يتجدد في الثامنة من مساء اليوم بالقلعة الزرقاء التي شهدت مصرع أكبر وأقوى وأعظم الأندية الافريقية لقاء عملاقي الكرة السودانية الهلال والمريخ في مباراة مهمة وحاسمة لتحديد بطل الممتاز الذي يتصدره الهلال برصيد (64) نقطة بفارق نقطة عن المريخ ليدخل المعركة بفرصتي الفوز والتعادل لاسترداد البطولة التي فقدها في الموسم الماضي بعد أن فاز بها احدى عشرة مرة مقابل سبع مرات للمريخ.. والمؤكد ان الهلال سيبذل كل جهد ممكن للفوز ببطولة الممتاز التي ستحقق له الكثير من المكاسب أهمها تأكيد زعامته للكرة السودانية بفوزه بكبرى البطولات السودانية, والثأر ورد الاعتبار من الهزيمة القاسية في نهائي الكأس رغم انه كان الأفضل أداء والأوفر هجوماً, وغسل الأحزان من دواخل الجماهير واسعادها بانتصار مستحق يحلق بها في سماوات البهجة والفرح والسعادة, والإسهام الجاد في ازالة الخلافات وتجميع الأهلة في جبهة عريضة لأن هدف الجميع مهما تباينت آراؤهم هو ان يكون الهلال دائماً عزيزاً وقوياً ومنتصراً, وأخيراً تهيئة الأجواء المستقرة لمجلس الادارة ليخوض معركة التسجيلات بقوة وتركيز ليتم اختيار اللاعبين حسب الاحتياجات الحقيقية للفريق الذي يحتاج لمعسكرات خارجية للاعداد للموسم الجديد الذي تتطلع فيه الجماهير للفوز بأول بطولة خارجية بعد التعاقد مع مدرب كفء ومقتدر واعادة تسجيل النجوم مطلقي السراح ودعم الفريق بكوكبة من المحترفين الذين سيجعلون منه قوة ضاربة تواصل زحفها باقتدار نحو عرش الكرة الافريقية.. أما المريخ فيدخل المباراة بفرصة واحدة وليس أمامه سوى الفوز للجمع بين بطولتي الدوري والكأس لتأكيد جدارته بهذا الانجاز الذي تحقق بجهده وعرقه وليس صدفة أو ضربة حظ كما ان فوز المريخ يقلل من عدد مرات الفوز بالممتاز بين الفريقين الى ثلاث مرات لأول مرة منذ سنين طويلة..! واذا كانت عوامل الثقة والاطمئنان والاحساس بالتفوق على المريخ من كل النواحي قد تسببت في هزيمة الهلال في مباراة الكأس فانه لابد ان يستفيد الجهاز الفني واللاعبون من هذه التجربة المريرة بأن يدركوا ان احترام المريخ وعدم الاستهتار به هو الخطوة الأولى على طريق الفوز عليه واستعادة عرش الممتاز مع ضرورة التحلي بروح العزم والاصرار القادرة على قهر كل الصعاب واللعب بجدية ورجولة والقتال بضراوة منذ بداية المباراة وحتى نهايتها والاعتماد على جماعية الأداء وسرعة الايقاع والضغط الهجومي المتواصل لفتح الثغرات بالتمريرات البينية والاختراقات المباشرة والعكسيات التي تعتبر نقطة ضعف المريخ وأسرع وأسهل طريقة للوصول لمرمى جمال سالم كما حدث في مباراة الكأس والتي أحرز فيها بكري هدفاً رأسياً رائعاً وسط ثلاثة من مدافعي الفريق كذلك من المهم جداً التنظيم الدفاعي الجيد في التمركز والتغطية وتشكيل العمق لتفادي الأخطاء التي تسببت في الهدفين الاول والثالث في المباراة الماضية اضافة للعب بهدوء وتركيز داخل المنطقة لتفادي اضاعة الفرص والتي تعتبر واحدة من مشاكل الفريق والتي فشلت كل الأجهزة الفنية في معالجتها..! وتعتبر معركة الممتاز مساء اليوم تحدياً حقيقياً لكل الأهلة بمختلف تنظيماتهم ومجموعاتهم وروابطهم وهو يوم الولاء للهلال الذي يؤكد فيه الجهاز الفني واللاعبون والاعلام والجماهير وقوفهم خلف الفريق بالتشجيع المتواصل والمساندة القوية والمؤازرة الهادرة التي تدخل الخوف والرعب في قلوب لاعبي المريخ وتؤكد لهم ان الهلال قد عقد العزم لانتزاع الانتصار لرد الاعتبار واسعاد الأنصار وانه فوز دونه العرق والدم والمهج والأرواح فاليوم لا ثقة ولا اطمئنان للفوز ولا استهتار أو لعب استعراضي بل بذل وعطاء وقتال حتى الموت من اجل نصر عزيز وغال يسعد عشرات الملايين ويعيد الفرح للديار الهلالية التي غادرها بخسارة ثلاث بطولات في عام الرمادة الذي فقد فيه النادي استقراره ووحدته وكابتنه هيثم مصطفى الذي لا زال جرحه نازفاً في قلوب الاهلة حزناً على رحيله المر وحسرة على موقعه الذي لا زال خالياً كقائد للفرقة وصانعاً للألعاب يخلق الفرص على طبق من ذهب للمهاجمين الذين احرزوا من قدمه الذهبية مئات الأهداف..! في سطور قال الخبير الكروي وابوالقوانين الأستاذ محمد الشيخ مدني ان الكرة السودانية تعتمد في تحقيق الانتصارات على الدافع بنسبة 60% و40% للفنيات أي انه يعتقد ان مباراة اليوم ستكون لمصلحة الهلال لأن دوافع الهلال أكبر من المريخ لصعوبة فقدانه لبطولتين في ظرف عشرة أيام ولذلك نحن نتفق مع الخبير محمد الشيخ ان الهلال سيقاتل بضراوة للفوز بالممتاز لتعويض خسارة الكأس ولتمثيل السودان في كبرى البطولات الافريقية ولتقديم الفوز على المريخ كهدية للمجلس الذي اعطى بلا حدود من اجل اعداد الفريق وحل مشاكله وتجهيزه لبطولتي الكأس والممتاز..! تعتبر اعادة رئيس الهلال اشرف الكاردينال لتسجيل الثلاثي بشة وبكري وبويا بعقود احتراف لمدة ثلاث سنوات وبمبلغ يناهز الخمسة مليارات خطوة جادة على طريق تحقيق الفوز على المريخ برفع معنويات اللاعبين واعادة الاستقرار للفريق بعد موجة الشائعات والمزايدات التي اثرت بشكل كبير على نفسيات اللاعبين وعطائهم في مباراتي نهائي الكأس واهلي عطبرة كما اكدت هذه الخطوة ان الكاردينال لا يبخل بالمال في سبيل اعادة بناء الفريق بالمستوى الذي يمكنه من تحقيق التطلعات واسعاد الجماهير بالانجازات..
