زادت في الآونة الأخيرة الظواهر السالبة وسط الشباب من تعاطي المخدرات ومشاهدة الأفلام الإباحية وانحلال في الأخلاق بالزواج العرفي وجرائم القتل خاصة وسط طلاب الجامعات، واظهرت آخر التقارير الجنائية أن الأطفال من اكثر الفئات التي لديها قضايا قانونية بولاية الخرطوم حيث بلغت الزيادة في عام واحد فقط «1400» جريمة ارتكب فيها الأطفال مختلف أنواع الجرائم، ويعزو العديد من المراقبين هذه الظواهر الى افتقاد الشباب للوازع الديني بالتربية غير السليمة وعدم متابعة أولياء الأمور لهم في تصرفاتهم.. حول هذا الموضوع التقينا بعض أهل الشأن فكانت إفاداتهم على النحو التالي: رقابة النفس تقول رقية محمد «ربة أسرة وأم لثلاثة أولاد»: غياب الوازع الديني لدى الشباب يعود للتربية الخاطئة؛ فالوالدان أصبحا لا يطيقان مكوث أبنائهما في المنازل خاصة إذا كانت الأم موظفة حتى في فترة الإجازة الصيفية يتم التخلص منهم بإشراكهم في برامج رياضية من سباحة وركوب خيل وغيرها من البرامج، نعم حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم وقال «علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل» لكن ليس بهذه الطريقة وقليلاً ما نجد من يبعث ابنه للخلوة وحتى الخلاوي لا تدرس علوم القرآن وإنما يقتصر دورها على تحفيظ منهج القرآن المقرر في المدارس إضافة إلى البرامج الترفيهية من العاب البلياردو وكرة القدم والتقنيات الحديثة من انترنت الذي أصبح مشكلة حقيقية نواجهها نسبة لإتاحته للأفلام الإباحية إضافة للموبايلات والتي تأخذ معظم أوقات الشباب بالمحادثات الطويلة في كلام غير مفيد.. وتضيف رقية يجب أن تكون هنالك تربية سليمة دينية حتى يثق الولد أو البنت بنفسه ويراقب ويحمي نفسه بنفسه وهذا يكون في العمر الصبياني أي في سن قبل المراهقة، أيضاً المعلمون بالمدارس لهم دور في التربية فهنالك من يتسلل من المدرسة ومن يسلك سلوكاً مشيناً فيجب أن يبلغ المعلمون أولياء الأمور بكل ما يصدر من أبنائهم من تجاوزات، أيضاً الأم لها دور كبير في التربية بعدم إخفاء الأخطاء التي يقوم بها الأبناء من آبائهم حتى يتم تقويمهم، وهنالك شيء مهم يغفل عنه الآباء وهو عطاء الأبناء مصاريف أكثر من اللازم في يد أبنائهم وإعطائهم مطلق الحرية في كيفية صرفها وهذا يفسد أخلاقهم. التمسك بالثوابت والقيم و قال الخبير التربوي د. عوض أحمد أدروب إنه يجب تذكير الطالب بما في المنهج من آيات وأحاديث متعلقة بالقيم والمثل والأخلاق الحميدة والقصص الواردة في القرآن مثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، كل ذلك يجعل الطالب عندما يتذكر يحاول أن ينتهي، وهنالك شيء يجب أن يتنبه له الآباء بلفت انتباه أبنائهم للاستفادة من التلفون والانترنت والفضائيات بصورة ايجابية، أيضاً الصحبة لها أثر فيجب على الآباء معرفة من يصاحب أبناؤهم وذلك بالتعرف عليهم عن كثب، كذلك يجب أن يكون الآباء أصدقاء لأبنائهم خاصة في مرحلة المراهقة هذا يؤدي إلى معرفة نمط تفكيرهم فإذا كانت خاطئة يجب أن يتم تغييرها بالمناقشة واللين وتذكيره بأنه من أسرة كريمة ويجب أن يكون صالحًا لمجتمعه وهو مرآة لأسرته في المجتمع، شيء آخر يجب مراعاته في التربية السليمة وهو أن لا نختار لأبنائنا شخصًا بعينه لمصاحبته لكن عليه مصاحبة الأخيار في ضوء الثوابت والقيم الفاضلة وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وألا ينعزل الابن عند مشاهدة التلفاز أو باللابتوب وإنما يكون ذلك وسط الأسرة. آخر الزمان! وحول هذا الموضوع التقينا أمين دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان د. عبد الرحمن حسن أحمد والذي أفادنا بقوله: إن قلة الوازع الديني في آخر الزمان أمر معروف، لقوله صلى الله عليه وسلم «كل عام ترزلون» بمعنى أن الدين في قلوب الناس يتحرك للانخفاض كلما طال الزمن وذلك لابتعاد الناس عن نور النبوة وهي فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً لأن النور في قلبه خفت، وقلة الخشية والخشوع اللذين يرفعان عن الأمة وتمثلان الخوف من الله سبحانه وتعالى وقلة الخوف قلة للإيمان على أن أكل المال الحرام وفعل الآثام كل ذلك يؤدي إلى نقصان الإيمان لأن أهل السنة أجمعوا على أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. كلكم راعٍ ويشير د. عبد الرحمن إلى أن المسألة تبدأ من البيت فإذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت الغناء والرقص ،لأنها أول مسؤولية تجاه هؤلاء الأبناء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» فالطفل هو مجال التربية ومكان التربية البيت والمربي الوالدان إذا فقد الطفل هذه التربية فإنه يفقد القيم التي كان ينبغي أن يغرسها فيه الوالدان وما التربية إلا غرس القيم الحميدة ونزع القيم القبيحة من عقلية الطفل.