كثير من الكتاب العرب رسموا بأقلامهم حروفاً تشير الى طبيعة الانسان السوداني. وبعضهم يحفظ لاهل السودان الطيبة والصدق والامانة والتكافل. وهذا التكافل يظهر دوماً في المحن والشدائد، ويظهر بوضوح اكثر في الاتراح. في جميع الدول توجد اماكن مخصصة لعمال حفر القبور عدا في السودان. وفي جميع الدول تقدم المشروبات الساخنة في عزاء المتوفي الذي لا يستغرق الا يوماً واحداً وربما يزيد بآخر عدا في السودان تقدم تلك والمزيد. في كل شبر من أرض عزة تجد تكافل الاهل والجيران في منازل العزاء. اهلنا في السودان ربما هم الوحيدون الذين طبقوا حديث الرسول «ص» حينما جاء نعي سيدنا جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه فقال حينها «ص» «اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم». من الفوائد العظيمة لشهر رمضان العظيم انه يشعر الاغنياء بجوع الفقراء ويقرب المؤمنين الى الله في عبادتهم. ويظهر التكافل كثيراً في الشهر المعظم، بالافطار الجماعية وموائد الرحمن التي تنتشر في بقاع الارض. والان مع الاعلام الجديد بدأت رحلة تكافل جديد مع مجموعة «جانا» الطوعية. جانا مجموعة بدأ نشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي «الواتساب» بعد ان انشأها الزميل الاعلامي عثمان الجندي. الجندي نجح في تطويع «الواتساب» وتحويله من ونسة ودردشة فقط الى تنفيذ اعمال الخير «نسال الله ان يتقبل منه ». بدأت جانا رحلاتها في التطوع في يونيو الماضي حينما دمرت السيول والامطار الكثير من المنازل في الخرطوم. وانتهى الخريف لتظهر المجموعة شكلاً جديداً من التكافل عبر مشروعها «جانا الشتاء». وقبل هذا المشروع كانت جانا حاضرة مع المرضى في المستشفيات والمساجين في حبسهم ومع.......و......ومع الكثير من الاعمال الطيبة. فكرة جانا الشتاء بها الكثير من قيم الشهر الفضيل. في رمضان يشعر الاثرياء وغيرهم من ميسوري الحال بحال الفقراء الذين لا يأكلون الا فتات العيش. وهذا المشروع أيضاً يبث في ميسوري الحال الشعور بزمهرير البرد وغيرهم لا يملكون ثمن ما يشعرهم بالدفء. لذا كان شعار هذا المشروع «بي خيرك دفي غيرك». الكثير من الاسر تكدس الملابس في دواليبها وليست في حاجة لها، وبامكان هذه الاسر ان تكسب الاجر العظيم بالاسهام بما يفيض عن حاجتها لمن هم أكثر حاجة. وبإمكان المؤسسات الكبرى ان تسهم من بندها الاجتماعي لتوفير ملابس الشتاء للكثير من الاسر والايتام الذين لا يجدون ما يجعلهم يشعرون بالامان في الشتاء القارس. وبامكان كل مقتدر ورجال المال ان يسهموا في هذا المشروع التكافلي الضخم. في ختام الاسبوع الماضي دشنت المجموعة برنامجها«جانا الشتاء» بالساحة الخضراء ولم تكن وحدها بل نسقت مع جمعية الهلال الاحمر السوداني ومبادرة شباب ضد المخدرات. مركز الخرطوم للاعلام الالكتروني بقيادة المهندسة عزة عبدالكريم كان له الدور الكبير في نجاح اعمال جانا. محمد آدم عربي مدير الساحة الخضراء وعضو المجموعة أسهم كثيراً في نجاح برنامج التدشين. عزة وعربي هما من الاعضاء الفاعلين والى جانبهما بقية اعضاء المجموعة من الاعلاميين والدستوريين والطوعيين. مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبدالرحمن الصادق المهدي قال ان هذا عمل خير وتعاون ومساعدة للاخرين ودعا الى نشر الفكرة اعلامياً. جانا الشتاء في انتظار المزيد من التجاوب حتى يشعر الآخرون بالدفء والطمأنينة.