تشكل الثروة الحيوانية مصدرًا مهمًا للاقتصاد القومي للبلاد وتحتل ولاية جنوب دارفور النسبة الأكبر من الماشية أي بنسبة «27%» من إجمالي الثروة الحيوانية بالسودان، وبدأت أنظار الدولة تتجه صوب الاهتمام بتطوير هذا القطاع باعتباره المصدر الأول للصادرات غير البترولية وجاء الاهتمام بأمر الثروة الحيوانية بجنوب دارفور بتوحيد جهود كافة المنظمات العاملة في المجال بالتعاون مع وزارة الثروة الحيوانية والتي تم من خلالها تطعيم ستة ملايين رأس من الماشية بأنواعها المختلفة خلال هذا العام وأعلنت بموجبها حكومة الولاية خلوها من أمراض الحيوان، وأشاد وزير الثروة الحيوانية بالولاية إيدام عبد الرحمن آدم بجهود المنظمات العاملة في مجال الثروة الحيوانية وعلى رأسها «الفاو، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى منظمة الرؤية العالمية». وقال في ورشة تدريبية بكلية البيطرة: إن الورشة تجيء لتوحيد رؤى الحكومة مع المنظمات ذات الصلة لترقية وتطوير هذا القطاع، وأضاف إيدام في حديثه ل «الإنتباهة»: أن وزارته أجرت جولات واسعة للمحليات الجنوبية للولاية للوقوف على مشروعات إعادة تأهيل البنيات التحتية للخدمات البيطرية بأماكن تجمعات البادية قبل عودتها لمصايفها التقليدية المعتادة إلى جانب استطلاع آراء زعماء الرحل ومناديبهم حول المشكلات المحتملة أن تتعرض لها البادية بعد انفصال الجنوب الذي أصبح دولة قائمة بذاتها تحتكم علاقاتها مع السودان للقوانين والأعراف الدولية، وقال: إن الجهود ماضية لتوفير متطلبات بقاء الرحل بالشمال وكشف إيدام عن وصول معدات مصنع النايتروجين السائل لميناء بورتسودان وأن الإجراءات تجرى لترحيله للولاية لتركيبه وتدشين عمله لاستحداث ثورة في مجال تطوير سلالات الماشية بمختلف أنواعها بتفعيل التلقيح الاصطناعي.. فيما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مواصلة دعمها لوزارة الثروة الحيوانية بالتدريب وتأمين صحة الماشية وتوحيد عمل المعاونين البيطريين لايصال دورهم في المجتمع في الجوانب المتعلقة برعاية الحيوان، وأشارت الخبيرة البيطرية باللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان اورسولا كيالي إلى أن اللجنة قامت منذ العام 2005م وحتى الآن بتدريب «300» شخص من المعاونين البيطريين بجنوب دارفور لتقديم الرعاية الأساسية كما قامت بتطعيم أكثر من مليون رأس بدارفور وحدها بجانب تأهيل «30» محطة للمياه الجوفية استفاد منها «213» ألف شخص بالإضافة لماشيتهم، وأضافت: «نحن نرغب في مناقشة الكيفية التي تمكن العمال البيطريين من تحقيق الدعم الأفضل لإنتاج الألبان والتسويق في مجتمعاتهم» بينما دعا مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية بجنوب دارفور اليكس غيشارد إلى ضرورة عمل خريطة للمعاونين البيطريين بالولاية وتوحيد جهود عمل المنظمات العاملة في مجال الثروة الحيوانية للخروج بفهم مشترك لحماية الماشية من خلال وضع الإستراتيجيات لتطعيم الماشية، وأشار إلى أهمية التركيز في مجالات التسويق خلال المرحلة المقبلة، وكشفت الورشة عن العديد من المشكلات التي تواجه عمل المعاون البيطري منها انعدام وسائل الحركة والنقص الحاد في المعدات البيطرية بجانب توفر بعض الأدوية مع قلة كمية اللقاحات المخصصة للمنطقة، وأوصت بضرورة وضع إستراتيجية واضحة لمعالجة العمل الوقائي لصحة الحيوان وجودة الأدوية علاوة على إحكام التنسيق بين المعاونين الصحيين ومكاتب الوزارات ذات الصلة مع وضع منهج يواكب متطلبات المرحلة.