الخميس البارح، وفي عموده «في السياسة» أورد الأخ الدكتور هاشم حسين جزءاً من وصيَّةٍ جامعةٍ مانعة، للإمام، خامس الخلفاء الراشدين، والعالم العادلُ التقي الذي ملأ الأرض عدلاً وضرب أمثلةً في الورع ما تزالُ شاهدةً على عظمةِ هذا الدين حين يوافي قلباً سليماً، أعني الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي احتار الأغنياءُ في زمانه أين يذهبون بزكاتهم!! ومن بين فقرات تلك الوصية، التي وجهها الخليفة عمر بن عبدالعزيز إلى عُمَّاله وولاته ووزرائه وأمراء دولة الإسلام، بل كل من ولي من أمر الناس شيئاً ولو هيِّناً، من بين فقرات تلك الوصية استوقفتني بوجهٍ خاصٍّ قولته الحكيمة، التي لا يُدركُ معناها وعبقريتها إلا من أحسن فهم كتاب الله وسنة رسوله، وتشبَّع بروح هذا الدين الخاتم ومعانيه الرفيعات، وأدرك ضعف هذا الإنسان أمام حبائل الشيطان مهما علا مقامُهُ، وذاك قولُهُ: «لا تتَّجروا وأنتم ولاة، فإن الأمير إذا اشتغل بالتجارة استأثر، وأصاب ظلمًا، وإن حرص ألا يفعل. لا تأخذوا من أموال الناس إلا الحق الذي شرعه الله، وما عدا ذلك فضعوه كله.. لا فرق بين مسلم وأهل كتاب. ضعوا السخرة عن الناس، وليكن لكل عمل أجره». تأمل يا مولانا قوله «لا تتَّجِرُوا وأنتُم ولا، فإن الأمير إذا اشتغلَ بالتجارة استأثر، وأصابَ ظُلماً، وإن حرِصَ ألاَّ يفعل».. ألا يقعُ في روعك أن حديث الأمير ابن عبدالعزيز، رضي الله عنه وأرضاهُ، موجَّهٌ تحديداً إلى بعض وزرائنا وأمرائنا؟؟ ألا ترى كيف أن بعض كبار التنفيذيين في بلادنا اشتهروا بكونهم «رجال أعمال»، بل وإن بعضهم ليفاخر بذلك، وبعضهم قال على الملأ محدثاً بعض الصحف ذات يوم أنهُ اشترط على «الحكومة» أن يعمل لها حتى وقتٍ محدد من اليوم، ثم ينصرف بقية اليوم إلى تجارته وأعماله!! ثم، ألا ترى أن حكومتنا مولعةٌ بتوزير وتأمير «رجال الأعمال» دون أن تشترط عليهم ترك تجارتهم والتفرغ للأمانة الثقيلة، أمانة الوزارة أو الولاية؟!! ألم يقرأوا وصية ابن عبدالعزيز لأمرائه، أم تُراهُم وجدُوا من «اجتهد» لهم، مؤكداً أن قولة ابن عبدالعزيز تلك «مما اختلف فيه أهل النظر»!! هكذا والله يقولُ بعض المتفيهقين ، وربما زعم بعضُهُم أنهُ لم يجد في الكتاب ولا في السنة ما يسندُ وصية ابن عبدالعزيز تلك، وأن الرجُل «اجتهد فأخطأ» فله أجرُ الاجتهاد، أو ربما بلغ الأدب ببعضهم أن يزعُم أن اجتهاد عمر مصيبٌ ولكن لأهل زمانه، حيث كان الأُمراءُ والولاةُ ظالمين، بينما أمراؤنا و ولاتُنا من رجال الأعمال هُم أناسٌ أتقياءُ أنقياءُ يخافون الله!! والله، والله الذي لا إله غيرُه، لن يقوى على مكافحة الفساد ولاةٌ وحُكَّامٌ ووُزراءُ اتخذُوا تجارةً و أعمالاً، وأستمرأُوا «مغامرات»السُّوق، بكل ما فيه من تنافُسٍ وكيدٍ واستئثارٍ .. والله لن تُصبِح مكافحة الفساد «سواءً أكان هذا الفسادُ «ذُبابةً» هيِّنة، تقتلُها «بخَّة» مبيد حشري ، أو كان «حُوتاً» يحتاجُ قتلُهُ إلى قنبلة» لن تُصبح حقيقةً إلا حين يُبعَدَ عن ولاية أمر الناس هؤلاءِ التجار، فإنهم والله ليستأثرون ويُصيبون ظُلماً وإن حرصوا ألا يفعلوا، لأنهُم بشرٌ يتقاذفهم الهوى، ويتعاورُهم إيثار الأنفس والبنين والأقربين، ومنذ القديم عرف هذا الدين ألا يُوكل الحاكم إلى نفسه وصدقه، وأن يكُون عليه رُقباءُ مهما بلغ ورعُهُ، هذا يوم كان في الناسٍ من العُلماءِ من تُنسيه خشيةُ الله خشية الحاكم وغضبه، هذا، وكان ابن عبد العزيز رَحِمهُ الله ورضي عنه وأرضاه يُقرِّب الصادقين المخلصين من العُلماء، ويطرُدُ من مجلسه المتكسبين من المتعالمين والشعراء.. أسألُ الله أن يهدي قيادتنا للعمل بوصية ابن عبدالعزيز ، على ألاَّ ينخدِعُوا لمن يزعُمُ أنهُ ترك تجارتهُ «للأولاد»، ففي الناس من يحسبون أنهم يخدعون الله والذين أمنُوا، وما يخدعُون إلا أنفسهم. بريد: مناشدة للرئيس الأستاذ علي يس بعدالتحية الطيبة أسمح لي أن أناشد عبر عمودك رئاسة الجمهورية لإنصافي، فأنا مواطن أصم أعول أسرة كبيرة قمت بشراء عربة نيسان من واو في 29/4/2008م ب«22» مليوناً ونصف المليون وقمت بسداد رسوم جمارك «7» ملايين ونصف، تعمل بخط شبشة المنارة تم حجزها من قبل الجمارك 7/3/2011م بحجة دفع رسوم فرق بين جمارك الجنوب والشمال وقدرها «23» مليوناً و800 ج أي أكثر من ثمن العربة مخالفين بذلك قرار رئاسة الجمهورية القاضي بإعفاء المعاقين من أي رسوم وضرائب، رغم ذلك ناشدت بخطاب رسمي من اتحاد الصم السيد وزير المالية الذي رفض استلامه بحسب مكتبه، كان ذلك بتاريخ 15/5/2011م، عندها توجهت بشكوى إلى مدير عام الجمارك الذي قابل طلبي بالرفض واليوم تفاجأت بمزاد علني من شركة أم درمان للمزادات عرضت العربة فيه للبيع وهي مصدر رزقي الوحيد.. عبركم أناشد السيد الرئيس إنصافي.