وسط عدد كبير من الصحفيين والمهتمين بأمر الثقافة والفنون أمثال الفنان الكبير صاحب الصوت الجميل والقدر العالي من التطريب محمد ميرغني والشاعر المرهف أزهري محمد علي مدير قناة قوون الفضائية والأستاذ الأديب عبد الله الطاهر مدير قناة ساهور، وسط هذا العدد الكبير من الاقلام المهتمة بالفن والثقافة وبقاعة منتزه الاسكلا المطلة على النيل الأزرق انعقد المؤتمر الصحفي لمنتدى الاسكلا الثقافي الذي تحدث في بدايته الأستاذ عوض أحمدان عن دور وأهداف ورسالة المنتدى الذي نبعت فكرته من مجموعة من أصدقاء معتصم الحاتي صاحب المنتزه الذين اقترح أحدهم ضرورة الاستفادة من المساحات الخضراء الكبيرة لاقامة منتدى ثقافي في هذا المكان الجميل الذي يتيح موقعه لكل من يودون المشاركة في لياليه أن يصلوا إليه بكل سهولة من مختلف أنحاء العاصمة، وبعد إجازة الفكرة تم الاتفاق على تكوين لجنة تمهيدية تتولى هذا العمل لحين انتخاب لجنة تنفيذية من أهل الفن والأدب والثقافة والرياضة والإعلام لأن أهل مكة أدرى بشعابها، وقال إن اللجنة قد اتفقت أن يكون المنتدى مختلفاً في شكله ومضمونه من كل المنتديات السابقة وأن يهتم بإنصاف المبدعين في كل المجالات وأن يعمل على التذكير بتاريخهم وعطائهم حتى لا تطوى سيرتهم في عوالم النسيان وأن يناقش المنتدى كل قضايا الفن والثقافة بمنطق وموضوعية وأن تكون هناك شراكة حقيقية بين المنتدى والوسائط الإعلامية لتوضح أبعاد التجربة وإثرائها بالنقاش والنقد الهادف، ثم أعلن الأستاذ عوض أن تدشين المنتدى الثقافي سيكون بخمس ليالي للفنان خالد الصحافة باقتراح من اللجنة التمهيدية من بينها ليلة للمديح والطنبور والحقيبة وأغاني كبار الفنانين والأغاني الخاصة. وكان أول المتحدثين بعد فتح باب الأسئلة والمداخلات صاحب الروائع الأستاذ محمد ميرغني حيث أشاد بفكرة منتدى الاسكلا الثقافي ودوره ومسؤوليته في دفع وتطوير عجلة الفن والثقافة في بلادنا، كما أشاد بدور الصحافة في إنجاح المنتدى وبخالد الصحافة كفنان مبدع وملتزم بتقديم فن جاد ثم طرح الاستاذ محمد ميرغني آراء شجاعة وجريئة حول اقتحام أعداد هائلة من الشباب لمجال الغناء وهم لا يملكون مقومات الفنان من موهبة الصوت الجميل والإبداع والذين تسلط عليهم الأضواء لمجرد ترديدهم لأغاني كبار الفنانين من الأحياء والراحلين، في حين يوجد شباب مبدع لا يلقى غير التجاهل والإهمال. وطالب بالاهتمام بالمبدعين الحقيقيين الذين يقدمون فنا راقيا. وانتقد بعض الأقلام الفنية وحملها مسؤولية تردي الفن وتخريب التراث الذي هو تخريب لضمير الأمة، ودعا في ختام مداخلته لاختيار الشعراء والأدباء والفنانين والصحافيين لأن العمل في المنتدى مسؤولية كبرى يفترض أن يتبوأها من يملك الكفاءة والمقدرة. الأستاذ أسامة حمزة من إذاعة المساء قال: نتطلع لمنتدى جديد ومختلف بعد أن غابت فكرة الثقافة الحقيقية في بعض المنتديات والتي عانينا منها كثيرا لعدم وجود الأجواء الصحية لإحضار أسرنا، وأبدى أسامة استعداده لنقل فعاليات المنتدى بشكل دائم. الأستاذ عبد الله الطاهر مدير قناة ساهور رحب بميلاد منتدى الاسكلا