كسلا المدينة التي يعرفها الجميع بجمالها وروعتها ورقة إنسانها ظلت وستبقى في وجدان الشعب السوداني مدينة تشغل الفؤاد فبجانب شهرتها في الجمال أنتجت ومازالت تخرِّج للامة السودانية قيادات ورجالاً كانت لهم بصمتهم في تاريخ الحركة الوطنية في مختلف ضروبها على مستوى القطر منذ ان كان مليون ميل مربع في عطاء متصل فاليوم في ظل الجمهورية الثانية تؤكد ذلك من خلال وجودها في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تم اعلانها مؤخرًا ونالت ثقة السيد رئيس الجمهورية من خلال اسناد امر وزارة الداخلية لرجلين من مدينة كسلا وكلاهما خيار من خيار فالأول المهندس ابراهيم محمود حامد غني عن التعريف منذ توليه ذات المنصب، اما الثاني الأمير بابكر أحمد دقنة والذي كُلف بمنصب وزير دولة للداخلية قد يجهله البعض لكن هو سليل الزعيم التاريخي الذي لا يجهله سوداني ضغيرًا كان او كبيرًا اسم عثمان دقنة الرجل الذي ملأ السمع والبصر آنذاك في فترة المهدية فليس غريبًا ان يسند اليه منصب كهذا.
فهنيئًا للوزارة التي نعتقد جازمين انها موعودة بنجاح واستقرار كبيرين وذلك استنادًا الى نجاحات سابقة حققها كلا الرجلين اللذين عملا سويًا لفترة طويلة ومعرفعتهما بالتقارب والتفاهم وتشهد لهما انجازتهما بولاية كسلا.. واعمد من خلال هذه المساحة للاشارة للثاني فقد يكون غير معروف للبعض غير ابناء الشرق عمومًا فقد شغل امير بابكر احمد دقنة العديد من المواقع ومنذ فترة طويلة حيث كان نائب حاكم الإقليم الشرقي في ظل الديمقراطية الثانية وعندما جاءت الانقاذ وجدت فيه اسمًا وفعلاً يصعب تجاوزه فأسندت اليه العديد من المناصب ابتداءً من وزير تخطيط عمراني بولاية كسلا ثم وزير للصحة ثم وزير للثروة الحيوانية والسمكية وفي كل منها خلف الرجل انجازات واضحة لا تخطئها العين وسيرة طيبة تؤكد علو الهمة والتفاني والمثابرة، ولعل تلك الانجازات ارتقت بالرجل بالرغم من كثرة المكايدات السياسية والتي برزت مؤخرًا داخل اروقة حزبي الامة «الفدرالي والقيادة الجماعية» وامر اندماجهما وفض الاندماج.. عمومًا تبقى المصالحة في المقام الأول والأخير لمن يصلح لأمر الوطن والمواطن وحتى لا نقصم ظهر الرجل نذكره ببعض انجازاته على مستوى الولاية ونهمس له بأن الأمر في الداخلية مختلف عن ماهو عليه في ولايته التي يكاد يعرف ساكنوها اسماء بعضهم بعض فالأمر امانة ثقيلة ومسؤولية ثقتنا وثقة القيادة هو اهل لها وامنياتنا لابناء كسلا والسودان بالنجاح والتوفيق.