كشف المستشار الأمني السابق ومدير الإذاعة والتلفزيون بدولة جنوب السودان العميد خميس عبد اللطيف بانه نجا باعجوبة من مخطط لتصفيته في العاصمة جوبا من قبل الاجهزة الامنية والاستخباراتية لولا تعاون بعض جهات لم يسمها لكان في عداد الموتى، حيث اتهم العميد خميس عبد اللطيف في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الكينية نيروبي بعد هروبه من جوبا حكومة سلفاكير بالوقوف وراء مخطط تصفيته كما لم يستبعد ان تتم تصفيته بالخارج أيضاً، وفي السياق نفسه اتهم العميد خميس قبيلة الدينكا باحكام القبضة الامنية على اجهزة الاعلام، كما كشف خميس عن وجود خلافات كبيرة داخل الجيش الشعبي متوقعاً انضمام قيادات من الجيش الى المعارض رياك مشار في الايام المقبلة، في ما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس. قوات صينية قامت الصين بإرسال فريق مكون من «100» جندى وموظف طبى إلى جنوب السودان مساء أمس فى مهمة لحفظ السلام، كما ذكر بيان عسكرى امس. وسيقوم الفريق الذى غادر لمهمة تستغرق ثمانية أشهر فى الدولة الإفريقية التى إنفصلت عن السودان حديثاً. و كشف البيان أن هذا الفريق سوف يلحق به اثنان آخران فى 23 و27 نوفمبر، وستكون مهمتهم الرئيسية إقامة و صيانة الطرق والجسور بالإضافة إلى محطات المياه والكهرباء و المطارات و تدمير الأسلحة والذخيرة فى مدينة واو. مناقشة السلطة كشفت الحركة الشعبية المعارضة بقيادة دكتور رياك مشار أمس عن مؤتمر يقام الأسبوع المقبل بمنطقة فقاق في الحدود بين السودان وأثيوبيا لمناقشة إعلان أروشا وقضايا تنظيمية أخرى، هذا إلى جانب نظام الحكم في الفترة الإنتقالية حسب مقترح الإيقاد. وقال سبت مقوك نائب رئيس لجنة تطوير نظام الحكم الفيدرالي بالحركة الشعبية المعارضة إن الترتيبات جارية على قدم وساق لإقامة مؤتمر الاسبوع المقبل وغالباً في الفترة من بين «24 إلى 25» نوفمبر الجاري بمشاركة واسعة من عضوية الحركة من كافة دول المهجر و من بينها السودان، هذا إلى جانب وفود إعلامية لتغطية المؤتمر، وأوضح مقوك بأن المؤتمر سوف يناقش إعلان أروشا الخاصة بتسمية الحزب واختيار رئيس للحزب وثلاثة نواب وأمين عام للحزب، هذا إلى جانب قضايا أخرى تنظيمية، من ناحية أخرى كشف مقوك عن أن المؤتمر يناقش العملية التفاوضية الجارية بشأن السلام بجنوب السودان ،هذا إلى جانب نظام الحكم وتوزيع السلطة في الفترة الإنتقالية المتوقع تكوينها مع حكومة جوبا وفق مقترح الهيئة القومية لتنمية دول شرق افريقيا الراعية لمحادثات السلام بجنوب السودان، وفي السياق توجه صحفيون سودانيون تلقوا دعوة من مكتب الحركة الشعبية المعارضة بالخرطوم وتوجه عدد كبير من الصحفيين للمؤتمر عن طريق القضارف المحاددة لمنطقة قامبيلا الأثيوبية التي من المنتظر أن تحتضن المؤتمر. تجدد اشتباكات النازحين أصيب «4» من قوات حفظ السلام التابعة للبعثة الأممية بمخيم نازحي مدينة ملكال حاضرة ولاية أعالي النيل، هذا إلى جانب إصابة «7» نازحين وذلك إثر احتكاكات جديدة بين مجتمع قبيلة النوير وبقية القبائل الأخرى الأحد الماضي. وذكر الاستاذ بونا من إدارة المخيم أن الإحتكاكات وقعت نتيجة لتكرر الاعتداءات من قبل النازحين الذين ينتمون لقبيلة النوير على بقية القبائل الأخرى ما دفع قوات حفظ السلام للتوسط لنزع فتيل الأزمة، مؤكداً وقوع اربع إصابات من طرف القوات، هذا إلى جانب إصابة «7» من بين النازحين قبل أن تستقر الأوضاع، حاول الاتصال ببعثة الأممالمتحدة في ملكال للتأكد من الأحداث إلا أن الاتصال تعذر، ويشار إلى مخيم ملكال شهد احتكاكات سابقة في الايام الفائتة بين قبيلة النوير والقبائل الأخرى تزامناً مع احتكاكات مماثلة بمخيم كاكوما بكينيا أدت