يعتبر التهرب الزكوي والتهريب والتزوير في مستندات الجباية من أهم العوامل التي تؤدى إلى فاقد الزكاة مما يؤثر على الناتج الكلى للجباية بالولايات المختلفة وبالتالي التأثير على الاقتصاد القومي للدولة لذا كان لابد من دراسة وتحليل لمثل هذه الظواهر لوضع معالجات سريعة تتلافى بها الولايات المتداخلة والتي تعانى من مثل هذه القضايا لذلك كانت المبادرة الطيبة من ولاية القضارف لعقد ورشة لأجل التنسيق حول الجباية بين الولايات المتجاورة فما كان من ولاية سنار إلا أن تستضيف هذه الورشة والتي شاركت فيها الولايات المتداخلة والمتمثلة في النيل الأزرق والنيل الأبيض والجزيرة والقضارف والخرطوم وسنار، ولعل من المشكلات التي ساعدت على قيام هذه الورشة قرار إغلاق نقاط التحصيل والمراقبة على الطرق القومية والذي أثر على وعاء الزروع والمستغلات وشجع ضعاف النفوس على التهرب من دفع الزكاة التي يدعو ديننا الحنيف إلى إيتائها لتطهير المال ومساعدة المحتاجين كما أن التباين في المنشورات لزكاة الأنعام والزروع واختلاف أساليب الجباية بين الولايات وضعف التنسيق وتبادل المعلومات وقلة القوى العاملة وإيقاف المتعاونين يؤثر أيضاً على الجباية فضلاً عن عدم امتصاص التصاريح المتجهة إلى العاصمة القومية مما يؤدى إلى استخدامها مرة أخرى بواسطة أصحاب النفوس الضعيفة عن طريق التزوير «مسح بالزئبق» وإعادة استعمالها مره ثانية لجهات أخرى هذا بجانب سعى بعض المزارعين لدفع ما عليهم من زكاة لولاياتهم بالرغم من أن مشروعاتهم الزراعية موجودة في الولايات المجاورة، ومن المشكلات أيضاً كيفية التعامل مع مستندات الزكاة المستخرجة من دولة الجنوب وعدم الالتزام بشهادة إبراء الذمة. وبدأ وزير الشؤون الاجتماعية والدعوة بسنار فضل المولى الهجا حديثه بنهاية المتمرد خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة رمز الفساد والإفساد في الأرض الذي كان صنيعة الطغاة الذين يصنعون الحروب لإشعال النيران وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، ثم اكد الهجا أن توصيات الورشة ستكون ميثاق شرف تهتدي به الولايات، ودعا إلى تنفيذ برامج ومشروعات يتحقق بها الإسلام والعمل على نشر فقه الزكاة عبر لجان الزكاة القاعدية، وقال إن تجربة السودان في مجال الزكاة رائدة مما دعا الكثير من الدول للاستفادة من هذه التجارب مؤكداً أن الزكاة صفحة بيضاء في كتاب الإنقاذ في السودان، وأضاف: إحكاماً للتنسيق وتطويراً للتجربة وسداً لأبواب الفتن والاطلاع على تجارب الولايات في مجال الزكاة كانت الورشة، ودعا إلى ضرورة الاجتهاد في الجباية لسد المنافذ وتكامل الأدوار لمنع التهرب والتهريب لتداخل الولايات، وقال إن التزوير في مستندات الزكاة ليس أمراً مخيفاً لكن الورشة للتخطيط والتنسيق بين الولايات، وهنا يوجد اعتراف صريح من الهجا بوجود تزوير حتى ولو كان قليلاً، وعندما يكون الاعتراف يسهل العلاج لأن بمعرفة الداء يسهل الدواء، وأكد ذلك ل«لإنتباهة» الفاتح عبد الرؤوف أمين ديوان الزكاة ولاية سنار حيث كشف عن وجود تزوير في ثلاثة إيصالات خاصة بتصاريح المرور بالولاية و25 إيصالاً في ولاية النيل الأزرق... لذا واجب على الولايات المتداخلة سن قوانين رادعة وتفعيلها للحد من الظواهر السالبة والتوافق على عمل إجراءات وقائية منعاً لأي اختراق في تصاريح المرور من ضعاف النفوس لتصحيح مسار الزكاة.