تمثل إنتاجية التمور بالولاية الشمالية واحدة من عماد اقتصاديات دعامة الأسر، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة والمضطربة في كثير من الأحيان، كما تعتبر إنتاجية التمور ركيزة أساسية لرب الاسرة يلجأ إليها في الملمات ويحقق بها الطموحات وكثير من الاغراض، ويواجه بها نوائب الدهر صدقاً لحديث الرسول الكريم «ما جاع أهل بيت فيه تمر».. وانطلاقاً من هذه المعاني وقريباً من تلك المعادلات المتعلقة بعمليتي العرض والطلب وعملية التسويق فقد شهدت الولاية الشمالية ومنذ ثلاثة أعوام، مشاكل متعددة فيما يتعلق بإنتاجية التمور هددت عرش هذا المحصول خاصة بعد اتجاه العديد من المزارعين لزراعة الموالح والإكثار من عملية الزراعة البستانية.. فقبل ثلاثة اعوام ضربت الولاية آفة حشرية متعلقة بانتاج البلح سميت وقتها بآفة «الكرمشة» حيث تصيب حبات البلح ب«الكرمشة» وبذلك تقلل من انتاجيته، ما جعل الجهات المسؤولة تجتهد مع المزارعين لتلافي هذه الافة ومعالجتها والتي اقتصرت على اهمية التسميد والنظافة.. ثم في العام الذي يليه شهدت مزارع الولاية انتاجية عالية من هذا المحصول، بينما تحسر مزارع الولاية على هذه الانتاجية عندما وجد ان محصوله لا قيمة له عندما هبطت اسعاره بصورة كبيرة، حينما اندلعت الحرب في جنوب السودان بين الاطراف المتنازعة في تلك الدولة الوليدة، وكذلك مشاكل الحروبات المتعددة في ولايات دارفور المختلفة .. ولا يزال كثير من المزارعين يحتفظون بمحصولهم من العام الماضي نتيجة للاسعار المتدنية له.. ثم شهد هذا العام ومع بداية الانتاج انخفاضاً في عملية الانتاج مع تذبذب اسعاره ليواجه مزارع الشمالية صنوفاً من المشاكل دون تدخل من الجهات الرسمية أو الدوائر الاقتصادية لاخراج المزارع من هذه الدوائر المغلقة. إلى ذلك فقد شهدت الولاية نهاية الأسبوع المنصرم افتتاح بورصة التمور بمحلية الدبة عند منطقة «الملتقى» وذلك بحضور والي الشمالية الدكتور ابراهيم الخضر ووزير الاستثمار جعفر عبد المجيد والمستثمر الاماراتي وصف اديب رئيس ادارة شركة «الشمس الاماراتية» بالاضافة الى معتمد محلية الدبة عصام عبد الرحمن ..الى ذلك فقد وضع الاحتفال جملة من المعالجات كما اطلقت من خلاله مجموعة من الوعود التي ينتظرها مزارع الشمالية على احر من الجمر لانزالها على ارض الواقع.. وتأكيداً لما ذهبنا اليه فقد اوضح المهندس محمد خير حسن رئيس جمعية فلاحة البساتين، ان العام الماضي شهد ركوداً في اسعار التمور مطالباً الجهات الرسمية بتخفيض الضرائب والجبايات على المزارعين، من جانبه اوضح معتمد الدبة عصام علي عبد الرحمن ان البورصة التي تم وضع حجر الاساس لها، عبارة عن عنوان كبير تندرج تحته مجموعة من المنافع لصالح مواطن المحلية والولاية واضاف «نبشر المواطنين بدخول عدد من الشركات العاملة في مجال الاستثمار، مشيراً الى ان البورصة ستوفر فرص عمل لابناء المحلية، مضيفاً ان قيام البورصة بالمحلية سيصاحبه انشاء مصانع لتجفيف وتعليب التمور»، من جانبه اوضح المهندس ابراهيم علي احمد رئيس شركة «منيليوم» العاملة في مجال البورصة، ان عمل البورصة سيتركز على عمليتي «التخزين والتسويق للتمور»، كما اوضح عبر رسم توضيحي كيفيه عمل البورصة مؤكداً ان مصالح البورصة لا تتعارض مع مصالح المزارعين، مشيراً الى انها ستساعد على عملية تشجيع الصادر.. الى ذلك فقد دعا المهندس وصف اديب مدير الشركة الاماراتية، دعا الى العمل سوياً لكسر الحواجز التي وضعها الاستعمار البغيض بين الدول واضاف «اننا نعمل في شراكه فاعلة مع حكومة الولاية عبر الاستثمار الزراعي وانشاء المصانع التحويلية، مضيفاً ان البورصة تمثل نقلة نوعية لاوضاع المزارعين المعيشية»، من جابنه عدد وزير الاستثمار بالولاية جعفر عبدالمجيد مزايا البورصة والتي وصفها بانها ستساهم في رفع اسعار التمور والفاكهة بالولاية، كما تساهم في رفع دخل المزارع، مبيناً ان الولاية مقبلة على عدد من المشروعات الاستثمارية في مجالات «الزراعة والصناعة والسياحة»، مضيفاً ان الاتفاق الذي تم بين الشركة وحكومة الولاية يمنح مواطن الولاية الحق فيما يتعلق بالعمالة، الى ذلك فقد ابدى والي الشمالية الدكتور ابراهيم الخضر ارتياحه للشراكة الاماراتية مع حكومة الولاية واعداً جماهير الولاية ببشريات تتعلق بقيام البورصة والتي منها رفع اسعار التمور، وانشاء عدد من المشروعات المصاحبة والتي منها انشاء فندق استثماري بالمحليه وكذلك انشاء ثلاجات لمبردات الخضر والفاكهة بالاضافة قيام مصنع لتغليف التمور.