إلى مقتل وإصابة عدد من النازحين. جدل حول القتلى عندما دوى اطلاق النار خلال الليل في ديسمبر الماضي في جوبا عاصمة جنوب السودان، اشارت المعلومات الاولية الى مقتل بضع عشرات من الجنود. وفي الايام التي تلت، تواصل اطلاق النار والانفجارات في المدينة التي اختبأ سكانها بينما قوات الرئيس سلفاكير تتواجه مع مؤيدي نائبه السابق رياك مشار. وقال شهود عيان ان الجنود من قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها الرئيس سلفاكير يبحثون في كل منزل عن اي افراد من اثنية مشار وهي النوير. وخلال الليل، كانت الجثث تكدس سراً على متن شاحنات لاخراجها من المدينة حيث كان يتم احراقها او دفنها، بحسب مجموعات الدفاع عن حقوق الانسان. وقال عامل انساني غربي طلب عدم الكشف عن هويته ان عدد الاشخاص الذين قتلوا في جوبا في الاسبوع الاول فقط يقدر بخمسة الاف. بعدها تكرر الامر نفسه من مدينة الى اخرى. في بعض الاماكن تم احصاء الضحايا بعكس اماكن اخرى. وامتد النزاع بسرعة الى سائر البلاد. وتم احراق بلدات بكاملها وتم اكتشاف العديد من المقابر الجماعية. وتبادل الجانبان الاتهامات بارتكاب فظائع تتراوح بين عمليات الاغتصاب الجماعية والمجازر الاثنية وتجنيد اطفال. وباتت قرابة عشرين مجموعة مسلحة بما فيها مليشيات اثنية متورطة في المعارك. وبينما يقترب موعد الذكرى السنوية الاولى لاندلاع الحرب الاهلية، لم تقم اي جهة بما فيها مهمة الاممالمتحدة في جنوب السودان باحصاء الضحايا. وتقدر مجموعة انترناشيونال كرايسس قروب المتخصصة في تفادي الازمات الحصيلة ب«50» الف قتيل على الاقل لكن من المؤكد ان الرقم اكبر من ذلك بكثير. ويقول دبلوماسيون انه اقرب الى مئة الف ضحية. وقالت كايسي كوبلاند الباحثة لدى المجموعة امر يثير الصدمة في 2014 وفي بلد تنتشر فيه اهم بعثات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة ان عشرات الاف الاشخاص يمكن ان يقتلوا دون ان يقوم احد باحصاء القتلى على الاقل. واضافت كوبلاند من الممكن طبعاً بذل مزيد من الجهود لمعرفة ما اذا كان الرقم اقرب الى «50» الفا اومئة الف. وتابعت ان السكان في جنوب السودان هم ضحية لعملية لا انسانية ناجمة عن غياب اي جهود متضافرة لوقع الحرب. وقالت ان احصاء القتلى ليس لفهم الحرب فقط بل لتكريم المفقودين وحد ادنى من الاحترام لعشرات الاف السكان الذين قتلوا. وشددت اكشايا كومار من مجموعة ايناف بروجيكت الامريكية لتفادي المجازر على اهمية تحديد المسؤوليات واعطاء حصيلة واضحة لمواجهة الاعتقاد السائد بان المقاتلين يفلتون من العقاب في جنوب السودان. وقال سكاي ويلر من هيومن رايتس ووتش ان العملية ليست دقيقة لكن في دول اخرى مثل سوريا مثلاً، تمكنت الاممالمتحدة من احصاء عدد الضحايا من المدنيين بشكل افضل مما قامت به في جنوب السودان. وتابع سكاي ان تقديرات عامة مثل الحصول على معلومات اكثر دقة حول انتهاكات حقوق الانسان، كانت ستلقي ضوءاً حول اعمال العنف ومدى اتساع نطاق الانتهاكات وستساعد في ممارسة ضغوط على الجانبين. وفي الوقت الحالي في جنوب السودان، يتصرف المعسكران كما لو ان المجازر لن تكون لها أية عواقب فقد قام مسلحون بقتل واغتصاب سكان حتى داخل المستشفيات وبقتل مدنيين في الكنائس واخرين كانوا يحاولون الفرار من المعارك تمت تصفيتهم وتركت جثثهم في العراء. كما توفي عشرات الاف الاشخاص على الارجح من الجوع والامراض وتم تدمير مستشفيات عمداً ونهب مخزونات مساعدات لمنظمات غير حكومية. وتقول مهمة الاممالمتحدة التي يبلغ عددها «14» الف عنصر انها غير قادرة على اعطاء تقدير معقول لعدد القتلى بسبب عدم انتشارها في كل المناطق. وتكتفي بالاشارة الى سقوط الاف الضحايا. ويقدر مكتب