وصلت مرحلة التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال لمحطة الانهيار والتعليق من جديد في الجولة الثامنة الجارية بأديس أبابا، ففيما وصفت الحكومة قطاع الشمال ورئيس وفده المفاوض ياسر عرمان بغير المسؤول وأسير التحالفات العسكرية والتحالفات الأخرى التي لا علاقة لها بمصلحة السودان، أطلق رئيس الوفد الحكومي المفاوض البروفيسور إبراهيم غندور انتقادات عنيفة لقطاع الشمال، واتهمه بمحاولة إضاعة الوقت وإطالة أمد التفاوض، ونبه إلى طرح القطاع في اجتماع مع الآلية الإفريقية نقاطاً خارج قضية المنطقتين تشمل المطالبة بوقف إطلاق النار في دارفور، في وقت أعلن فيه ياسر عرمان رفضه الاتفاقية الثلاثية لإغاثة المدنيين في المنطقتين التي وقعتها الحركة الشعبية في وقت سابق. وأبلغ عرمان مسؤولين بالأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي أمس بأديس أبابا أن الحركة غير ملزمة بالاتفاقية، وأنها ستعارض إغاثة المواطنين من داخل السودان، مضيفاً أن قطاع الشمال يقترح الإغاثة من يوغندا وجنوب السودان، وهو ما أعلنت الأممالمتحدة رفضها له، بينما اتهم مساعد الشؤون الإنسانية بقطاع الشمال الذي أعلن انسلاخه عن الحركة أمس الأول، التوم، عرمان بالحرص على مصالح من سماهم لوردات الحرب في قطاع الشمال، كاشفاً عن اتفاق بين عرمان وشركات شحن لنقل الإغاثة عبر يوغندا نظير عمولات على حسب قوله. ولفت غندور في تصريحات صحفية بمقر التفاوض إلى أن قطاع الشمال ورئيس وفده شخصياً أسير لتحالفات عسكرية وأجندة سياسية وتحالفات أخرى لا علاقة لها بمصلحة السودان أو المنطقتين، وقال: «هذا ما جعل الحرب مستمرة في المنطقتين حتى الآن، ويروح ضحاياها الذين لا ذنب لهم سواء أنهم وجدوا أنفسهم في إطار حرب لها أجندة يقودها البعض من أجل تحقيق طموحات شخصية وأجندة خفية لا نعرفها حتى الآن»، وأضاف قائلاً: «مارس وفد القطاع نفس الألاعيب السابقة في قصص سابقة سمعناها عشرات المرات منذ بدء التفاوض لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي قصص لا علاقة لها بالمنطقتين»، وكشف غندور عن طرح قطاع الشمال في اجتماع ثلاثي مع الآلية أمس ورقة مكتوب عليها إجابات عما سماها استفسارات وصلتهم من الآلية. وأوضح أن موقف الحكومة أن تلك الاستفسارات موجودة كنقاط في طلب الاتفاق الإطاري، وتشمل الوصول لوقف إطلاق النار الشامل وترتيبات أمنية وكيفية تكوين اللجان، وأبان قائلاً: «تفاجأنا برفض الطرف الآخر ومطالبته بتقديم إجابات عن الأسئلة خارج الاتفاق الإطاري»، ونوَّه غندور بأن الآلية أكدت أن نمضي في مناقشة الاتفاق الإطاري، وقال: «إننا عند بداية الاجتماع تفاجأنا بالطرف الآخر يدعي أنه غير جاهز الآن وفي حاجة لوقت لوضع إجابات داخل الاتفاق الإطاري»، وأضاف قائلاً: «طلبنا من الآلية تحديد من يضيع الوقت ويحاول أن ينجر للوراء». ولفت إلى أن القطاع يريد مناقشة وقف إطلاق النار في دارفور في منبر يسمى التفاوض حول المنطقتين، ونبه غندور إلى أن سفر أمبيكي أو الآلية يعني أن التفاوض قد توقف إلى حين إعلان آخر، وأكد أن الوفد الحكومي لن يجلس مرة أخرى مع الطرف الآخر دون وجود الآلية الإفريقية، لأنهم شبعوا من التسويف والمماطلة، ووصف طلب قطاع الشمال وقتاً لتقديم إجابات بالمحاولة لإضاعة الوقت، وعدم المسؤولية وعدم الشعور بمعاناة الناس في المنطقتين.