومعرفية من خلال الأعمال الميدانية والتصريحات الرسمية كما عالج قضية الدجل والشعوذة بأسلوب درامي فكاهي كسر رتابة المشاهدة كل هذه العناصر جعلت من البرنامج نواة لعمل إعلامي متقدم يلبي تطلعات القائمين بأمر التوعية ويساهم بقدر كبير في رفع الحس الأمني للمواطن وبالتالي مكافحة الجريمة من خلال الوعي والتبصير بمخاطر الجريمة وانتشارها. فالرسالة التي يحملها البرنامج رسالة يحتاجها المجتمع وتحتاجها الشرطة أيضاً لإبراز جهدها مما يعزز العلاقة بين المواطن والشرطة وإيجاد صورة ذهنية طيبة للمواطن الذي يعول عليه كثيراً في إدارة العملية الأمنية. نلاحظ أيضاً أن البرنامج قدم مادة إعلامية ساهمت في مسألة مهمة وهي دحض الشائعات ذات الصلة بالعمل الأمني وهو ما يتطلب جهداً وسرعة ودقة متناهية في التعامل مع الأحداث؛ مع إظهار الحقائق والالتزام بالموضوعية، ومعروف أن للشائعات إمكانية في إحداث أثر سلبي في المجتمع. لذلك أتوقع أن يجد هذا البرنامج نجاحاً ورواجاً ومتابعة من قبل المجتمع الذي ادعوه أن يتابع هذه الحلقات أمسية كل جمعة عبر فضائية الخرطوم التي تبثه في تمام العاشرة، وبلا شك سيتناول البرنامج العديد من القضايا والملفات الأمنية المتعلقة بالمخدرات وأثرها، والجرائم الإلكترونية من خلال التركيز المستمر على جهود التوعية للمواطنين بهذه الجرائم وسبل الوقاية منها من جانب، وإبراز أنشطة وجهود الشرطة بولاية الخرطوم في مكافحتها والسيطرة عليها، مع التركيز على أهمية الشراكة المجتمعية في مكافحة الجريمة، والاستعانة بالنظم والتقنيات الحديثة التي تتيح تعزيز هذه الشراكة وتطوير آليات التواصل مع كافة الفئات والفعاليات المجتمعية. ختاماً لا بد لنا من شكر للقائمين بأمر هذا العمل المييز وعلى رأسهم سعادة الفريق محمد أحمد علي مدير شرطة الولاية وفريق العمل الإعلامي بشرطة ولاية الخرطوم وأسرة البرنامج الذي يخرجه المبدع عادل ضيف الله.