التنسيق التابع للامم المتحدة للشؤون الانسانية عدد سكان جنوب السودان الذين بحاجة لمساعدة طارئة ب«3,8» ملايين، وعدد الاشخاص الذين طردوا من منازلهم منذ بدء النزاع ب«1,9» ملايين، لكنه لم يقم أيضاً باحصاء القتلى. وشددت كوبلاند على انه اذا كانت الاممالمتحدة قادرة على تقدير عدد النازحين بمثل هذه الدقة، فمن غير المفهوم اذن لماذا لا تقدر على اعطاء حصيلة للقتلى. وحدها منظمة المجتمع المدني في جنوب السودان تقوم بهذه المهمة ضمن مبادرة تحديد اسماء الراحلين. وقال انيات داوول احد مسؤولي المبادرة انها مرحلة اساسية في عملية الاعتراف بالخسائر الجماعية. وتابع انها مهمة خصوصاً بالنظر الى ان غياب القضاء والمحاسبة والاعتراف بالخسائر التي تلحق بالسكان، يزيد من تصعيد النزاع الحالي. قتل الحيوانات البرية قتلت الفصائل المتحاربة في جنوب السودان عدداً كبيراً منذراً بالخطر من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض وأكلتها، مدمرة إحدى أكبر الهجرات الطبيعية في إفريقيا، بحسب ما حذر به دعاة الحفاظ على البيئة. وقد انخرطت قوات الحكومة والمعارضون في حرب اتسمت بالفظائع، قتل فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، ما دفع الفيلة إلى حافة الانقراض في الدولة الجديدة، كما يقول بول إلكان الذي يعمل في جمعية الحفاظ على الحيوانات البرية. ولا تزال الفيلة تقتل من أجل أنيابها، بينما تقتل الزرافات والظباء بالأسلحة الآلية من أجل لحومها لإطعام عشرات الآلاف من الجنود والمعارضين الذين يتقاتلون منذ ديسمبر. وقال إلكان لوكالة فرانس برس في جوبا - حيث يعمل مع الحكومة على إنشاء بعض الحدائق وحماية الحياة البرية - إنها مأساة، إذ بدأ يظهر للصراع أثر مرعب.الفيلة المنهكة من الحرب في جنوب السودان أصبحت في خطر، واستمرار القتال يهدد باقترابها من الانقراض. وكان الحفاظ على الحيوانات البرية في جنوب السودان وحمايتها أحد دواعي الأمل في أرض دمرت على مدى عقود من الصراع الذي أدى إلى الاستقلال في 2011 ولكن منذ اشتعال الحرب من جديد في ديسمبر الماضي، قتل ما يقدر بنحو ثلث الفيلة التي سجلتها جمعية الحفاظ على البيئة. ومع إسقاط مسلحين للطائرات، بما في ذلك طائرات هيلكوبتر تتبع للأمم المتحدة، لم تتمكن جمعية الحفاظ على البيئة من نشر طائراتها التي تطير على ارتفاع منخفض للتأكد من عدد الحيوانات البرية التي قتلت. كانت الحكومة قد استولت على «65» ناباً من أنياب الفيلة من مهربين هذا العام، وهذا يعني مقتل «33» فيلاً على الأقل، كما عثرت على جلود فهود، وأكوام من لحوم الظباء. وكان يقدر عدد الفيلة الموجود في جنوب السودان في السبعينيات بنحو «80.000» فيل، ويخشى كثيرون من أن تكون هذه الفيلة قد تلاشت بسبب الحرب التي استمرت من 1983 إلى 2005 لكن جمعية الحفاظ على البيئة عثرت على «2500» فيل نجا من القتل، يعيش كثير منها في مستنقعات بحر الجبل الكبيرة، وهي كبرى الأراضي الرطبة في إفريقيا. غير أن الشهور الأحد عشر الأخيرة شهدت استهداف الحيوانات على نطاق واسع لم ير من قبل، كما أن جبهات القتال قسمت طرق هجرة تلك الحيوانات البرية المعتادة، على نقيض الحرب السابقة التي كانت تركز على البلدات التي تسيطر عليها قوات الحكومة. وإلى جانب قتل الحيوانات لإطعام القوات، فإن بعض القادة يبيعون لحومها تجارياً، ولهذا تقتل آلاف الحيوانات من أجل الربح. وكان ينظر إلى الحيوانات البرية على أنها مورد رئيسي بالنسبة للبلد الذي يسعى إلى تنويع مصادر دخله التي تركزت قبل الاستقلال على النفط. ويقول إلكان إن الفيلة والحيوانات البرية الأخرى قد تسهم في رخاء جنوب السودان بطريقة كبيرة، إذا ظلت تلك الحيوانات الرائعة على قيد الحياة.