حملت الأنباء أخيراً أن عدد المصابين بالأيدز بولاية الخرطوم قد بلغ «2100» حالة.. ولأننا مصابون بحساسية عالية جداً ضد الأرقام فقد استرجعنا شريط ندوة عن الأيدز قُدمت قبل حوالى سبع سنوات بمركز البرير الثقافي بجامعة العلوم والتقانة، تحدث فيها مسؤول العلاقات العامة بارك مكافحة الأيدز وأول ما ذَكر في حديثه أن الأرقام التي تظهر دائماً (أضربوها في ثلاثة أو أربعة) لتحصل على الحقيقة أو تقترب منها على الأقل. ويبشر التقرير الإستراتيجي السنوي بولاية الخرطوم بازدياد عدد الخاضعين للفحص الطوعي للأيدز إلى «21.557» مقارنة ب «16.325» شخصاً عام «2010م» ويصف التقرير ذلك بازدياد نسبة الوعي بالمرض.. طبعاً بعد ضرب الأرقام الأخيرة في ثلاثة أو أربعة ويجب تنبيه التقرير قبل التفكير في ارتفاع نسبة الوعي بالمرض أن يفكر في شيء آخر أكثر أهمية.. وخطورة.. تلك هي زيادة انتشار الوباء أيضاً!!. أما (رواد التميز Pioneers Team) الذي يعمل من أجل نشر العلم والتوعية بين الناس مستغلاً ثقافة ونشاط طلاب الطب إيماناً بأن الطبيب جزء لا يتجزأ من الحضارة والثقافة والمجتمع، فإنهم يعتمدون على الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة كأهم أذرع لتنفيذ الانتشار والتوعية، وقد أثبتوا وجودهم في الجانب الخيري كداعم لتوزيع المصحف الشريف في الولايات.. ويقدمون هذه الأيام سمناراً حول فيروس الإيبولا الفاتك تنسيقاً مع طلاب الطب الدفعة «16» بجامعة العلوم والتقانة تحت رعاية الدكتور الإنسان زهير عبد الرازق نائب عميد الكلية وبإشراف من الباشمهندس نزار عثمان مصطفى نائب رئيس الجامعة للشؤون المالية والإدارية، وعبر السمنار تأتي معلومة أن فيروس الإيبولا الفاتك هذا وُلد في جمهورية السودان، وقد مضى على ظهوره أكثر من ربع قرن في بلدة (أنزارا) الصغيرة بالجنوب السوداني قبل الانفصال وقتل من شبابها «151» شخصاً عام «1976م»، وقد جاءت تسميته بهذا الاسم تيمناً بنهر الإيبولا أو ما يعرف (بالحية السامة).. ومن ثم انتقل إلى أنحاء العالم كفيروس متطور وقاتل، ويعرف علمياً المرض الذي يسببه الفيروس بحمى الإيبولا النزفية (EBOLA VIRUS DISEASE) علماً بأن هنالك «30» دولة من بينها الولاياتالمتحدة لديها رحلات طيران منتظمة مع الدول الأربع الإفريقية المتأثرة بتفشي هذا الفيروس. ومن المعروف أن هذا الفيروس ينتقل من الحيوانات البرية إلى الإنسان، وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية.. ويبدأ بملامسة الإنسان لدم الحيوانات المصابة بالفيروس أو إفرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الأخرى.. وفي إفريقيا كان الانتقال عن طريق التعامل مع قردة الشمبانزي أو الغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس وظباء الغابة والحيوانات النافقة في الغابات المطيرة.. وكثيراً ما يصيب العاملين في مجال الصحة والانتقال يتم عبر السوائل كاللعاب والعرق والدم والسائل المنوي وكل ما يفرزه الإنسان. ولتفادي الإصابة بهذا المرض الفاتك لا بد من الاهتمام بالنظافة (الجسد والمكان) وعدم الاحتكاك المباشر بإفرازات الإنسان وعدم التعامل مع الحيوانات البرية التي يحتمل أن تكون مصابة بالمرض. ولا بد إذاً من المتابعة الدقيقة لتطورات المرض العالمية، أما أهم أعراض الإصابة بهذا المرض اللعين تأتي بداية بمعاناة المريض من الحمى والوهن الشديد وآلام العضلات والصداع والتهاب الحلق. وفي المرحلة الثانية من الفترة المرضية لحمى الإيبولا النزفية ينتقل المرض إلى الجهاز الهضمي وذلك يشمل التقيؤ والإسهال واختلال في وظائف الكبد، وأيضاً يصيب الكلى باختلال في وظائفها ويصاحب ذلك طفح جلدي قاس. أما المرحلة الأخيرة للمريض فإنه يصاب مبدئياً بنزف داخلي.. ومن ثم نزف خارجي ثم يغادر الفانية بعدها. نسأل اللَّه العافية والمعافاة من أوبئة آخر الزمان القاتلة.