عواطف عبد القادر حاولت حكومة ولاية الخرطوم أن ترسم لنفسها حالة من الرضا عما تقوم به في مجال التخطيط الإستراتيجي فاستنفرت عددا من العلماء والخبراء بالبلاد، قاموا بإعداد تقرير ضخم، والذي أصدره المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي للعام 2013م، ودشنه نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن وشمل التقرير قطاعات الحكم والإدارة، التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحتى أوضاع شرطة الولاية تم إيرادها، وخصص التقرير حيزاً مقدراً لملفات خاصة، حيث تناول السيول والفيضانات التي ضربت العاصمة مؤخراً، الى جانب تطرقه أيضاً للتحديات. و كشف التقرير الإستراتيجي السنوي لولاية الخرطوم ارتفاع نسبة التضخم الى 39.4% مقارنة بالعام الماضى ومعدل البطالة الى 18.8% وتوفير الولاية لفرص عمل بتوظيف 5051 خريجا، وأكد التقرير وجود فجوة فى الأطباء بالولاية، وعزا صعوبة الأوضاع الاقتصادية الى الازمة الاقتصادية العالمية وما تبعها داخليا من انفصال دولة الجنوب والاضطرابات الأمنية في بعض الولايات. ودعا نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن إلى ضرورة الاهتمام بالتخطيط الإستراتيجي والاعتماد عليه فى صناعة مستقبل الدولة، وقال نريد للسودان أن ينهض عبر التخطيط الإستراتيجي السليم والشفاف، واشار لدى مخاطبته احتفال المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي بولاية الخرطوم بمناسبة تدشين التقرير الإستراتيجي للولاية للعام 2013 إلى أن تجربة الخرطوم في التخطيط الإستراتيجي تجربة ناجحة وأنه لابد من تعميمها على الولايات، كم أشاد بالتجربة ووصفها بالمحترمة. وقال إن النهضة لا تحدث إلا بالعلم والعلماء والتخطيط الإستراتيجي الصحيح، مشددا على ضرورة الاعتماد على المؤشرات بوصفها الطريق الصحيح للتنمية، وأضاف أن الحوار يعد أهم مقومات البناء الصحيح للدولة وأن تحقيقه يأتي بالتراضي وجمع الصف الوطني وتقدير حقوق الآخر ومن ثم التراضي على المرتكزات الوطنية، ودعا إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود حتى تواكب العواصم العربية والدولية من حيث التنمية والإزدهار. ومن جهته، أكد والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر أن التقرير الإستراتيجي للعام 2013 يمثل بداية الانطلاقة الحقيقية للولاية نحو التنمية المستدامة، وانه الوثيقة الأساسية والمرجعية الحقيقية لأية معلومات عن الولاية معدداً ما تم إنجازه خلال مرحلة التقرير المجاز، وقال إنهم في حكومة ولاية الخرطوم يعتمدون على العنصر الشبابي بنسبة 70% كقاعدة أساسية للتطور، وأضاف أن الشباب أحدثوا الفوارق المطلوبة، مشيدا بتجربة الوزير عمر عبد الرحيم باسان بالتخطيط الإستراتيجي، وأكد الخضر أنهم سيعتمدون على المعلومات المتوافرة في التقرير لتكملة نواقص التنمية في الولاية. وأشار الوزير بالمجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي بولاية الخرطوم عمر باسان أن التقرير الذي أعده العاملون بالمجلس بواسطة المئات من العلماء والخبراء جاء شاملاً لكل المعلومات والأرقام حول مؤسسات الولاية بكل شفافية، منوهاً إلى أن ذلك مدعاة لقيام تخطيط استراتيجي مبني على الواقع والحقائق المجردة مما يسهم في الوقوف على مواطن الخلل لمعالجتها، وتعضيد مراكز القوة وتثبيتها، مشيراً إلى تبني المجلس لنشر ثقافة التخطيط الإستراتيجي بإشراك كل شرائح المجتمع من جامعات ومنظمات مجتمع مدني. وقال باسان إن المجلس قام بجولات على مؤسسات الولاية للتأكد من الالتزام بالخطط الإستراتيجية ودرجات الانحراف ما بين المخطط والمنفذ من الخطط على أن يكون المسؤول الأول في أية مؤسسة حاضاً ومبشراً بنشر هذه الثقافة والعمل على إنزالها على أرض الواقع بما يضمن تمكين التخطيط الإستراتيجي وحاكميته وهو خطوة كما قال باسان تعزز بناء المعرفة، وأشار إلى استفادتهم من التحديات والأزمات التي طرأت خلال العام2013م بالولاية، وقال إنها أعطت الولاية من الدروس المستفادة ما يجعلها أكثر تحوطاً للمستقبل لتكون الخطة أكثر مرونة واستجابة للتحديات، ولعل تلك هي الفائدة الكبرى في أن تكون ولاية الخرطوم قابلة لتحويل التحديات إلى فرص.