في كل يوم جديد يؤكد هيثم مصطفى ان حب الهلال وولاءه له سيبقى في دواخله الى الابد بنفس قوته وعنفوانه ولن يضعف أو يتغير بسبب حملات الهجوم الشرسة التي لم تتوقف يوماً خلال ما يقارب العامين أو بسبب الظلم الفظيع الذي تعرض له بشطبه من الهلال لتصفية حسابات شخصية وليس لضعف مستواه الفني وعدم القدرة على العطاء والتي لم تكن في يوم من الأيام موضعاً للشك أو الخلاف خلال السبعة عشر عاماً التي قضاها في الهلال لاعباً وكابتناً وقائداً وظف كل امكانياته وقدراته وعلاقاته في حل مشاكل زملائه اللاعبين ودعم صفوف الفريق بأفضل النجوم والذين كان آخرهم نزار الذي أصبح اليوم واحداً من أعمدة الهلال وركائزه الأساسية.. سقت هذه المقدمة بمناسبة الاتصال الهاتفي الذي أجراه هيثم ببكري المدينة والذي طلب منه عدم التوقيع للمريخ مهما كانت الاغراءات حتى يواصل رحلة العطاء والتألق بناديه ولا يعيش التجربة الصعبة التي عانى منها هو بالنادي الأحمر واكد له انه من الافضل لمستقبله الكروي ان يستمر بالهلال حتى لو كان المبلغ الذي سيدفعه له اقل من مبلغ المريخ ليحافظ على شعبيته وسط جماهير الهلال والتي حققها بجهده وعرقه والتي لن يجد مثلها في المريخ بسبب ظروف المضايقات والغيرة وعدم التعاون والتي لن يستطيع التعايش معها.. واعتقد ان اتصال هيثم بالمدينة ومطالبته له بالبقاء بالهلال يعكس حبه للأزرق ورغبته الاكيدة في ان يحافظ الفريق على نجومه وقوته ليواصل اسعاد جماهيره بتحقيق الانتصارات والبطولات رغم شراسة الحرب التي تعرض لها من مجلس البرير وجهازه الفني ومؤيديه واعلامه والتي وصلت مرحلة ابعاده كقائد للفريق وصانع العابه من التشكيلة ومنعه من دخول المعسكرات وحرمانه من السفر مع البعثات للرحلات الخارجية واجباره على التدريب مع فريق الشباب وكأنه لاعب مبتدئ امعاناً في اذلاله حتى يخرج عن طوره ويجدوا اسباباً لشطبه والذي كان مجلس البرير يسعى له منذ ان تولى مقاليد السلطة في النادي..! واذا كان هيثم مصطفى قد وقع للمريخ تحت ظروف نفسية ضاغطة وفي لحظات غضب وانفعال من الاحساس بمرارة شطبه بتلك الطريقة المهينة فان توقفه عن اللعب ورفضه العودة رغم الضغوط والتهديدات والاغراءات يشير بوضوح لندمه الشديد للذهاب للمريخ ورغبته الصادقة في العودة لناديه الذي لا زال حبه متجذراً في نفسه رغم كل ما لاقاه من اهانة للكرامة وكل ألوان السباب والشتائم من الاهلة الذين امتعهم بفنه واسعدهم بانتصارات رائعة فكان جزاؤه الجحود والنكران في أبشع صوره وأسوأ معانيه..! ان كل شيء في الدنيا يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا الحزن الذي يبدأ كبيراً ثم يصغر الى ان يتلاشى تماماً ولذلك فاننا ينبغي ان نجد العذر لهيثم في التوقيع للمريخ في لحظات الانفعال والتي يفترض ان تكون رواسبها ومراراتها قد انتهت تماماً ليبدأ الاهلة في تفكير جاد لاعادة هيثم مصطفى الى اهله وداره لنضمد جراحه ونعيد له ثقته بنفسه ونؤكد له وفاءنا وتقديرنا لكل ما قدمه للهلال عبر ما يقارب العشرين عاماً والذي سيظل باقياً في دواخل ابناء الهلال على مدى الأيام والسنين.. واعتقد ان المطالبة بإعادة هيثم مصطفى امر طبيعي في نادي الهلال الذي تدعو ادبياته وقيمه ومواريثه للاخاء والمحبة والترابط ومعالجة كل المشاكل في اطار الاسرة بعيداً عن ممارسة الاحقاد وتصفية الحسابات, واذا كان الهلال قد سبق ان اعاد تسجيل الدحيش ومصطفى النقر وعمر النقي احتراماً لتاريخهم وعطائهم فانه يجب ان يسير على نفس الدرب ويعيد تسجيل هيثم ليعيد للنادي روح الصفاء والنقاء والمحبة ويؤكد انه ناد يغفر اخطاء ابنائه ولا يتخلى عنهم لأن قلبه الكبير يسع الجميع.