وقف رجل فقير أمام الفكهاني ليتعرف على الأسعار قبل أن يشتري، فاندهش أولاً لوجود أصناف جديدة من الفواكه لم يرها من قبل مثل الكومثرى والبرقوق وعرف أنها مستوردة بالتأكيد ستكون غالية ولا داعي للسؤال عنها ورأى أيضاً أصنافاً أخرى سودانية خالصة لكنه لم يتذوق طعمها بالرغم من أنه هو أيضاً سودان ي مثل الأنناس والدليب ولكن من كبر حجمها عرف أنها ستكون غالية ثم رأى من عجب أن النبق الفارسي حجمه كبير لكنه آسر في نفسه نبق لي نبق أخير ليهو النبق السوداني لأن الفارسي يباع بالحبة الواحدة وده مجرد ترف. ثم نظر فإذا به يرى أيضاً ضمن العرض صنف سوداني من الفواكه لذيذ الطعم سبق أن ذاق طعمه هو وفيما كان الرجل الفقير يتنزل في أصناف الفواكه التي حرص الفكهاني على رصها ببراعة جذابة وكيف أنه هندس التقليدية المتعارف عليها مثل القريب فروت والبرتقال والمنقة والتفاح والرمان وحتى الموز صديق الفقراء الذي جاء ليشتري منه كيلو واحد حسب استطاعته.. فيما كان الفقير يبحلق في الأصناف ويمتع نظره.. إذا بعربة فارهة تقف ينزل منها رجل تبدو عليه آثار النعمة فقال للفكهاني مباشرة: لو سمحت أعمل لي دستة تفاح واثنين دستة برتقال ودستة قريب فروت وصندوق كريز وعلبتين عنب و2 كيلو نبق فارسي... ووو وبدأ يعدد من الأصناف واختتمها بأرفع معاك في الضهرية بطيختين. نفذ الفكهاني تعليمات الرجل الذي دون أن يسأل الثري عن الأسعار.. والفقير كان «يحقب أيديه خلف ظهره في مشاهدة هذا الذي يراه وكأنه يحلم.. ثم سأل الغني الفكهاني: كم حسابك؟.. فأجابه الفكهاني على عجل.. فسدد الغني الحساب وانطلق بعربته التي تابعها الرجل الفقير الذي نسي نفسه وهو يحدق فيها حتى غابت عن الأنظار. عاد الفقير لوعيه وكان أيضاً محدقاً في الفواكه.. وقبل أن يفصح عن ما بدواخله للفكهاني وقفت عربة أخرى فارهة.. فكان لصاحبها ما أراد مكرراً نفس مشهد وحوار رصيفه الذي سبقه. وأخيراً فاق الفقير إلى نفسه بعد أن انطلق صاحب العربة الثانية، واستجمع الفقير قواه وقرر أن يسأل الفكهاني وقد شبع من الفواكه مشاهدة وقال بصوت متحشرج أخرجه بعد لآي. لو سمحت يا يا يا أخينا.. القريبة بي كم؟ ردّ عليه الفكهاني الذي حنّ عليه ولم يطالبه بثمن التغزل في الفواكه، ولا طول بحلقته وانتظاره، وربما اعتبر ذلك صدقة.. وقال له: خلاص جيتونا يا ناس القريبة بي كم؟ ... شيل واحدة مجاناً سااااكت وامش اختانا، خلينا نشوف العربية الجاية ديييك!!