أقرّ وزير الزراعة عبدالحليم المتعافي بانخفاض إنتاج الحبوب إلى 3 ملايين طن مقارنة بالعام الماضي والبالغ 5,6 مليون طن، فيما شكا من التأخُّر في مجالات الزراعة ومن سوء الإدارة وقلة التمويل في العمل الزراعي، بالإضافة إلى عدم وجود الكادر البشري المدرَّب والاستغلال غير الجيد للقدرات العلمية المحلية، داعياً إلى إيجاد الحلول العاجلة للمشكلات الهيكلية التي تعترض الزراعة، وقال المتعافي في برنامج « مؤتمر إذاعي» أمس إن هناك انخفاضاً في إنتاج الحبوب مقارنة بالعام الماضي لكنه قال: «لستُ منزعجاً من الانخفاض»، جازماً بأن المخزون الإستراتيجي للحبوب كافٍ، وتوقع أن ترتفع الصادرات الزراعية إلى 400 مليون دولار العام القادم رغم شح الأمطار، وانتقد المتعافي عينات القطن المزروعة في السودان وقال إن الأصناف «ضعيفة» وتضربها الأمراض خاصة مرض «دودة اللوز» بالإضافة إلى أمراض الحصاد. ونوّه المتعافي إلى أن ما يثار من ضجّة حول انخفاض أسعار القطن يعود إلى أن الربح الذي تضاعف إلى 300% العام الماضي انخفض بعدها إلى 100%، كاشفاً عن تدني إنتاج القمح في العام الماضي إلى 8 آلاف فدان وهذا العام صعد إلى 62 ألفاً، وقال إن البنيات التحتية للقطن في المشروع تمكنت من زراعة 170 فداناً من جملة400 فدان في السودان وتوقع صعودها إلى 300 320 ألف فدان العام القادم وقال إن تعلية خزان الروصيرص ستُحدث انقلاباً وستعيد ترتيب خارطة توزيع المياه في كل من مشروع الجزيرة والرهد والسوكي، بالإضافة إلى مشروعات النيل الأبيض والأزرق بتحويل الزراعة فيها طول العام، نافياً أن تكون هناك مشكلة في الري في المشاريع القومية، وقال إن بعثة اللجنة الزراعية بالمجلس الوطني أكدت أن 5% فقط من المحاصيل تأثرت بالعطش، فيما أكدت البعثة الأممية المكونة من الإيقاد والمنظمات المختصة بالزراعة أن مشروع الجزيرة أفضل من العام الماضي. مقرًا بوجود إشكالات في الري في مشروع الرهد، كاشفاً عن تدنٍ المساحات المزروعة فيه إلى 80 ألفاً، عشرون منها مات المحصول فيها بسبب العطش.. وصوّب المتعافي انتقادات حادة لمشروع الجزيرة وقال إن انهيار القطن كشف سوءة المشروع، وزاد: «المشروع أُسِّس ليكون مزرعة تديرها مؤسسة لم يسمها لمصلحة محصول واحد وتسخير المزارع لإنتاج هذا المحصول». وقال إن متوسط إنتاج القطن طوال 80 عاماً في المشروع لم يتجاوز أربعة قناطير، وظل ثابتاً لم يتطور أو يتدهور، ولفت إلى أن مشكلة المشروع ممثلة في إنتاجية الفدان، واشتكى من الري الفيضي ووصفه بالمهلك للمياه، وقال إن تكلفة الري عالية جدًا سواء بالكهرباء أو الديزل ويمكن تفاديها بالإنتاجية العالية.