الحديث حول كسلا لا ينقطع ولا يتوقف طالما هي بذات الجمال وتلك الأهمية. كسلا التي تقبع في أقاصي حدودنا الشرقية من هذا هذا الموقع تأخذ أهميتها الإستراتيجية وتجعلنا نبحلق بعيوننا على الدوام ألا يصيبها مكروه ونحن في لحظة غفلة.. فكل الدول يأتيها المكروه من حدودها، خاصة إذا كانت هذه الحدود في العالم كله من هم عليها لا يتمتعون بمواصفات عالمية تحفظها. الآن أكثر المشكلات التي تصيب السودان تأتينا من الشرق.. جرائم الاتجار بالبشر وسرقة الأعضاء.. والعمالة الأجنبية الوضيعة وجرائم التهريب بكل أنواعه التجارية والبشرية التجارية.. وأصبحت لهذه الجرائم الحدودية شركات وهمية منظمة تقوم بتنفيذ مثل هذه الأدوار الخائنة. حيثما تأتي سيرة كسلا تقفز العديد من الأسئلة للخاطر.. عن والي هذه الولاية الحالي.. ما هي المواصفات التي على ضوئها تم اختياره لأخطر الولايات بعداً وعمقاً إستراتيجياً؟.. وهل هو على قدر هذه الثقة التي أولاها له صندوق الاقتراع أم أنها ملء خانات فقط؟. والي كسلا الحالي.. لم يفعل شيئاً ظاهراً يجعلك تقدر جهداً واحداً أنجزه هناك.. فكسلا التي كنا نشاهدها بجمالها الطبيعي.. لم تعد اليوم محافظة على ذلك الجمال.. بل تدرجت في السوء والانحطاط إلى درجة لا توصف. الآن كسلا كولاية بكل محلياتها تعاني من جميع مشكلات الخدمات بداية بالصحة والتعليم والمياه.. فالآن بعض المحليات تعاني أشد معاناة في المراكز الصحية التي تم إنشاؤها، ولم تعمل بسبب أن الوالي لم يعين لها كوادر صحية بسبب ضعف الميزانية في بند التوظيف أو كما يقولون.. هذه المراكز الصحية التي أنشأها صندوق دعم الشرق مازالت تنتظر الكوادر الطبية لتعمل ولكن هيهات. الواقع يجعلنا نسأل ماذا فعل السيد الوالي طيلة فترة بقائه والياً هناك، غير أن تسبب في كثير من المشكلات التي يتناولها الشارع العام هناك؟ وما أصدقه وهو ذات الشارع الذي يردد أن هناك سوقاً تجارياً من أقدم الأسواق في كسلا تم بيعه لشركة نحن نعرفها ولكن نتحفظ على ذكرها.. وبيع المتر المربع بمائتين وخمسين جنيهاً في حين أن سعره يبلغ لأهميته خمسة آلاف جنيه للمتر المربع، وعندما تدخَّل المجلس التشريعي جزاهم اللَّه خيراً وقالوا إن هذا فساد، توقف البيع وتم إرجاع الخرائط المصممة سلفاً إلى حكومة الولاية.. والآن السوق بحمد اللَّه عاد لحكومة الولاية وتحت سيطرتها.. وهنا سؤال هل حدث هذا فعلاً؟.. نحن نسأل وعلى الهواء مباشرة ومن حقنا أن نسأل طالما انبرينا للرأي العام.. وإذا كانت الإجابة بنعم!! نسأل مباشرة لماذا وما هي الأهداف من وراء كل هذا؟ وإذا كان الغرض سليماً لماذا تدخل المجلس التشريعي لإيقافه؟ وهذا السوق هو السوق الشهير الذي جرفه السيل عام 2003م أيام مصطفى داؤود، حيث تم تصميمه ولم يتم تنفيذه حتى اليوم.. ماذا ينتظرون به؟ المعلومات لا تحتاج أن نأخذها مغلفة بل نأخذها مباشرة من أصحاب الوجعة والقابضين على الجمر هناك. الناس هناك يجمعون على رجل تسبقه سمعته أمانة ومكانة هو المهندس الكيميائي أحمد حامد.. رجل اشتهر وسط الناس بالقبول والاحترام، حتى أن أصحاب الاحتياجات الخاصة أجمعوا على أنهم وراء هذا الرجل ويطلقون عليه لقب (حكيم الساسة).. بل مجتمع كسلا أخذ يتعهد بأن حامد هو رجل المرحلة القادمة.. ولكن نحن نقول الكلمة عند المركز. الآن كسلا تحتاج لمن ينقذها من الوحل الذي (توكرت) فيه ووحلت نتيجة الإهمال وعدم الجدية. يجب أن يكون والي كسلا القادم بمواصفات ومفاهيم تقتضيها المرحلة بكل تفاصيلها.. تنمية في كل دروب الحياة هناك ومساعدة المواطنين، وأن يكون وطنياً غيوراً، وبالطبع هذا لا يشكك في وطنية الوالي الحالي بقدر ما يطمح الطرح إلى إيجاد أكثر الوطنيين حرصاً وهمةً ونشاطاً لمواصلة ما بدأه الوالي الحالي بصورة سلحفائية لا تلبي طموح مواطن ولاية كسلا.. وتحتاج من إخوانا في المجلس التشريعي تحديداً الوقفة الصلبة لمواجهة الباطل بالحجة والغيرة الوطنية.. ونقول لأخينا المهندس محمد سعيد أحمد محمود رئيس اللجنة الاقتصادية، إن الأمر برمته يتوقف على مراقبتكم وملاحقتكم ومحاسبتكم لكل صغيرة وكبيرة من مال البلد الذي يذهب هنا أو هناك دون أن تضعوا أيديكم عليه.. ليذهب في ما هو مخصص له ومخطط. إجماع الناس على الرئيس البشير لرئاسة ثانية لم يأتِ عبطاً، بل لهم من النقاط التي تجعل الأمر سهلاً في استيعابه وقبوله، وهي نقاط إستراتيجية وسياسية وأمنية وغيرها من الإستراتيجيات التي تحتم ذلك. نحن نؤمن تماماً بأن القبول يكون من عند اللَّه، وقراءة سورة يس تحتاج لقضاء الحاجات اجتهاد وسعي ومثابرة وجعل الأسباب واضحة والتوفيق بيد اللَّه. اختيار ولاة الولايات يجب أن يكون فيه معيار (القبول) من العامة معياراً أساسياً.. حتى يصبح المواطن مشتركاً رئيساً في الاختيار ويتحمل نتيجة ما اختار.. وبعدها لا يحق له أن يحتج حتى.. وهذا ما يجب أن يحسمه المركز قبل أن يذهب الناس لصناديق الاقتراع.. فالأمر يكون معروفاً سلفاً في نتيجته. بالمناسبة مرشح المؤتمر الوطني أياً كان لا خوف عليه ولا يرتجف من نتيجة الفرز.. لذا على المركز أن يقدم من يقبله الناس ويحبونه.. وهذا يمكن معرفته بالدراسات السابقة وقراءة الرأي العام من الشارع العام.. وأيضاً هذا سهل.. فقط يتوقف على ما تحبره الأقلام الصادقة التي تخاف اللَّه في كل شيء (تكبير).