(كن مواطنًا صالحًا لا تشتري الطعام الملوث.. المواطن الحصيف لا يشتري الطعام الملوث من الرصيف، لا تشتري الطعام من قارعة الطريق..لا تسهم في انتشار العشوائية).. كل هذه العبارات وغيرها مكتوبة على لافتات صفراء جميلة علقت بعناية على الأشجار وقوائم حديدية بحي الاملاك غرب ببحري ذلك الحي العريق الذي يضم أسرًا عريقة من سكان بحري ومنهم أسرة الأستاذ الصحفي والمربي الشيخ بابكر درويش وحرمه الأستاذة فاطمة علي نمر أصحاب المنزل رقم «9» شمال جسر المك نمر الذين قاموا بتجميل وطلاء الشارع من الجهة الشمالية وزراعته بأجمل أنواع الزهور والنباتات الجميلة التي تلفت انتباه كل «المارين» بمدخل كبري المك نمر جهة بحري.. (تقاسيم) انتقلت إلى موقع الشارع الذي ساهمت الأسرة في تجميله ونظافته وتوصلت إلى المعلومات الآتية من الأستاذ الشيخ درويش الذي قال: إن حي الاملاك هو أحد أحياء بحري العريقة والجميلة وقد سكنت به منذ وقتٍ طويل مع زوجتي فاطمة ثم انتقلت إلى منزلي الحالي في العام 1993 وكان بالجنوب من الحي وقطع الشارع حي الوابورات وبعد افتتاح جسر المك نمر حدث تحول وتطور كبير على الشارع وأصبح واجهة لمدينة بحري ومن ثم أصبح هنالك تحدٍ كيف نجعل مدخل بحري للجسر يليق ببحري الجميلة ولقد عزمت على أن أُجمِّل الشارع وأهتم به مثل اهتمامي بمنزلي وفي بادئ الأمر جلبت «الموكيت الأخضر وفرشة» على أطراف الشارع وزرعت زوجتي الزهور وبعد فترة قمنا بزراعة كل الشارع الذي يوازي منزلنا وبعد فترة قليلة فاجأنا مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم بإعفائنا من رسوم النفايات لمدة عام كامل تقديرًا منه لدورنا في الإسهام في نظافة وتجميل شارع مدخل الكبري.. ولكن للأسف في رمضان كنت خارج البلاد وحين عدت وجدت الباعة المتجولين الذين يبيعون الفاكهة قد سيطروا على رصيف الشارع من مدخل الكبري وحتى «لفة» الشارع تجاة الجامع الكبير مما تسبب في زحمة الشارع وإعاقة حركة المرور، برصفهم الشارع بالحجارة الكبيرة والبرسيم مما خلق نوعًا من الفوضى الشديدة وعلى إثر ذلك تحركنا وقمنا بعمل تلك اللافتات التي وجدت الاستحسان، ونفذ من خلالها المواطن المحترم توجيهاتنا وقد شكرنا كثير من الناس عليها، ونتمنى من كل أصحاب المنازل بكل البلاد أن يهتموا بالشارع مثل اهتمامهم بمنازلهم على الأقل حرم المنزل كي نسهم جميعًا في نظافة شوارعنا وبلادنا التي كانت في العقدين بعد الاستقلال بها قانون يلزم صاحب عربة الكارو التي يجرها (الحصان أن يربط سلة «قفة» في عربة كي يحمل ما يخلفه حصانه من فضلات) وانهارت النظافة في بداية السبعينيات ولكن يمكن أن نعيد بلادنا إلى سيرتها الأولى بالعمل الجاد وبمزيد من التوعية.