بشروط ألا يكون نسخة من الآخرين وطالب بألا يتحول المنتدى إلى محكمة فكرية وثقافية للمبدعين وأن تكون هناك دوائر متخصصة تناقش كل مشكلات الثقافة بموضوعية وتجرد. الأستاذ أزهري محمد علي مدير قناة قوون قال إن الاحتفال بافتتاح منبر جديد للثقافة هو أمر جدير بالاحترام، وقال المنتدى ليس فعلا استثنائيا ولكن الاستثنائي هو أن يحدث التغيير المنشود في المجتمع، وأضاف أن الثقافة إذا لم تؤثر في سلوك الناس ليست لها قيمة لأن الثقافة هي الأخلاق وأزمة السودان هي أزمة ثقافة وبالتالي هي أزمة أخلاق وإذا جاز لي أن أعلق على ما دار في المؤتمر الصحفي لمنتدى الأسكلا كعضو في اللجنة التمهيدية أود أن أؤكد أن فكرة هذا المنتدى قد تم قتلها بحثاً على مدى عدة أشهر حتى تقدم عملاً جديداً ومختلفاً ومتميزاً ولا تكون صورة مكررة أو مشوهة للمنتديات الكثيرة التي تقام في أماكن مختلفة مع كامل الاحترام لجهد القائمين على أمرها، ولذلك فإن التخوف من عدم التفرد والتميز لن يكون وارداً في ظل حرص كل أعضاء اللجنة على أن يكون المنتدى مختلفاً في كل شيء عن التجارب السابقة. اختيار اللجنة التمهيدية للفنان خالد الصحافة لتدشين المنتدى بخمس ليالي لم يكن مجاملة له كعضو في اللجنة التمهيدية بل كان عن قناعة بأنه فنان متعدد المواهب ويقدم كل ألوان الغناء على اختلاف الأماكن والأزمنة فضلاً عن أنه يقدم فناً راقياً في ألحانه وكلماته بعيدا عن الهبوط والإسفاف ولذلك كان اختياره لحفلات التدشين وحده كتجربة فريدة لتتاح الفرصة لبقية المبدعين من الفنانين في المنتديات القادمة مع الاحترام الأكيد لمقترح الأستاذ ياسر عائس بإضافة بعض الفنانين في تدشين المنتدى. لن يتحول المنتدى لمحكمة فكرية وثقافية لأن ذلك ينسف الفكرة من أساسها والتي تقوم على تخليد ذكرى المبدعين في كل المجالات وتكريمهم ترسيخاً لقيم الوفاء لكل من كتب شعراً وأدباً أو قدم غناء أو لحناً أو رسم لوحات فنية أثرت وجدان الناس أو مارس دوره كصحافي في النقد الهادف البناء أو عكس ما يدور في المجتمع بأمانة وشفافية فنحن نسعى للاحتفاء بالمبدعين وتحفيزهم لمزيد من العطاء والإبداع وليس لمحاكمتهم على معاناتهم وتضحياتهم في تقديم إنتاجهم للناس. المنتدى لن يتحول إلى حفلات غنائية وأماكن للقاءات العاطفية والمداخلات غير الموضوعية الذي تخوف منه الأستاذ هيثم كابو، بل سيكون منتدى محترما في كل ما يقدمه من فن وإبداع ليكون ملتقى للأسر تقضي فيه أجمل الأوقات دون أي مضايقات أو خروج على الأدب والذوق. أكد معتصم الحاتي صاحب كازينو الأسكلا في كل الاجتماعات التمهيدية أن المنتدى لا علاقة له بالربح أو العمل التجاري، بل الهدف زيادة الوعي والاستنارة بما يقدمه من مواد ثقافية وفنية بل أن الأسكلا ستتحمل كل التكاليف لإيمانها وقناعتها بضرورة مساهمة هذه الأماكن العامة في تقديم جرعات ثقافية للناس بدلاً من التركيز على جني الأرباح. نتفق تماماً مع الأستاذ أزهري محمد علي بأن تلعب الجرعات الثقافية التي يقدمها المنتدى في إحداث التغيير المنشود في المجتمع والإرتقاء بذوق الناس وتعميق القيم الأخلاقية.