تمثل الزراعة أحد أهم مرتكزات العملية الاقتصادية بولاية القضارف بشقيها النباتي والحيواني خاصة في أعقاب خروج بترول الجنوب من الموازنة العامة وسعي الدولة الحثيث لتغطية العجز في الموازنة العامة بالاهتمام بقطاع الزراعة والصناعة والعمل على تشجيع المزارعين للنهوض بالزراعة عبر «النهضة الزراعية» بتوفير التقاوي المحسنة ومدخلات الإنتاج من الآليات الزراعية وتأمين السوق المحلي والسوق العالمي عبر الصادر، غير أن هذه العملية للموسم الزراعي الماثل تمر بمرحلة مخاض عسير لجهة مطلوبات الزراعة وتخوف الدولة من تحديات الزراعة المتمثلة في التمويل الزراعي وما يفرزه من إعسار في نهاية العملية، وقال البروفسير مأمون ضو البيت وزير الزراعة والغابات بولاية القضارف في حديث ل«الإنتباهة» إن الترتيبات للموسم الزراعي الحالي بدأت بعد الحصاد مباشرة بعد أن قيّمنا الموسم السابق وبتحللينا لذلك الموسم وجدنا أن أهم سماته العامة أن الإنتاجية كانت ضعيفة وتركيبتنا المحصولية كانت منحازة للذرة وكانت هناك مشكلات واجهت الزراعة في الموسم الماضي أبرزها مشكلة عدم توفر العمالة في فترة الحصاد ومشكلات وقاية المحاصيل، وبناء على ذلك التحليل وضعنا إستراتيجية محكمة للمواسم القادمة وسياسة جديدة لهذا الموسم أهمها التركيز على زيادة الإنتاجية من خلال تبني تطبيق التقانات الزراعية التي تهدف لرفع الإنتاجية، وأشار إلى إن التحول لزراعة محاصيل نقدية مهم جدًا حيث تم وضع خطة لزراعة خمسة ملايين ونصف المليون فدان ذرة ومليون فدان سمسم و«200» ألف فدان بزهرة الشمس و«60» ألف فدان قطن مطري لهذا الموسم وسنبدأ بفهم جديد وتطبيق تقانات زراعية جديدة لتحقيق إنتاجية عالية وهذا هو الاتجاه الذي يجعلنا نعبر إلى الأمام خاصة وأن البلاد أضحت تعتمد على وارد الزراعة من قيمة الصادرات السودانية وأعتقد أن المرحلة القادمة هي مرحلة الاعتماد على الاقتصاد الزراعي وبالتالي همنا أن نسهم قدر طموحاتنا وعلى قدر مسؤوليتنا لتعظيم عائد الزراعة وهذا لن يتأتى إلا بزيادة الإنتاجية والتحول لزراعة المحاصيل النقدية، وقال: نحن غير منزعجين من تأخر هطول الأمطار لأن الإرصاد أشارت توقعاتها لتأخر هطول أمطار هذا الموسم واستمرار هطولها حتى نهايات شهر أكتوبر ونتوقع أن تمضي نفس التوقعات وهي تعطي فرصة للمزارعين لمزيد من التجويد وتوفير التمويل وبحمد الله شهدت الولاية في اليومين الماضيين هطول أمطار بمعدلات جيدة في المشاريع الزراعية أدخلت الطمأنينة في نفوس المزارعين وأعتقد أن الموسم الزراعي سيكون جيدًا ونتوقع أن تحقق فيه الولاية إنتاجية عالية أفضل من المواسم السابقة خاصة بعد انسياب التمويل الزراعي من المصارف للمزراعين حيث بلغ التمويل حتى الأسبوع الماضي حسب تقرير غرفة إنجاح الموسم حوالى «42» مليون جنيه مرشح للارتفاع لأرقام أكبر من هذه، ونحب أن نطمئن أهلنا في جميع أنحاء السودان بأن الموسم الزراعي يسير بشكل طبيعي وجيد ولا خوف من فشله بإذن الله في ظل تناسق وتكامل سياساتنا مع البنك الزراعي وبنك السودان فيما يلي ربط التمويل بالتأمين الزراعي وتبني التقانات الزراعية واستخدام الأصناف المحسنة وهذا نفس الفهم الذي نروج له لتعظيم عائد الزراعة حيث يستهدف البنك الزراعي تمويل مليونين و850 ألف فدان بسعر سلم يبلغ 75 جنيهًا لجوال الذرة و«100» جنيه لقنطار السمسم و«1050» جنيهًا لطن زهرة الشمس هذا بالإضافة لتمويل صغار المزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية النسوية التي حققت نجاحًا في الموسم الماضي وسددت مديونياتها بنسبة 98%. وقال إن وزارة الزراعة بالولاية جعلت المزارع شريكًا أسياسيًا في هم تطوير الزراعة وكوّنّا أربع لجان سلعية لمحاصيل الذرة، السمسم، القطن وزهرة الشمس وهي تحت إدارتهم وتقدم الوزارة الإسناد الفني فقط هدفها ترقية المحصول وتشجيع روح العمل الجماعي، ويأتي تشكيل هذه اللجان متناسقًا مع روح القانون الجديد للمهن الزراعية والحيوانية وهي نواة لهذا العمل وبدأت اللجان ترتيب نفسها لتسهم في دفع العمل الزراعي في ظل الشراكات القائمة بين وزارة الزراعة والمنتجين والمساهمين والشركات المعنية بتطوير الإنتاج وهي منظومة مهمة في إنجاح الخطط الزراعية.. إلي ذلك فقد أبدى عدد كبير من المزارعين بمنطقة جنوبالقضارف امتعاضهم من البنك الزراعي فرع دوكة بحاضرة محلية القلابات الشرقية لتأخير عمليات تمويل الموسم الزراعي لما وصفوه بمماطلة البنك لتمويل العملية الزراعية على الرغم من استيفائهم لكامل شروط البنك بوضع الرهونات وتجديد الأراضي وسداد رسوم العقودات.. وقال عضو اتحاد مزارعي منطقة دوكة أحمد محمد علي في حديث ل «الإنتباهة» إن البنك الزراعي بدوكة عبر إدارة الاستثمار يتعامل موظفوه بتعالٍ مع المزارعين لجهة إذلالهم .. كاشفاً في الوقت نفسه أن عملية التمويل بالبنك أصبحت عملية «خيار وفقوس» بحسبه .. وقال إن المزارع البسيط لا يجد حظه في التمويل على الرغم من استيفائه لشروط التمويل .. في الأثناء استنجد عددٌ من المزارعين بمنطقة دوكة بالأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية راعي النهضة الزراعية والدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية وحكومة الولاية والبنك الزراعي بالمركز بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ الموسم الزراعي بتلك المنطقة المتاخمة للحدود الإثيوبية .. قاطعاً بالقول إن الموسم الزراعي بالقلابات الشرقية مرهون بمدى الإسراع في تمويل الموسم الزراعي لتفادي خروج عدد مقدر من المزارعين في الموسم الزراعي الحالي.